الى تلميذ سيبويه النجيب النديم
كما قلت لك كثيراً
شهادتي بك مجروحة
و ما دامت أعظم حويطية بمثابة والدتك
فإقبلني في مقام جدك عليه رحمة الله
و إقبل بنديم الشمال جدك الأول
سيدي قلمك متفرد و عباراتك منتقاة بحرفة و صنعة
و هذا يؤكد لي انك قد نهلت من معين لغوي عذب
و أنا اكثر الموجودين علماً بشخصك و روعتك
و لربما قلتها و سأقولها و سأعيدها
أنت سابق لزمنك
و ما دمت قد قمت هنا بمساجلة نديم الشمال
اذن فلقد فتحت لنا كل الابواب الموصدة لنتناقش
فيا سابق زمنه
لك الحق كل الحق في ان تتبختر بأبجديتك
و ان تزهو بها
فلرونق الحرف هيبة تصغر امامها كل الهرطقات
فيا صاحب الجلالة
ألست معي ان الترميز مكانه الشعر ؟
ألست معي أن الزخرفة البلاغية
قد تقتل لب الموضوع ان كانت هي السائدة ؟
لماذا تحب ان يشار الى قلمك بأنه نخبوي
ألم تعلم أن النخبوية لا سوق لها في زمن التسطح و الغوغاء
سيدي لا تنفعل
فالانفعال يجعل المرء يركن للتخبط
و لا أخالك متخبطاً
سيدي نهجك رائع
و قلمك يرسو على ضفاف بحر زاخر
كل ما اتمناه ان تبحر للعمق
و ان تترك عنك الضفاف
و ان تمنح قلمك العمق الذي يأمله منك
و اتمنى ان تستوعب سفينتك الجميع
و اقبلنا مثلما نحن
هي مجرد نصيحة من جدك الآتي الأخير
بل لربما هي مشاكسة من انسان يحرص عليك جدا
و يهمه ان يكون ابحارك آمناً
هادئاً قائداً غير منقاد
و اتمنى ان تتحمل سفسطة الأجداد و هرطقاتهم
حينما يقابلون البحر و يتمتعون بنسائمه
و يتزودون بالأكسجين لبداية رحلة جديدة
و قدركم ايها الأحفاد ان تستمعون
و ستستمعون رغم انوفكم
فنحن الاجداد نعتقد ان كلامنا هو الفيصل
و ان عليكم الاذعان طوعا او بالعصا
فإختر احداهما ايها النديم
لك كل الحب و الاحترام و التقدير
جدك ـ الآتي الأخير