لابد أنكم أحسستم - أخواني الكرام - بتناقض عنوان المقال خلال قراءتكم له. فالسحر وحرمته وكونه أحد أسوء الكبائر إفساداً لصاحبه وللمجتمع ككل لا يخفى على أحد منا، وهو الأمر الذي يجعلنا لا نتقبل فكرة أن يكون الساحر مؤمناً. لكن الساحر الذي شاهدته على أحد القنوات بتوصية من صديق يختلف، فهو يبدأ حديثه بالبسملة والصلاة والسلام على رسول الله، وتسمع آي القرآن تتوالى على لسانه وكثيراً ما أتبع ذلك وخلال اتصالات المشاهدين بالتحذير الشديد من السحرة والمشعوذين ذاكراً حديثاً شريفاً أو اثنين في بيان أخطار السحرة وداعياً للعلاج بالقرآن والدين. وخاتماً النصيحة بوصف بسيط لنوع الجدي الذي ينصحك بإراقة دمه بعدما يسألك عن اسم أمك وغير ذلك من المعلومات البسيطة التي تجعله يشخص حالتك بشكل أفضل!.
لن يأتي الساحر ليقول لك أنا ساحر، بل سيقول انه رجل صالح. واستخدامه للأسلوب الماكر الخبيث الذي ذكرته وتلبسه مظهر المحذر من السحر وأهله لم يمر علي ولا عليكم، ولكن ماذا عن بقية المسلمين باختلاف أمكنتهم ومعرفتهم بدينهم وثقافتهم؟. نحن نعرف عقوبة إتيان ساحر ما وعقوبة تصديقه، أما اليوم فالإتيان لا يشترط ذهابنا نحن إليه، فبضغطة زر واحدة ستجد الساحر لديك في منزلك وبين أفراد عائلتك. وهو الأمر الذي يجعلنا نتساءل: هل نحن جاهزون لهذا؟ هل أعددنا أنفسنا وأفراد أسرنا على تنمية ملكة النقد والتمحيص وتفعيل العقل وعدم قبول الأمور ومظاهرها الخادعة على عواهنها بقدر يتماشى ودخولنا عالم الفضائيات غير المحدود والغير مفلتر؟!.