الشبكة مسجلة لدى وزارة الثقافة و الاعلام


Google



منتدى الطروحات الثقافية والأدبـية للمقالات والبحوث الثقافية و الادبية و الفكرية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-03-07, 05:23 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مؤسس الشبكة
الرتبة:

 

البيانات
التسجيل: Oct 2006
العضوية: 1
المشاركات: 6,189 [+]
بمعدل : 0.90 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 50
نقاط التقييم: 100
الفارس will become famous soon enough الفارس will become famous soon enough

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
الفارس غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:
اخر مواضيعي
 


المنتدى : منتدى الطروحات الثقافية والأدبـية
افتراضي من الحداثة الى الأمية

الحداثة مطلب إبداعي قبل أن تكون مطلباً فنياً منهجياً. فالمبدع الملهم تفرض عليه الحالة الإبداعية ان ينعتق من شرنقة التخلف الى فضاء الخلق والجدة والابتكار أي ان يخرج من الشرنقة بجناحين خفاقين يمارس بهما الطيران فوق البحر والزهر والغيم ويلامس بهما النجوم.. هذا هو الحداثي الخلاق.. ليس بمعنى الحداثة الفكرية وتشعباتها الفلسفية فحسب.
غير أن كثيراً ممن يتحدثون عن الحداثة لا يفهمون معناها الفلسفي ولا التحديثي الفني الخلاق، لهذا حولوا الحداثة الى نوع من أنواع الجهالة والبهلوانية، غير عابئين بذهن وعقل القارئ والمثقف فامتهنوا حرمة القصيدة وامتهنوا حرمة اللغة لأنهم بكل بساطة لا يفهمون او لا يعون او لا يدركون ان هناك شيئاً مهماً يجب ان يتوفر في المبدع وهو فهم واستيعاب واستبطان أسرار عبقرية اللغة.

لهذا فإن كثيراً من شعراء القصيدة الحديثة لا يجيدون لعبة التعامل مع اللغة، بمعنى أدق لا يحسنون استعمال اللغة، فهم يعتسفون ويحشرون ألفاظاً مبتسرة، غائبة عن الوعي، كلمات تعاني من الغيبوبة والدوار، فجاءت قصائدهم او ما يطلقون عليه قصائد جاءت كطريق مليء بالحفر وآلات الحفر والعزق والجرف فانسد الطريق تماماً حتى على أكثر النمل ذكاء وتحسساً للنجاة.. انهم أحياناً يورطون أنفسهم تماماً كمن يعصب عينيه ويسير كي لا يرى شيئاً ليثبت انه قادر على السير دونما عينين.. يقولون عن أنفسهم إننا نهرب من السطحية والمباشرة وهناك فرق شاسع بين المباشرة والسطحية، وبين الغثاثة والسوداوية، والرقاعة، وحشر الألفاظ كما تحشر الأحذية القديمة في مخزن مهجور.

مع أن المباشرة ليست عيباً.. فالقصيدة الأصيلة هي التي تخاطب العقول ولا تخاطب المجهول. القصيدة ليست وجهاً تنكرياً في ليلة الهلوين.. بل هي وجه ملائكي له ملامح ملكات الجمال.

إن الذين يكتبون بهذه المجازفات والحماقات اللغوية ويعتبرونها إبداعاً انما يعبرون عن حالة العنة.. وحالة العجز اللغوي، مع معاناتهم من فقر الدم والهزال اللغوي الشديد.. فالمرء يقرأ أحياناً نصوصاً ليس لها أول ولا آخر، وليس لها رأس ولا ذيل، ولا قدم ولا أذن، ولا أنف، انها أشياء هلامية رخوة لا تصلح لأي شيء، ولا تفيد أي شيء، ولا تقول شيئاً، ما عدا هذه القعقعات اللفظية الجوفاء الفارغة التي تشبه أوراق الضريع التي لا تسمن ولا تغني من جوع..

