هل تعرف ما هي الواسطة؟
هل أنت مع أو ضد الواسطة؟
هل ذهبت يوما لأحد وطلبت منه أن يتوسط لك في شيئ؟
هل أتى أحدهم وطلب منك ان تتوسط له؟
ماذا كان ردك؟
على من يقع الذنب الأكبر في هذه المسألة؟
ما شعورك حين يضيع حقك بسبب الواسطة؟
كيف نستطيع حل هذه القضية؟
بين الشفاعة والواسطة خيط رفيع، ينتج عنه خلط. ففي مجتمعنا الطيب، تزيد الهمة تجاه الشفاعة؟
الواسطة أصبحت قارب النجاة الذي نبحث عنه لنقضي حاجاتنا سواء كانت كبيرة أو صغيرة عندما تهم بمراجعة المرور أو تفكر في الذهاب إلى البلدية المتأمل في همومنا اليومية يجد أن هاجس الواسطة يهيمن علينا لتجديد الرخصة.
وعندما يكون الحديث عن البحث عن وظيفة أو القبول في الجامعة فإن الواسطة هي قارب النجاة الذي يوصلك إلى الوظيفة.. وكثيراً ما تسمع هذه العبارة تردد في المجالس والاستراحات "عندك واسطة..؟ الأمر سهل..! ما عندك واسطة الأمر مختلف الواسطة هي نتاج فساد إداري يلغي مبدأ تكافؤ الفرص ثم أصبحت ثقافة ثم تحولت إلى عقيدة نسأل الله العافية والسلامة.
وهذا قد يتنافى مع {إياك نعبد وإياك نستعين} أطلق سبحانه فعل الاستعانة ولم يحدد نستعين على شيء أو نستعين على طاعة أو غيره إنما اطلقها لتشمل كل شيء وليست محددة بأمر واحد من أمور الدنيا. وتشمل كل شيء يريد الإنسان أن يستعين بربه لأن الاستعانة غير مقيدة بأمر محدد.
وهذا قد يتنافى مع الذكر الذي نردده خمس مرات في اليوم بعد كل صلاة "اللهم لا مانع لما اعطيت ولا معطي لما منعت".
وقال سبحانه وتعالى {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون}.
سلوك الشفاعة، أمر له أصل في شريعتنا السمحاء، فأن أعرف أنا أو يعرف سواي، أن ثمة شخص متعفف، لم يصل إلى الضمان الاجتماعي، للحصول على ما كفلته له الدولة من مال، لا يعكس بالضرورة قصورا لدى الضمان الاجتماعي، لكنه استصعاب من هذا الشخص ذكرا كان أو أنثى للمطالبة بما يسرته له الدولة، فيبادر إنسان بإيصال معلومة إلى هذه الجهة عن حالته، التي تعالج موضوعه. لكنك عندما ترغب في الحصول على وظيفة عبر وزارة الخدمة المدنية فأنت لا تحتاج إلى الشفاعة. البعض يبحث عن الواسطة ليس لإنجاز هذا الأمر، بل لتعجيله وتجاوز حقوق آخرين. هنا تختلف المسألة وتصبح هذه الواسطة ضارة، لأنها تعكس أنانية تسبب الضرر لشخص له أولوية وأسبقية في تاريخ التخرج والتخصص والتقدم إلى الوظيفة أو الترقية. والنبلاء من أبناء مجتمعنا لا يتصدون لمثل هذه الأمور، الواسطة كمشكلة فردية، تعكس سلوكا أنانيا. عندما تقف في الطابور وتجد أن شخصا جاء متأخرا ويريد أن يقفز ليصبح الأول بدلا من مكانه في الصف. مثل هذا الشخص لا يحصد سوى إحراج نفسه لأن الموظف سيطلب منه أن يلتزم بدوره.
"أتعرفه؟ أتعرف أحداً يعرفه؟".. هذه هي الأسئلة المتداولة بين الناس، وقد أصبحت شائعة بينهم والتي من خلال تلك المفاهيم فقط يجري التحرك عندهم لإنجاز إجراءاتهم ومعاملاتهم التي لا تتحقق إلا بالواسطة. فالشخص الذي يرغب في التوظيف لن يحصل على الوظيفة، إلا إذا كانت له معرفة.
ولن يصل التيار الكهربائي أو الهاتف أو ماسورة الماء إلى منزل المواطن بالسرعة المطلوبة إلا بالواسطة، والمريض الذي يريد العلاج لن تسهّل معاملاته إلا بالواسطة. بل لقد بالغ البعض في مفهوم الواسطة إلى درجة أن بعضهم يلجأ إليها عند تسديد الفواتير وإنهاء إجراءات السفر أو القدوم حتى لا يكلف نفسه بالوقوف في الصفوف المنظمة، وما إلى ذلك.
وجود أعداد كبيرة في الوظيفة العامة من غير المؤهلين، والذين لا تنطبق عليهم شروط إشغال الوظائف والتخصصات المطلوبة، أدت إلى اتساع القناعات لدى المواطنين بوجود ظاهرة الواسطة ليس في قطاع التوظيف وحده بل في كل ما يتعلق بحياة وهموم المواطن.
ظاهرة الواسطة ألحقت أضرارا في واقع الجهاز الوظيفي وكفاءته من جهة، ومن جهة أخرى عطلت هذه الظاهرة التقدم نحو صيغ أكثر مرونة وفاعلية وكفاءة لعملية التوظيف، هي الحل السحري لهموم الناس!
إن أول خطوات القضاء على الواسطة ، هو تجريمها اجتماعيا وشرعيا ، ونظاميا ومحاصرتها إعلاميا.. قد يكون في ذلك صعوبة بالغة ، نظرا لتغلغلها في وجدان المواطن ، وتداخلها مع ثقافة المجتمع الذي لم يتخلص من تقليديته التي تخلط بين الخاص والعام ، بل تحول العام إلى خاص ، لتختلط بمفاهيم اجتماعية أخرى كالفزعة والمروءة وغيرها.
ومع ذلك فكل مشكلة يمكن حلها . وقد يكون ذلك بالقرآن والسلطان . أقصد بالتوعية وبالأنظمة ، ثم تفعيل تلك الأنظمة بالعقوبات الرادعة . بحيث يكون هناك حملة وطنية تسخر لها كل الإمكانيات. بالضبط ، مثل حملات التوعية بإضرار المخدرات والتدخين وغيرها لأنها لا تقل خطرا عن تلك الآفات وغيرها من الأمراض الاجتماعية.
بالإضافة إلى ذلك تجريم ذلك الفعل . ومن ثم تكليف المباحث الإدارية بمتابعة ومراقبة الدوائر الحكومية ، والتأكد من أنها تنتهج أساليب إدارية علمية تقوم على مبدأ الجدارة ، بعيداً عن الأهواء والتفضيلات المبنية على العلاقات الحميمة والفزعة والقرابة.
أتمنى أن تعم الفائدة حاولت إحتواء الواسطة بكل جوانبها
وأترك لكم التعليق والإضافة ..........