![]() |
المقامة البنعلية
كان يا مكان في (حاضر) العصر و الأوان , سلطانٌ من سلاطين الزمان , ينشط في أحد البلدان كالسرطان , ويحكم مثل كلِّ باغٍ بالجبروت والطغيان , فالشَّعب يُسام القهر , والدولة صارت دُكَّان , لأقاربه والأعوان , ويحارب شرع الله , والمساجد , والحجاب , وكل مظاهر الإسلام , حتى يرضى العم سام , فيغتال حقوق الإنسان , بشريعة الحيوان . وهكذا تمر الأعوام والشعب المُهان , مُكمَّمٌ ساكت , مُعتبراً هذا الطاغية قَدَراً محتوماً , و سِمَةً أَبديةً لكل الحكام في بلاد عربستان . وفي ذات نهار خرج (محمدٌ) يجرُّ عربة الخضار , فقد مضت ثلاث سنوات منذ تخرجه من الجامعة , ومل الانتظار , و هو يعول نفسه وعائلته , فاقتربت منه شرطية مُتمعِّرة الوجه , فنثرت أكياس البصل , وقلبت صناديق الخيار , فصاح في وجهها مستنكراً , لكنها لم تتحمل هذا الاستنكار , فصفعته أمام مرأى الشعب ، فذهب مشتكياً إلى نائب السلطان , مطالبا بالإنصاف له من تلك الشرطية , وبإعطائه مصدر رزق بديل إذا لم تعجبهم عربة الخضار , لكنه قوبل بالسخرية والاستهتار , فأدرك انه لا يمكنه مناوشة الكبار , إلا أنهم لا يستطيعون الحيلولة بينه وبين نفسه , إن الحل هو (الانتحار) , لكنه لا يريد له أن يكون مثل ذلك الانتحار (الطبيعي) الذي أصبح طقسا يوميا لشباب هذا الشعب المنهار , خرج للساحة العامة , وأوضح قضيته للشعب , ثم أشعل في جسده النار , فقدح الشرارة , وحصل مالم يدُر في أى حسبان ( الشعب ثار) , واشتعلت كل المدن والأقطار , لأول مرة يسمع الطاغية من خلف الجدران , صوتَ الشعب الهدّار , فيذهب مواسيا جثمان محمداً في المستشفى , لكن (الشعب ثار) , فأرسل الطاغية زبانيته يقتلون ويضربون , لكن لم تَعد تُجدي سياسة الحديد والنار, فالناس هتكوا كل الأستار, و اكتشفوا أنهم أحرار, فخرج الطاغية أمام الشعب يَعِد بتوزيع الوظائف ,وتوسيع الأرزاق , واخذ يسوق الأعذار (لكن الشعب ثار) وحصل بينه وبين الطاغية هذا الحوار : الطاغية : لقد فهمتكم اى نعم لقد فهمتكم ... الشعب : لقد جاء فهمك متأخرا جدا ... الطاغية : إمنحوني فرصة 3سنوات فقط وسأصلح كل الأخطاء ... الشعب : لقد منحناك فرصة 23 سنة فارحل ... وبعد 23ساعة يستقل الطاغية طائرته هارباً باتجاه الغرب فيرفض أبناء العم سام استقباله فهم ليس عندهم لمبصوقٍ من شعبه مكان , فيغيِّر الطيَّار اتجاهه الى الشرق , حيث شيوخ العربان , المعروفين بإغاثة اللهفان , لكن كل واحد منهم يرفض ان تطول (بشته ) النيرانُ , فنظر الطيَّار الى رئيسة قائلا: يبدو يا مولاي أن الكُرَة الأرضية كلها قد بصقتنا فما رأيك أن ننساح في الفضاء الخارجي فلعلنا نجد مأوى فوق أحد الكواكب أو خلف أحد الأقمار , لكن رئيسه ما زال يحاول عبثاً أن يجري الإتصالات بجواله ,و يكثرمن ضغط الأزرار , عندها ؛ نفذت بطاريته , فغاب الرئيس عن الأنظار , لكنه شوهد بعدها بساعات أمام الكعبة المشرَّفة , يرفع يديه بذلٍّ و انكسار , قائلاً : سبحانك يا ذا الحكمة القهار , لقد أزلت حكمي المُقيم و دَرَكيَ الجبَّار , بعربة خُضار .... |
رد: المقامة البنعلية
هاذي يبيلها ترجمة في قصيدة ياسند وانت كفوا لها ولغيرها وتونس الخضراء انجلت السحابة السوداء عنها |
رد: المقامة البنعلية
شكراً لروحك النقية ياسند .. مازلت أقف إجلالا ً وإحتراما ً لك ولقلمك ..
ففي هذه المقالة فعل مختلف قد ينتهي بـ ( مبتدأ ) وقد يقف عند ( خبر ) .. وقد يزول (الأسم والجملة الأسمية).. وبين هذا وذاك أفق حوار وحوار في الأفق ... دام الفكر .. |
الساعة الآن 09:13 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
إنطلقت الشبكة في 2006/10/17 م - المملكة العربية السعودية - المؤسس / تيسير بن ابراهيم بن محمد ابو طقيقة - الموقع حاصل على شهادة SSL