لا أحسب أن المواطن سيسعد بالميزانية إذا لم تؤدّ إلى تحسين وضعه المالي والمعيشي، صحيح أنه قد يسعد لتحسن الخدمات مثل الصرف الصحي وتوفر المياه ووصولها إلى منزله، والتخلص من عناء الحصول على وايت مياه محلاة، بل قد يسعد أيضا لإنشاء "كباري" تخفف من أزمة السير في المدينة ..الخ ولكن سعادته الحقيقية تتحقق كما قلت وأكرر ذلك بتحسين وضعه المالي والمعيشي، ومن هذه القرارات التي سيكون لها أثر في ذلك إلغاء الزيادة التي تبلغ 25% من سعر البنزين التي كانت سترهق المواطنين والتي قال عنها المهندس على النعيمي وزير البترول والثروة المعدنية "إن هذا الأمر الملكي هو واحد من المبادرات التي تستهدف رفاهية المواطن" لاسيما وإن تكاليف المواصلات والاتصالات تستهلك 10% من تكاليف الحياة وهي تضاف إلى مبادرة أخرى هي إلغاء البند رقم 5وبند الأجور والساعات وترسيم جميع المعينين عليها، ولكن مع الأسف لم تنفذ هذه المبادرة تنفيذا كاملا، وقد تلقيت أكثر من شكوى من مواطنين لم يشملهم الترسيم حتى الآن مع أن المفروض أن الميزانية الجديدة قد أخذت في حسبانها ايجاد وظائف لهم فيها، وبالطبع فإنهم لن يسعدوا حقا بالميزانية مالم يتم ترسيمهم، ثم هنااك برنامج الاقراض العقاري الذي كان يقوم به صندوق التنمية العقاري وتوقف لسنين طويلة، ولهذا وبعد ميزانية الخير يجب أن يعاود الصندوق نشاطه، وقد قرأت فعلا أنه بدأ بإقراض الف شخص قروضا لبناء منازل لهم، ولكن المبلغ المخصص للقرض وهو 300ألف ريال لم يعد يكفي لمساعدة المواطن لبناء منزل له نتيجة للتضخم الذي حدث في السنوات الماضية ونتيجة لارتفاع أسعار الأراضي ولهذا يجب أن يكون في حدود نصف مليون ريال، وتبقى بعد ذلك الرواتب والأجور التي يجب وضع حد أدنى لها لا يقل عن 3000ريال في الشهر وهذا يجب أن يشمل المتقاعدين بحيث لا يقل دخلهم الشهري عن هذا المعدل، وإذا تحقق كل ذلك فساعتها يمكن القول إن المواطن سعيد كل السعادة بالميزانية .
بقلم / عابد خزندار
جريدة الرياض
المواضيع المتشابهه
المواطن و الميزانية
العرض العادي
