شبح العنوسة

بسم الله الرحمن الرحيم

قضية خطيرة باتت تهدد أركان المجتمع الإسلامي وتهدد من استقراره ألا وهي قضية العنوسة..
وقال صلى الله عليه وسلم: (( يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء)) متفق عليه
فنرى ابن آدم مجبول ومفطور على البحث عن شريكة حياته ، ومن يخالف ذلك فقد شذّ عن الطبيعة البشرية ، يقول الله سبحانه وتعالى { ومن كل شيء خلقنا زوجين لعلكم تذكرون }
ولكنّا نجد أن هناك من الأسر من يمنع الزواج عن بناتهم متحججين بحجج واهية ..فلنستمع إلى تلك الأعذار.:
يقول أحد أولياء الامور بعنجهية وتعجرف:كيف أزوج ابنتي لرجل لا يستطيع أن يحقق لها ما تتمنى وتشتهيه الأنفس، ولن يضاهي مصروفه أرخص فساتينها ..
( وأنت أيها الوالد أتبحث عن زوج لابنتك يحمل كتلة من المشاعر يغمر ابنتك فيها ، أم أنك تطلب بنك متنقل ، تغرف ابنتك منه كيفما تشاء ..)
وتقول أخرى :لن أزوج ابنتي إلا بعد تنتهي من دراستها الجامعية وتحصل على وظيفة ، ولا بد ان ترد لي الجميل ..)
(وأيّ جميل تنتظرينه أيتها الأم ، فالله خلق فيك أجمل وأقدس عاطفة وهي عاطفة الأمومة .. فلم تبيعينها بمزاهد الدنيا ولا تنتظرين الثمن يروي أحد الشايخ الفضلاء قصة فيقول:":


طبيبة تصرخ وتقول: خذوا شهاداتي وأعطوني زوجاً، تقول: السابعة من صباح كل يوم وقت يستفزني، يستمطر أدمعي لماذا؟! أركب خلف السائق متوجهة إلى عيادتي، بل إلى مدفني، بل زنزانتي.

ثم تقول: أجد النساء بأطفالهن ينتظرنني وينظرن إلى معطفي الأبيض وكأنه بردة حرير فارسية، وهو في نظري لباس حداد علي.

ثم تواصل قولها: أدخل عيادتي، أتقلد سماعتي وكأنها حبل مشنقة يلتف حول عنقي، العقد الثالث يستعد الآن لإكمال التفافه حول عنقي، والتشاؤم ينتابني على المستقبل.

ثم تصرخ وتقول: خذوا شهاداتي ومعاطفي وكل مراجعي وجالب السعادة الزائفة (تعني المال) واسمعوني كلمة ماما.

ثم تقول هذه الأبيات:

لقد كنت أرجو أن يقال طبيبة فقد قيل فما نالني من مقالها

فقل للتي كانت ترى في قدوة هي اليوم بين الناس يرثى لحالها

وكل منالها بعض طفل تضمه فهل ممكن أن تشتريه بمالها؟

ويقول أحدهم حين يأتي الشاب خاطباً ابنته: انتظر حتى تكمل ابنتي دراستها الثانوية والجامعية ، فهي مازالت صغيرة على الزواج كيف لها أن تؤسس أسرة وتربي الأبناء.. انتظر إن كنت تريد الزواج.
( وهل تتوقع أيها الوالد أن الشاب في هذه الحالة سينتظر ابنتك تلك السنين الطوال !!
وما الذي يجبره على التريث في ذلك ! )
يا ولي الأمر لا يأخذك الاستغراب حين ترى الشاب وقد عاد إلى البلاد ومعه فتاة أجنبية ، ليست من دينه ولا من عرقه ، ويترك ابنة البلد التي أصبح الزواج منها مطلب بعيد المنال!...فالأجنبية لا يتطلب الزواج منها عناءً ، فإذا أراد الشاب الزواج منها لم يكلفه الكثير ، وستكون أنت يا ولي الأمر المتسبب في نشوء مشكلة أخرى تتولد عن رفضك الشاب بالزواج من ابنتك وما يترتب عليه من العواقب من زواج الأجنبيات .
لذلك نرى أن مرض العنوسة بدا يستفحل بشكل كبير ، ولقد عالج الاسلام هذه القضية بثلّة من الطرق منها الحد من غلاء المهور ،
وقال النبي صلى الله عليه وسلم لرجل أراد الزواج : ( التمس ولو خاتماً من حديد ) . متفق عليه . وليس كل فتاة ارتفع مهرها ارتفعت قيمتها فقد زوج الرسول صلى الله عليه وسلم ابنته فاطمة سيدة نساء الجنة بدرع حطمية ..وإذا قلتم لكم بأن رجلاً زوج ابنته بمصحف هل أنتم مصدقي؟
فالزواج تيسير لا تعسير
كما شرع الاسلام تعدد الزوجات ، والذي يمكن أن يكون سببا في علاج العنوسة ، قال تعالى: { فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنْ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلَاث وَرُبَاع }كما ذكرنا آنفا العنوسة آفة لا بد ألا يستهان فلابد لنا من تزويج بناتنا وتيسير زواجهن ، فالفتاة مفطورة على عاطفة الأمومة فلم نحرمها من هذه العاطفة ؟ فإن لم تحصل على تلك العاطفة بطريقة الزواج فإنها ستبحث عنها ولو عن طريق الرذيلة ؟ فمن المسؤول عن كل ذلك ؟
يا اولياء الأمور رفقا ببناتكم ولا توقفوا الكرة الأرضية عن الدوران ودعوا الحياة تسير كما أراد الله تعالى فالحياة تزواج وتصاهر ..فزوجوا بناتكم لمن ترونه أهلا لذلك
وأختم مقولتي بقول نبينا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم:"إذا جاءكم من ترضون دينه وأمانته فزوجوه".



منقول