إن الإبداع لا يمكن أن يأتي معتسفاً للذائقة بالايهام والالزام الجبري على انه إبداع، ذلك لن يكون كذلك مطلقاً، فالإبداع هو استلاب طوعي خفي يستدرج الذائقة ويلقي بها الى مراحل عليا من النقاء والوعي النبيل دونما جلبة تخلخل الوعي وتزج به في متاهات الارباك والتناقض والعجز عن التعبير والاجلاء الجوهري، ولا شك أن هناك فرقاً بين الغموض العبقري والغموض التائه الذي يغرق في هلامية الحيرة، والتخثر. هناك نصوص مصابة بالعجز والشلل وهي في فترة النشوء والتخلق، فيتوقف نموها وتتحول الى كائنات رخوة غير فقرية التكوين، وهي بذلك عاجزة عن التنفس والحركة والفعل والعمل الخلاق، مخالفة بذلك الناموس الإبداعي الذي يتكون بشكل فطري تلقائي تماماً كما تتحلق وتتحرك الكائنات المفطورة على الحركة بشكل تلقائي. فبعض الطيور يفقس بيضته ويتحرك، لا يحتاج الى حضانة وصناعة ريش وبذا فهو غير محتاج الى ان تسبقه او تتقدمه كتائب تلقين ومران ذهني ووصاية من الآخر، كذلك الإبداع العظيم فهو نقيض التعنت، وغرور الفراغ والدجل العاجز. الفن الشريف يعلن عن ذاته ولا يحتاج الى مداجاة ونفاق ومصادقات نفعية على حساب الإبداع. نعم فهناك في عالمنا العربي أحزاب وجماعات، وعصابات، وميليشيات تتحكم في سوق الإبداع ولكن الرهان سيكون رهاناً على التاريخ وليس رهاناً على الحاضر.. عشرات بل مئات دفعوا الى الساحة وكتبوا الكثير الكثير.. ولكنهم لم يكتبوا حرفاً واحداً في ذاكرة او وجدان المتلقي فاندثروا وهم أحياء، بل لن يعلق بالذاكرة الأدبية او الفكرية من عملهم سطر واحد.

بسبب هذه الرداءات وبسبب هذه العاهات انصرف الناس عن الشعر، بل صار بينهم وبينه نفرة وجفاء الى حد القطيعة، لأن الفوضى سادت في حلبة الشعر..

ولكون القارئ فقد حاسته وفقد ذائقته الشعرية حين راح يتذوق او يحاول أن يتذوق هذا النمط الذي فرض عليه فرضاً، وقيل له اخسأ ولا تتكلم فهذا هو الشعر "الحديث" فإن لم تفهمه فالعيب فيك، مستشهدين بقول أبي تمام حينما سأله جاهل عن عدم فهمه لشعره حين قال: لماذا تقول ما لا يفهم؟ فرد عليه: لماذا لا تفهم ما يقال؟ لقد أخذوا هذا القول وجعلوه يافطة علقوها على منتدياتهم وعلى عقولهم وعلى صدورهم كما يعلق الرهبان الصلبان المتدلية من أعناقهم.. والواقع انهم يجازفون ويجدفون بهذه المقولة حين يشهرونها في وجوه القراء والمثقفين لأن أبا تمام قالها لجاهل، ولأننا اليوم ورغماً عن مرور أكثر من ألف سنة نفهم شعر أبي تمام ولكننا لا نفهم شعرهم او ما يدعون انه شعر.

لقد وجد ضعاف الموهبة الشعرية واللغوية والعاجزون هذا القول متراساً يترسون به عوارهم، ورخاوة أقدامهم، وأرضيتهم الإبداعية..

الشاعر لا يخاطب المجهول، ولا يتحدث الى الغيلان والأصنام المنحوتة من صخور التاريخ الميت.. الشاعر يخاطب الانسان، يخاطب العواطف والوجدان، والأحاسيس.. الشعر الذي لا تتلبسه روح اللغة المتوهجة المتوقدة هو شاعر ميت.. والقصيدة التي لا تفيض بالسخونة والحرارة هي قصيدة ميتة وفاقدة الوعي..

إن مثل هذه الخرابيش التي تشبه خربشات الدجاج في الأرض الطينية ستظل خرابيش في ذاكرة التاريخ وفي ذاكرة الناس..

ولهذا فقد رأينا البساط ينسحب من تحت هذا اللون التعسفي.. ورأينا الناس بفطرتهم النقدية يبحثون عن القصائد، وعن الشعراء الذين يخاطبونهم لا يخاطبون الجدران..

لقد أطلق بعض نقاد القصيدة الحديثة - وأعني المشوهة - النار على القصيدة الجميلة، واتهموها بالكلاسيكية والجمود والتخلف.. مع أن هذا الكلام منتقص ومردود، لأن الشكل او المعيار الشكلاني هو مجرد إطار.. أما القصيدة، وأما الإبداع، وأما الحركة فهي اللوحة، واللوحة هي الموهبة، هي الالوان اللغوية.. هي اللمسات السحرية لريشة المبدع.

