الذيب الشمالي
04-12-07, 02:23 PM
لم يخرج الصدق من أرجوحة الكذب=فراح يثبتُ أن السِّـرَّ فـي الخُطَـب
وراح يسكبُ في جوف الدُّجى مطـراً=ويستحـثُ الأمانـي دونمـا سُحُـب
يا صدق هَوِّن على الأسماع إنَّ بهـا=رعداً يزلزلها مـن سالـف الحِقَـب
هذي اللّها الخرسُ لم تُخلـق لأسئلـة=ولم تُجرِّب ولم تُخطئ ولـم تُصـب
ولم تزل في غيـاب الـذات غائبـة=تحاور الأمس في لُطـف وفـي أدب
ولم تجاوز «قفا نبـك الرُّبـا» ولهـاً=حتى جرى الدمع من نزوى إلى حلب
كأنمـا صيـغُ الآهــات أوسـمـةٌ=خُصّت بها دون خلق الله.. واعجبـي
اترتجيهـا لشـيءٍ وهـي موغـلـةٌ=في غيهب اللوم والآهـات والعَتَـب؟
مرت بها الأنجم الوسنى فمـا قـرأت=على سناها «جلاءَ الشـك والريـب»
يا صدقُ هذي الخُطى الحيري يواكبها=أنّى تولـت جنـاح الـذُّل والنَصَـب
هانت على الكون قدراً حيثما «هربت»=كأنها في الـورى حمالـةُ الحطـب
بغـدادُ قومـي ببـاب الله خاشـعـةً=واستقبلي القبلـةَ الغـراءَ وانتحبـي
ورتِّلـي فـي هزيـع الليـل أدعيـةً=تضوع كالكوكـب الـدُّري كالشُّهُـب
فالغرب اقبل في كبـرٍ وفـي صَلَـفٍ=في قوله «الحدُّ بين الجـدّ واللّعـب»
يجـرُّ آلـتـه الصَـمَّـاء مدّعـيـاً=أن الخلاص بها من «آفـةِ العـرب»
والشرق حَدّث عنـه الطامعـون بـه«للقانعيـن» حديثـاً غيـرَ مقتضـب
يا أيُّها الشرق ما بالُ الدّنـا غضبـت=لما «أُبِحْتَ» ولم تغضب ولم تثِـب؟!
ما بال بعضك يشكـو بعضـه ألمـاً؟=أهـذه ثمـراتُ الدِّيـن والنَّـسـب؟
لله ما أنكـأ الجـرح الـذي زفـرت=قروحُـه بيـن أيدينـا بـلا سـبـب
بغـدادُ موتـك هـذا مـوتُ أفـئـدةٍ=ودمعةٌ في جبين الشمـس لـم تغـب
ضُمِّي «هرقل» إلـى أشـلاء قافيـةٍ=أمْسَتْ تجرُّ الخطى في سوء منقلـب
ضُمِّيه فالعالـم المكلـوم ضـاق بـه=ذرعاً، وما الموتُ إلا مـوت مرتقِـب
الشاعر / محمد فرج العطوي
وراح يسكبُ في جوف الدُّجى مطـراً=ويستحـثُ الأمانـي دونمـا سُحُـب
يا صدق هَوِّن على الأسماع إنَّ بهـا=رعداً يزلزلها مـن سالـف الحِقَـب
هذي اللّها الخرسُ لم تُخلـق لأسئلـة=ولم تُجرِّب ولم تُخطئ ولـم تُصـب
ولم تزل في غيـاب الـذات غائبـة=تحاور الأمس في لُطـف وفـي أدب
ولم تجاوز «قفا نبـك الرُّبـا» ولهـاً=حتى جرى الدمع من نزوى إلى حلب
كأنمـا صيـغُ الآهــات أوسـمـةٌ=خُصّت بها دون خلق الله.. واعجبـي
اترتجيهـا لشـيءٍ وهـي موغـلـةٌ=في غيهب اللوم والآهـات والعَتَـب؟
مرت بها الأنجم الوسنى فمـا قـرأت=على سناها «جلاءَ الشـك والريـب»
يا صدقُ هذي الخُطى الحيري يواكبها=أنّى تولـت جنـاح الـذُّل والنَصَـب
هانت على الكون قدراً حيثما «هربت»=كأنها في الـورى حمالـةُ الحطـب
بغـدادُ قومـي ببـاب الله خاشـعـةً=واستقبلي القبلـةَ الغـراءَ وانتحبـي
ورتِّلـي فـي هزيـع الليـل أدعيـةً=تضوع كالكوكـب الـدُّري كالشُّهُـب
فالغرب اقبل في كبـرٍ وفـي صَلَـفٍ=في قوله «الحدُّ بين الجـدّ واللّعـب»
يجـرُّ آلـتـه الصَـمَّـاء مدّعـيـاً=أن الخلاص بها من «آفـةِ العـرب»
والشرق حَدّث عنـه الطامعـون بـه«للقانعيـن» حديثـاً غيـرَ مقتضـب
يا أيُّها الشرق ما بالُ الدّنـا غضبـت=لما «أُبِحْتَ» ولم تغضب ولم تثِـب؟!
ما بال بعضك يشكـو بعضـه ألمـاً؟=أهـذه ثمـراتُ الدِّيـن والنَّـسـب؟
لله ما أنكـأ الجـرح الـذي زفـرت=قروحُـه بيـن أيدينـا بـلا سـبـب
بغـدادُ موتـك هـذا مـوتُ أفـئـدةٍ=ودمعةٌ في جبين الشمـس لـم تغـب
ضُمِّي «هرقل» إلـى أشـلاء قافيـةٍ=أمْسَتْ تجرُّ الخطى في سوء منقلـب
ضُمِّيه فالعالـم المكلـوم ضـاق بـه=ذرعاً، وما الموتُ إلا مـوت مرتقِـب
الشاعر / محمد فرج العطوي