المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : السفن الغبية


الآتي الأخير
08-11-07, 07:50 PM
قلت لها في عيد ميلادها: أتمنى لك ما تشتهين.
قالت: تجري الرياح بما لا تشتهي السفن.

قلت لها: السفن الغبية:

قالت وهي غنية فعلاً. أضحكتني السفن الغنية.

قلت لها: ومن يتهيب صعود الجبال: يعش أبد الدهر بين الحفر
قالت: كم أنت فقير. دعني أفرح بهذه المناسبة التي لا يمكنك أن تعيها. لأن الفقراء يا سيدي ليس لهم تاريخ ميلاد.

قد تكون الأنظف لكنك لست الأغنى. قد تموت على القمة وحيداً. لكنهم سيدفنونك في حفرة بائسة.
وحينها ستموت فعلاً. قبل أن تدرك أن لك يدين وعينين وقدمين وكل المثنيات التي عطلتها طيلة حياتك بذريعة النقاء. ستموت مفلساً إلا من أوهامك.

وستدرك معنى أن الأسماك الميتة وحدها يجرفها أكثر من تيار. لكل منا تياره الذي يجرفه. لك الوهم ولنا الحياة.

رنّ هاتفها المحمول: كان زوجي وحبيبي يهاتفني من مطار بعيد يهنئني بعيد ميلادي. وأنت هل أحببت أيها الرجل الصخر؟ هل في إمكانك أن تكون صديقاً؟

أجبتها: أود فقط أن ألقي رأسي...

قاطعتني: ستلقيه في حفرة قبل أن تلقيه على ما تحلم به، أنت مثل الأغنياء والحكام لا تثق بأحد .... غير أنك لست حاكماً ولا غنياً. هل سمعت بالمثل القائل: "الحاكم مثل النار إن اقتربت منه احترقت وإن ابتعدت اشتعلت برداً".

وهكذا نحن الأغنياء أو الأغبياء كما يحلو لك أن تصفنا أنت يا سيدي بلا رأس. وستظل هكذا. فالذين تجاوزوا الخمسين برأس وهمي لا يمكن لهم أن يفرحوا بعيد ميلاد الآخرين.

حاولت أن أخاطبها بلغة أخرى. بكلمات أقرب إلى العقرب "برجها" الذي تباهي به وتدعوني إلى أن أنتمي لهذا البرج.

بحثت لي عن تاريخ ميلاد قريب من تاريخ ميلادها. لكنني رفضت، أقنعتني بقدرتها على قراءة الكف. رأت في كفي ما كنت أحاول إخفاءه. قالت لي إني رجل "أحمل السلّم بالعرض" وإني لم أعثر أبداً على طريق مستقيم.

استأذنتها كي أغادر. قالت: لست طريقك أو في طريقك. أنت مغادر إلى أوهام أخرى. وكل وهم يقود إلى وهم. لن تجد امرأة في طريقك.

بقلم الأديب / احمد ابو دهمان

صفاء
08-11-07, 11:57 PM
أولا اشكرك
ثانيا كتابته مغرية جدا ومقنعة جدا وراقية جدا في مجاله ليته وظفها في ما هو أكثر
وأغنى من ذلك
غير أنه تجنى على النقاء قليلا
أو كثيرا


شكرا لك

الآتي الأخير
18-12-07, 06:48 PM
شكرا لمرورك اخت صفاء
لك تحياتي

الجذامي
18-12-07, 07:28 PM
كلمات جميلة



تقبل تحياتي