الآتي الأخير
27-12-07, 01:08 AM
سحر الرملاوي
تكاد لا تخلو جلسة عائلية أو نسائية صرفة الآن من الحديث عن التراجع الفاضح في مسؤوليات الرجل ازاء بيته وزوجته واولاده، وتتنوع القصص وتتعدد فتبدأ من اشتراط الشباب الجدد في زوجة المستقبل ان تكون عاملة وتمر برفع الزوج يده من مصروف البيت وتجاهله المتعمد لاحتياجات زوجته وانتشار مظهر وقوف الازواج بجوار زوجاتهم وهن يدفعن ثمن المشتريات في المتاجر الكبيرة وانتهاءً باستيلاء الزوج على راتب زوجته كاملاً اما بالتفاهم أو بالاكراه - وكلاهما اكراه في نظري - وتتعدد الحكايات وتتبارى الجالسات في قص ما هو اشد وأكثر تأثيراً من حكايات القهر المادي الذي يمارسه الرجل الجديد على امرأة هذا الزمان..
فبعد ان كان القهر منحصراً في العنف والاهانة والحرمان من بعض الامتيازات اصبح الأمر أكبر من كل هذا إذ انه بصيغته الحالية يشبه نظام السخرة والعبودية القديمة حين كان العبد يكد طوال يومه ليحصل سيده في النهاية على ثمار تعبه ويستولي على ما استحقه نتيجة عمله..
ويحتج الازواج بحجج لطيفة ومقبولة عقلاً مثل ان زوجتي تعمل وعملها يأخذ من وقت البيت لذا فلابد ان تتحمل نفقة نفسها مقابل هذا.. أو مثل ان يخبر الزوج زوجته انه في ضائقة ستنتهي قريباً وتمر السنوات ولا تنتهي تلك الضائقة فقد استساغ الزوج إنفاق الزوجة.. وغير ذلك من مبررات أوحجج تبدو في ظاهرها حقيقية إلى حد الوجع لكنها في باطنها تخفي نوعاً خطيراً من اللامبالاة وإصراراً منظماً على الانسلاخ من بدهيات الحياة التي دعا لها ديننا وقامت عليها تقاليدنا وعاداتنا..
ورغم ما يقوله علماء الدين في كل برنامج وفتوى ولقاء عن وجوب النفقة على الرجل حتى وان كان فقيراً فلينفق من سعته وعلى قدره وعدم الزام المرأة شرعاً بأي نفقة مهما كانت غنية الا ان تكون بدافع شخصي منها لا اكراه فيه ولا اجبار الا ان معظم الرجال اعتادوا على سماع علماء الدين وهم يعددون ما لهم من حقوق على الزوجة واعتادوا بمهارة مذهلة تجاهل ما عليهم من واجبات لينالوا تلك الحقوق واكتفوا بنصف آية القوامة..
وعلى الصعيد المجتمعي فانني ارى ان هذه الحالة منذرة ومخيفة وانها آخذة في الازدياد ولا شيء يقف في طريق استفحالها وانها تقود في النهاية إلى شيء يشبه الانفصام العاطفي بين أفراد المجتمع وفي الأسرة الواحدة، فإذا كانت الزوجة تنفق على نفسها واولادها بل وأحياناً على زوجها فلماذا عليها ان تتعامل معه كزوج له حقوق خاصة وله السمع والطاعة.. وبأي حق يطالبها الزوج بعد أن تخلى عن واجبه تجاهها؟
الأمر هنا لا يتعلق بالمال، فلطالما عرفت الدنيا نساء غنيات انفقن على ازواجهن من باب المساعدة والتعاون لكنهن كن ينفقن ويعلمن ويعلم ازواجهن ان الأمر مؤقت أو مبرر بسبب ظروف خاصة فلا تشعر المرأة انها مستنزفة ولا يعتقد الرجل انه يأخذ حقاً..
الأمر برمته ملتبس جداً والسبب في التباسه وكل المرارة التي يسببها هو في عدم انفتاح الزوجين على حقيقة وضعهما المادي وتعمد كل شخص منهما ان يؤدي ما فرضته الظروف عليه بتذمر داخلي دون ان يفصح للآخر عن ضيقه من أمر وتوقعه لامر ونفوره من امر..
أيها الازواج الجدد.. تصارحوا دون تجريح حتى تحافظوا على بنيان علاقتكم قوياً فأكثر اسباب الطلاق صدمة الزوجة في زوج لا ينفق ولا يتمتع بأخلاق الفرسان الذين ولى زمانهم ولم تنتبه..!!
