**************
ونعود الآن لعبارة الـ (تبيين) ،، المشتقة من الفعل ( بيَّن ) ،، والواردة في الآيتين مدار البحث
بلفظ لـ " تبين للناس " ، ولـ " تبين لهم " .
ونحن متفقان أن المقصود بالتبيين هو الإيضاح ،، ولعلك لا تخالف محقق كتاب الجاحظ عندما عرف اللفظ بـ (التفهيم) ،
إذن نستطيع أن نقول عن اللفظين في الآيتين { وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ }
{ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلاَّ لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ }
لتبين للناس =====> لتوضح للناس أو لتفهم الناس
لتبين لهم =====> لتوضح لهم أو لتفهمهم
فهل يكون التوضيح والتفهيم بمجرد القراءة أو التلاوة عليهم ؟؟
لنتدبر ذلك في آية أخرى من سورة الجمعة :
{هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمْ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ}
لا حظ ( يتلو عليهم آياته ) ،، واضحة ومعلومة ولا تحتاج لنقاش
ثم يقول : ويعلمهم الكتاب ،، هل يقصد بالتعليم هنا أيضا التلاوة ؟؟ ,,
أعتقد أن ذلك مستحيل ، وإلا كان ذلك تكرارا لا مبررله ،، ولا يعتبر من البيان الذي هو صفة القرآن العظمى ،
فهل توافقني على أنه يقصد بالتعليم هنا ،، هو نفس ما يقصد بالتبيين في الآيتين السابقتين
أي أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يبين للناس ويعلمهم آيات القرآن الكريم بالقراءة (نصا ولفظا) ،،
وبالتبيين أو التوضيح أو التفهيم ( معنى ودلالة ) ،، <<<< ولاحظ أني لم أذكر لفظ (التفسير) متعمدا حتى لا تصيبك نوبة حككان .