من منا في هذه الدنيا لا يخطئ و لا يذنب !
فإنه لا يوجد إنسان على وجه الأرض معصوم من ارتكاب الأخطاء و المعاصي.
فجميعنا يخطأ مهما كان نوع هذا الخطأ صغيرا أم كبيرا ،لكن هناك فئة من الناس تخطئ و تذنب لدرجة أن الذنوب و المعاصي أصبحت تجري بدمه.
و إن حاول أحد ثنيه عن فعل المعاصي و نصحه لكي يتوب لرأيته يقول لن يغفر الله لي !
فقد أذنبت كثيرا و فعلت الكثير من الفواحش فلا أظن أن الله سيغفر لي!!
هذه النوعية من الناس يضحك عليهم الشيطان حيث يصور لهم أن ذنوبهم لن تغتفر حتى يجعلهم ييئسوا من رحمة الله و يغرقون في المعصية.
و هذا اعتقاد خاطئ لأن الله عز و جل يغفر الذنوب و لو كانت مثل زبد البحر و هذا من رحمة الله عز و جل بنا .
فانظروا إلى رحمة ربكم:
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : (( قال الله تعالى يا ابن آدم ، إنك ما دعوتني و رجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي ، لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ، يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة )).
و قوله تعالى : (( إلا من تاب و عمل صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات و كان الله غفورا رحيما)).
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : إن الشيطان قال : و عزتك يا رب لا أبرح أغوي عبادك ما دامت أرواحهم في أجسادهم ، فقال الرب : و عزتي و جلالي لا أزال أغفر لهم ما استغفروني )).
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
(( إن الله يبسط يديه بالليل ليتوب مسيء النهار ، و يبسط يديه بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها )) .
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
(( إن الله عز وجل يقبل توبة العبد مالم يغرغر ))
غرر: تصل الروح إلى حلقومه
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
إن الله تعالى قال : من عاد لي وليا فقد أذنته بالحرب ، و ما تقرب إلى عبدي بشيء أحب مما اقترضت عليه : و ما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه ، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به و بصره الذي يبصر به و يده التي يبطش بها ، و رجله التي يمشي بها ، و إذا سألني أعطيه و لئن استعاذ ني لأعيذ نه )).
و قال تعالى: ((قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم ))
و قوله تعالى :(( و رحمتي وسعت كل شيء)).
قال الرسول صلى الله عليه و سلم : (( يقول الله عز و جل : من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها أو أزيد ، و من جاء بالسيئة فجزاء سيئة سيئة مثلها أو أغفر . و من تقرب مني شبرا تقربت منه ذراعا ، و من تقرب مني ذراعا تقربت منه باعا ، و من أتاني يمشي أتيته هرولة ، و من لقيني بقراب الأرض خطيئة لا يشرب بي شيئا لقيته بمثلها مغفرة )).
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : (( لما خلق الله الخلق ، كتب في كتاب" ، فهو عنده فوق العرش : ( إن رحمتي تغلب غضبي ).
و في رواية ( غلبت غضبي ) و في رواية ( سبقت غضبي )*.
" في كتاب: من صحف الملائكة.
*سبقت غضبي : المراد بالسبق و الغلبة هنا كثرة الرحمة و شمولها.
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : (( و الذي نفسي بيده لو لم تذنبوا ، لذهب الله بكم ، و لجاء بقوم يذنبون ، فيستغفرون الله تعالى فيغفر لهم )).
و عن ابن مسعود رضي الله عنه ، أن رجلا أصاب من امرأة قبلة ، فأتى النبي صلى الله عليه و سلم ، فأخبره ، فأنزل الله تعالى : ( و أقم الصلاة طرفي النهار* و زلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات). فقال الرجل : ألي هذا يا رسول الله ؟ قال: ( لجميع أمتي كلهم ).
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : لا يموتن أحدكم حتى يحسن الظن بالله عز و جل ).
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
((يدني العبد المؤمن* يوم القيامة من ربه حتى يضع كنفه عليه ، فيقرره بذنوبه ، فيقول : أتعرف ذنب كذا ؟ أتعرف ذنب كذا ؟ فيقول: رب أعرف ، قال: فإني قد سترتها عليك في الدنيا ، و أنا أغفرها لك اليوم ، فيعطي صحيفة حسناته ))
كنفه: ستره و رحمه.
* يدني: أي دنو كرامة و إحسان لا دنو مسافة ، فإنه سبحانه منزه عن المسافة.
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
قال الله ، عز وجل : أنا عند ظن عبدي بي ، و أنا معه حيث يذكرني ، و الله لله أفرح بتوبة عبده من أحدكم يجد ضالته بالفلاة* ، و من تقرب إلي شبرا ، تقربت إليه ذراعا ، و من تقرب إلي ذراعا ، تقربت إليه باعا ، و إذا أقبل إلي يمشي ، أقبلت إليه أهرول ))
* الفلاة : الصحراء
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
(( عليك بكثرة السجود ، فإنك لن تسجد لله سجدة إلا رفعك الله بها درجة ، و حط عنك بها خطيئة )).
قال تعالى : (( إنه لا ييئس من روح الله إلا القوم الكافرون))
و قوله (( و من يقنط من رحمة ربه إلا الضالون )).
الله
الغفور
الرحيم