المعلومات |
الكاتب: |
|
اللقب: |
مدير عام بالشبكة |
الرتبة: |
|
البيانات |
التسجيل: |
Oct 2006 |
العضوية: |
34 |
المشاركات: |
375 [+] |
بمعدل : |
0.05 يوميا |
اخر زياره : |
[+] |
معدل التقييم: |
269 |
نقاط التقييم: |
22 |
الإتصالات |
الحالة: |
|
وسائل الإتصال: |
اخر
مواضيعي |
|
|
|
المنتدى :
منتدى الطروحات الثقافية والأدبـية
المقامة البنعلية
كان يا مكان في (حاضر) العصر و الأوان , سلطانٌ من سلاطين الزمان , ينشط في أحد البلدان كالسرطان , ويحكم مثل كلِّ باغٍ بالجبروت والطغيان , فالشَّعب يُسام القهر , والدولة صارت دُكَّان , لأقاربه والأعوان , ويحارب شرع الله , والمساجد , والحجاب , وكل مظاهر الإسلام , حتى يرضى العم سام , فيغتال حقوق الإنسان , بشريعة الحيوان .
وهكذا تمر الأعوام والشعب المُهان , مُكمَّمٌ ساكت , مُعتبراً هذا الطاغية قَدَراً محتوماً , و سِمَةً أَبديةً لكل الحكام في بلاد عربستان .
وفي ذات نهار خرج (محمدٌ) يجرُّ عربة الخضار , فقد مضت ثلاث سنوات منذ تخرجه من الجامعة , ومل الانتظار , و هو يعول نفسه وعائلته , فاقتربت منه شرطية مُتمعِّرة الوجه , فنثرت أكياس البصل , وقلبت صناديق الخيار , فصاح في وجهها مستنكراً , لكنها لم تتحمل هذا الاستنكار , فصفعته أمام مرأى الشعب ، فذهب مشتكياً إلى نائب السلطان , مطالبا بالإنصاف له من تلك الشرطية , وبإعطائه مصدر رزق بديل إذا لم تعجبهم عربة الخضار , لكنه قوبل بالسخرية والاستهتار , فأدرك انه لا يمكنه مناوشة الكبار , إلا أنهم لا يستطيعون الحيلولة بينه وبين نفسه , إن الحل هو (الانتحار) , لكنه لا يريد له أن يكون مثل ذلك الانتحار (الطبيعي) الذي أصبح طقسا يوميا لشباب هذا الشعب المنهار , خرج للساحة العامة , وأوضح قضيته للشعب , ثم أشعل في جسده النار , فقدح الشرارة , وحصل مالم يدُر في أى حسبان ( الشعب ثار) , واشتعلت كل المدن والأقطار , لأول مرة يسمع الطاغية من خلف الجدران , صوتَ الشعب الهدّار , فيذهب مواسيا جثمان محمداً في المستشفى , لكن (الشعب ثار) , فأرسل الطاغية زبانيته يقتلون ويضربون , لكن لم تَعد تُجدي سياسة الحديد والنار, فالناس هتكوا كل الأستار, و اكتشفوا أنهم أحرار, فخرج الطاغية أمام الشعب يَعِد بتوزيع الوظائف ,وتوسيع الأرزاق , واخذ يسوق الأعذار (لكن الشعب ثار) وحصل بينه وبين الطاغية هذا الحوار :
الطاغية : لقد فهمتكم اى نعم لقد فهمتكم ...
الشعب : لقد جاء فهمك متأخرا جدا ...
الطاغية : إمنحوني فرصة 3سنوات فقط وسأصلح كل الأخطاء ...
الشعب : لقد منحناك فرصة 23 سنة فارحل ...
وبعد 23ساعة يستقل الطاغية طائرته هارباً باتجاه الغرب فيرفض أبناء العم سام استقباله فهم ليس عندهم لمبصوقٍ من شعبه مكان , فيغيِّر الطيَّار اتجاهه الى الشرق , حيث شيوخ العربان , المعروفين بإغاثة اللهفان , لكن كل واحد منهم يرفض ان تطول (بشته ) النيرانُ , فنظر الطيَّار الى رئيسة قائلا: يبدو يا مولاي أن الكُرَة الأرضية كلها قد بصقتنا فما رأيك أن ننساح في الفضاء الخارجي فلعلنا نجد مأوى فوق أحد الكواكب أو خلف أحد الأقمار , لكن رئيسه ما زال يحاول عبثاً أن يجري الإتصالات بجواله ,و يكثرمن ضغط الأزرار , عندها ؛ نفذت بطاريته , فغاب الرئيس عن الأنظار , لكنه شوهد بعدها بساعات أمام الكعبة المشرَّفة , يرفع يديه بذلٍّ و انكسار , قائلاً :
سبحانك يا ذا الحكمة القهار , لقد أزلت حكمي المُقيم و دَرَكيَ الجبَّار , بعربة خُضار ....
|