تكاد لا تخلو جلسة عائلية أو نسائية صرفة الآن من الحديث عن التراجع الفاضح في مسؤوليات الرجل ازاء بيته وزوجته واولاده، وتتنوع القصص وتتعدد فتبدأ من اشتراط الشباب الجدد في زوجة المستقبل ان تكون عاملة وتمر برفع الزوج يده من مصروف البيت وتجاهله المتعمد لاحتياجات زوجته وانتشار مظهر وقوف الازواج بجوار زوجاتهم وهن يدفعن ثمن المشتريات في المتاجر الكبيرة وانتهاءً باستيلاء الزوج على راتب زوجته كاملاً اما بالتفاهم أو بالاكراه - وكلاهما اكراه في نظري - وتتعدد الحكايات وتتبارى الجالسات في قص ما هو اشد وأكثر تأثيراً من حكايات القهر المادي الذي يمارسه الرجل الجديد على امرأة هذا الزمان..
فبعد ان كان القهر منحصراً في العنف والاهانة والحرمان من بعض الامتيازات اصبح الأمر أكبر من كل هذا إذ انه بصيغته الحالية يشبه نظام السخرة والعبودية القديمة حين كان العبد يكد طوال يومه ليحصل سيده في النهاية على ثمار تعبه ويستولي على ما استحقه نتيجة عمله..
ويحتج الازواج بحجج لطيفة ومقبولة عقلاً مثل ان زوجتي تعمل وعملها يأخذ من وقت البيت لذا فلابد ان تتحمل نفقة نفسها مقابل هذا.. أو مثل ان يخبر الزوج زوجته انه في ضائقة ستنتهي قريباً وتمر السنوات ولا تنتهي تلك الضائقة فقد استساغ الزوج إنفاق الزوجة.. وغير ذلك من مبررات أوحجج تبدو في ظاهرها حقيقية إلى حد الوجع لكنها في باطنها تخفي نوعاً خطيراً من اللامبالاة وإصراراً منظماً على الانسلاخ من بدهيات الحياة التي دعا لها ديننا وقامت عليها تقاليدنا وعاداتنا..
ورغم ما يقوله علماء الدين في كل برنامج وفتوى ولقاء عن وجوب النفقة على الرجل حتى وان كان فقيراً فلينفق من سعته وعلى قدره وعدم الزام المرأة شرعاً بأي نفقة مهما كانت غنية الا ان تكون بدافع شخصي منها لا اكراه فيه ولا اجبار الا ان معظم الرجال اعتادوا على سماع علماء الدين وهم يعددون ما لهم من حقوق على الزوجة واعتادوا بمهارة مذهلة تجاهل ما عليهم من واجبات لينالوا تلك الحقوق واكتفوا بنصف آية القوامة..
وعلى الصعيد المجتمعي فانني ارى ان هذه الحالة منذرة ومخيفة وانها آخذة في الازدياد ولا شيء يقف في طريق استفحالها وانها تقود في النهاية إلى شيء يشبه الانفصام العاطفي بين أفراد المجتمع وفي الأسرة الواحدة، فإذا كانت الزوجة تنفق على نفسها واولادها بل وأحياناً على زوجها فلماذا عليها ان تتعامل معه كزوج له حقوق خاصة وله السمع والطاعة.. وبأي حق يطالبها الزوج بعد أن تخلى عن واجبه تجاهها؟
الأمر هنا لا يتعلق بالمال، فلطالما عرفت الدنيا نساء غنيات انفقن على ازواجهن من باب المساعدة والتعاون لكنهن كن ينفقن ويعلمن ويعلم ازواجهن ان الأمر مؤقت أو مبرر بسبب ظروف خاصة فلا تشعر المرأة انها مستنزفة ولا يعتقد الرجل انه يأخذ حقاً..
الأمر برمته ملتبس جداً والسبب في التباسه وكل المرارة التي يسببها هو في عدم انفتاح الزوجين على حقيقة وضعهما المادي وتعمد كل شخص منهما ان يؤدي ما فرضته الظروف عليه بتذمر داخلي دون ان يفصح للآخر عن ضيقه من أمر وتوقعه لامر ونفوره من امر..
أيها الازواج الجدد.. تصارحوا دون تجريح حتى تحافظوا على بنيان علاقتكم قوياً فأكثر اسباب الطلاق صدمة الزوجة في زوج لا ينفق ولا يتمتع بأخلاق الفرسان الذين ولى زمانهم ولم تنتبه..!!