وَردَتــِــي الحَمــْـــراء.....
قصيدة في عيد الحب..!
وردَتـِـي الحمــراءُ مــاذا تطـلـبـيـن
غـيـرَ أحــلام أضاعــتـها السـنــيـن
فلكـــم دار الهــوى فــيــك جريحــاً
و لكــم خضـَّـب خـدَّيــك الحـنـــيـن
و لكم أهـــداك مـفـتــونٌ بـــشـــوقٍ
بـَـان فــي مـُقـلـتــه الـســِّرُّ الدفـيـــن
عــيــد أحـبـابـــك ما بــيـــن قصورٍ
و سفــورٍ و فـــجــورٍ تــائهــيــــــن
قبــل أن يخطـِفـَهـُم كــفُّ المـــنــايــا
غرقـــوا فــي لُـجــة الفعــل المشـيـن
كـلـُّهـــم يـَبـْـغـُـون كـَســراً لحـَـيـَــاءٍ
و لهـــم شـيـطـــانُ لـــذَّاتٍ لـَعـــيـــن
و لــهــم داعٍ الـــــى كــل قبــيـــــح
و لهـُــم داعٍ الــى الشــَّــر مـُعـــيـن
كلـُّهـم يـحمــل و ســـط القــلـب داءاً
لا يــُراعي حُرمـَةًً فـي أهــل و ديــن
رقـــَّعَ الــوجـــه بــِتـَسـبـِيـْلـَـةِ حـُـبٍّ
و رمى الطــرف يـبـاري النــاظــرين
راح يسـتـهــوى بنــاتٍ يــَـافــِعـــَاتٍ
فــاتــنــاتٍ فـي الهـوى لا تسـتـكـيـن
يشـتــري دبـَّــاً و قـَـلـبـَـاً و يـُغـنــي
لــحـبـيــب غـافــلٍ فـي كــل حـيـــن
أي حـُــب ايها الجــَّـاهل تــبــغــــي
فـَـدَعِ البَـوح َو دع هــمـس الانـيــن
فـَـدمــي يُـسـكـب في بغـداد نـهــــراً
يـَا زهـور العيد مـــاذا تــشـــربــيــن...!
و أخـــي فــي القـدس لا زال يـنـادي
آهِ يـــا وردتــنــا لــو تـسـمعــيــــن.!
آه لـــو مـَــرَّ علــى عيـنيـك حــــزنٌ
مـــسَّ أطفـالَ بــــلادي الخائفــيـــن
و أخــي و القــَـيــدُ أعــيـاه ســنـيـنـا
و قـــتـــيــلٌ و أسيرٌ و ســــجــيــــن
كــيـــف يـا و ردتـنــا يـأتـيـك عــيـد
خـِلــتـُـك اليـوم دمـوعـاً تـــذرفــيــن
عيـــد رُهـبــانـيـــةٍ أرخــت رِدَاهــَـا
بــيــن فــتــيــانٍ بـســوءٍ حالمــيـــن
كل عــامٍ تــأديـــن الشـــَّـوق حــَـيــاً
بــأيـــادي قــســـوة ليــس تــلـيــــن
تتركيـن الكفَّ مخضوبــــاً بـِفـُحــشٍ
و تـُمـيلـيـــن قــــلــوب المـائـلـــيــن
و ردة حـمــراء يـُهـديــهـا سـفـــيــهٌ
لســفـــيـــهٍ و مـُـهــــانٌ لــمـُهــيـــن
كـــم بكـــت اطفــالُ بغــداد بعــيـــدٍ
و لـَـكـَــم لاذت بأهـــل جـَــاحِديــْـن
و لكــم نــَـادت نســـاءٌ مسـلـمــــاتٌ
بعـــد أن أدمــى جناحـيـها الحنـيـــن
باحــة حـمـراء مــن زهــرٍ جمــيــلٍ
و أسـىً يـُـلــبــِسـُهــا مـاءاً و طـيــن
بعـد أن كانـت بهـا الأبـــنـاء تـَــروي
سعفَ النخــل بــِـدمــعِ الــزَّارعــيــن
يـتهــــادى فـــيـــك أبـــنـــاؤك و رداً
و يـغـــنــون نشــيــد الغــاصـبــيـــن
قـــد تشـــبـَّهــنا بـهــم فــي كــل أمــرٍ
و تـبـعــنــاهم الــى كــل كــمــيـــــــن
و شربــنـــا ما سقــونـا مــن كــؤوسٍ
و أطعـنــاهـــم بــذل صـــاغــــريــــن
فاشربــي يـا و ردتي كأسَ صــديـــدٍ
و اسكبــي الكــأس دمــاً للشــاربـيــن
و افتـحـي يـــا وردتــي قلـبــك حتـــى
يـلـج الشـرك بـه فــي كـــل حـــــيــن
و اشــربـي يـــا أمـة بـاعـت هـداهــا
و اشـتــَرت قـلـبــاً مع العـزف يلـيـن
أيــُّـمــا بـنــت تـــنــادي لــفــتـــاهــا
و هواهـــا بــيـــن آمـــالٍ رهـــــيـــن
و الفـــتـــي مابــيــن رمــي لســهــامٍ
و التــقــاطٍ يطــلــبُ الصيـد السـمـين
لا يـُراعـي حرمـة فـــي أهـــل ديـــن
غـَـادرٌ يـُغــوي بـَنــَات المـسلـمـيــــن
سقـطـت بـغــداد مـن هجــرٍ لـــديـــنٍ
و شـكـى الاقـصى سيــاط الغاصبـيـن
و أنـــا يا و ردتـــي الحمــراء أشـكـو
ذلَّ أبـــنــــاءٍ ســـِـفـــاهٍ جـَــاحــديـــن
..
..
و صلى الله على محمد و على آله و صحبه و سلم..
..
الجبـــــوري
منقول