أقول: لهذا السبب فقد ذهب الناس يبحثون عن القصيدة التي تعوضهم عن ذلك النقص الهائل، والفراغ الهائل، فوجدوا شيئاً من ذلك في القصيدة "الأمية" او القصيدة الشعبية، فنزلت الى السوق البائرة رافعة لواءها، قارعة طبولها في كل ميدان، بل وجدنا لها أسواقاً ومنتديات أشبه شيء بسوق عكاظ والمربد.. وعندما تتحول ثقافة الأمة الى ثقافة سوقية وشعرها الى شعر سوقي فقد أعلنت حتماً عن موتها الإبداعي وفنها الخلاق.

كل هذا من حسنات تلك القصائد العجماء، الصماء، البكماء، التي ظلت ردحاً من الزمن تدور في منتدياتنا، وفي صحافتنا، كما يدور البلهاء في المصحات العقلية..

فهل ينتبه مثقفونا ونقادنا الى حجم الكارثة فيكفرون عن سيئاتهم، ويحاولون انقاذ ما يمكن انقاذه بشجاعة وفروسية.. أم أنهم يرون أن السفينة قد غرقت، وأن عليهم أن ينزلوا ببضاعتهم الى السوق الشعبي.. كما دعا
بقلم عبد الله الناصر















عرض البوم صور الفارس   رد مع اقتباس
قديم 25-03-07, 03:17 PM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
المستشار الثقافي لرابطة الادباء العرب
الرتبة:

 

البيانات
التسجيل: Dec 2006
العضوية: 295
المشاركات: 2,262 [+]
بمعدل : 0.33 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 455
نقاط التقييم: 10
الزيزفون is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
الزيزفون غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:
اخر مواضيعي
 


كاتب الموضوع : الفارس المنتدى : منتدى الطروحات الثقافية والأدبـية
افتراضي

اخي الفاضل الفارس

اشكرك علي هذا الطرح القيم حول مفهوم الحداثه

الحداثه وبختصار هي اغتيال اللغه ,,,

,,,,,

هذه القصيدة من تأليف الشيخ ناصر بن مسفر الزهراني؛ إمام مسجد ابن باز بمكة، وقد كتبها على غرار الشعر الحديث،

ويقصد بها بيان ضحالة الشعر الحديث، حيث أن أكثر الشعراء شعراء الحداثة لا يحسنون تجميع كلمات تتناسب مع

الموضوع المطروح، فالشيخ إذن كتبها ساخرة بأدعياء الحداثة، فإلى القصيدة

للاستماع اظغط علي الرابط

http://epda3.net/iv/clip-1451.html















عرض البوم صور الزيزفون   رد مع اقتباس
قديم 25-03-07, 05:46 PM   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
اديب و شاعر
الرتبة:
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية حليم

 

البيانات
التسجيل: Jan 2007
العضوية: 440
المشاركات: 1,873 [+]
بمعدل : 0.28 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 415
نقاط التقييم: 10
حليم is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
حليم غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:
اخر مواضيعي
 


كاتب الموضوع : الفارس المنتدى : منتدى الطروحات الثقافية والأدبـية
افتراضي

اخواني

ليس العيب بالشعر الحديث انما بمن يكتبه

فالناس تختلف من حيث القدرات والثقافة

وانا مع الامام في ما كتبه فاني ارى كثيرا "ممايضحك" ويسميه كاتبه شعرا

مع انه لا يتعدى كونه "تجميع من هنا وهناك"

حليم















عرض البوم صور حليم   رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
التفكير العلمي شرط الحداثة الغائب الآتي الأخير منتدى الطروحات الثقافية والأدبـية 1 23-09-08 09:48 AM
الحداثة في الاسلام الجذامي منتدى الإســـلام والعلم والإيـمــان 7 31-05-08 08:26 PM
القلق الأقتصادي وتأثيره على الحاله النفسيه، عبدالله الموسي منتدى المواضيع الاقتصاديـة و البشرية 2 23-05-08 04:22 AM
علاقة الحداثة بالتطور الآتي الأخير منتدى الطروحات الثقافية والأدبـية 2 22-07-07 09:31 PM
التنوير متهماً الفارس منتدى الطروحات الثقافية والأدبـية 3 09-11-06 06:41 AM


الساعة الآن 01:00 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

إنطلقت الشبكة في 2006/10/17 م - المملكة العربية السعودية - المؤسس / تيسير بن ابراهيم بن محمد ابو طقيقة - الموقع حاصل على شهادة SSL