فإن فراق شهر رمضان المبارك لمن أصعب الأمور على النفس المؤمنة، ولولا أن هذا الشهر يعود ويتكرر لانصدعت له قلوبهم صدعاً لا يلأم، ولكن عزاءهم أنه فراق بعد لقاء. إن شاء الله. والمهم على فراق هذا الشهر لأمرين:
الأول: حزن على فراق تلك النفحات الربانية التي لا تتجلى إلا في هذا الشهر المبارك. مع همة جادة في الطاعة، والإقبال على المولى سبحانه بأنواع من القربات و العبادات قلما تجتمع في غيره.
الثاني: خوف من عدم قبول تلك الأعمال التي جدوا فيها. وشمروا لها سواعدهم، يدفعه أمل في المولى الكريم أن يقبل منهم ما قدموه من قليل خدمتهم في مقابل كثير نعمه التي أنعم بها عليهم فاسمع لسان حالهم يردد:
سلام من الرحمن كل أوان *** على خير شهر قد مضى وزمان
سلام على شهر الصيام فإنه *** أمان من الرحمن كل أمان
لئن فنيت أيامك الغر بغته *** فما الحزن من قلبي عليك بفان
ودعنا نقف أخي الحبيب بعض الوقفات وتحن نودع هذا الشهر المبارك عسى الله ..
أن ينفع بها وأن يجعلها لي ولك ذخراً في صالح أعمالنا إنه سميع قريب.
اللهمّ تقبّل منّا جميعاً .. صالح الأعمال .. وارحمنا واغفرلنا وتب علينا ..
إنّك غفور رحيم ...
اللهمّ اجعل أيّامنا مثل أيّم الصّحابة .. تملؤها الطّاعات ...
ووفّقنا لخير ديننا ودنيانا .. إنّك سميع مجيب ..
جمعة مباركة .. وكل عام وأنتم بخير ...
شكرا استاذنا الفاضل ..
جزاك الله خيراً ..