تابع ابطال نسب باسل الاتاسي الذي طُرِح من قبل اخينا الاتي الاخير ،
رد الأشراف على مدعي النسب النبوي الشريف
باسل الأتاسي التركماني
بسم الله الرحمن الرحيم
لَيْسَ مِنْ رَجُلٍ ادَّعَى لِغَيْرِ أَبِيهِ وَهُوَ يَعْلَمُهُ إِلاَّ كَفَرَ وَمَنِ ادَّعَى قَوْمًا لَيْسَ لَهُ فِيهِمْ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ )
ـ آل الأتاسي : عائلة مشهورة بالوجاهة بسوريا ، تدَّعي أنها من السادة آل العطاس العلويين، وأن أصل لقبهم العطاسي ، ثم حُرِّف إلى الأطاسي ، ثم حُرِّف إلى الأتاسي ، جاء في دائرة المعارف لفؤاد البستاني (6/25) ذكر هذه الأسرة ، وأقوال الناس في نسبها ، فقال:" إن لقب أتاسي أو أطاسي علم أسرة حمصية ، قيل إن أصلها تركماني ، ومن الذين ذهبوا هذا المذهب المؤرخ المحبِّي صاحب (خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر )الذي ترجم حياة أحمد الأطاسي المتوفى سنة1004هـ(1596م )، وقيل : نسبة إلى أطاس موقع بالحجاز ...،وقيل : عطاسي ، وأن العائلة عربية المحتد ثابتة الأعراق في عروبتها ، وأنها فرع من عائلة العطاسي المعروفة في الحجاز ، والتي تقطن المدينة ، ومما يشفع لهذه التسمية ويؤيدها في ادعائها الصحة أن ثمت فريقاً من العائلة سكن شرقي مدينة حمص مازال إلى اليوم محفوظاً بهذه التسمية ، وقرابة الأتاسي من العطاسي ثابتة أكيدة ، لأن نسب الفريقين ينتهي إلى الشيخ إبراهيم هذا الذي ترجمه خليل المرادي مفتي الشام في مؤلفه سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر)..."ا.هـ.نقلاً عن شمس الظهيرة(1/217ـتعليق المحقق).
ولنا مع هذا الادّعاء وقفات:
أولها : يقول النسَّابة المحقق السيد محمد ضياء ابن شهاب الدين العلوي في تعليقه على شمس الظهيرة(1/217):"ولم نعثر في الشجرات ما يؤكد وحدة الأصل ، والله أعلم ، ولما سئل هاشم الأتاسي قال : لا أستطيع أن أثبت شيئاً ؛ لأن الداخل فيه والخارج منه وليس منهم بالتأكيد ملعونان "ا.هـ. إذن فمشجرات السادة بني علوي المعروفة بالدقة والضبط ، وذِكْرِ البلدان والمساكن في الحجاز واليمن وشرق آسيا والهند وأفريقيا بل والشام وغيره ، لم تذكر فرعاً من السادة آل العطاس نزح إلى الشام أو بلاد التركمان ، وأصبح يلقَّب بالأتاسي أو الأطاسي ، بل ولا اللقب نفسه(العطاس).
ثانيها: لا يُعرَف شخص من المتقدمين السادة آل العطاس اسمه إبراهيم ألبتة.
ثالثها: بعد الاطلاع على وثائق آل الأتاسي التي نشرها باسل الأتاسي اتضح لنا مايلي:
ـ أن جدهم الأكبر اسمه علي الأتاسي وقد توفي سنة 914أو944هـ ، فهذا يعني أن وفاته كانت قبل ولادة الشريف عمر بن عبد الرحمن (الملقب بالعطاس) بن عقيل بن سالم السقاف ، فقد ولد عام 992هـ ، أي بعد وفاة علي الأتاسي جد الأتاسية بثمانٍ وأربعين سنة على الأقل ، وأما السيد عقيل بن سالم (وهو والد السيد عبد الرحمن جد آل العطاس) فقد ولد سنة 914هـ ، وتوفي سنة1000هـ ، فلو أخذنا بالاحتمال الأول في وفاة الشيخ علي (جد الأتاسية) فتكون وفاته بعد ميلاد السيد عقيل بن سالم (ولد السيد عبد الرحمن العطاس) بسنتين ، وهذا مُحالٌ ، فكيف بحال ابن عقيل بن سالم ، وهو السيد عبد الرحمن (الملقب بالعطاس) ، فالحال أبعد وأبعد .
ـ إذا ثبت هذا ، فلا يمكن أن يكون علي الأتاسي حفيداً للشريف عبد الرحمن العطاس ، فهو على أقل تقدير ابنه من صلبه (إن سلمنا بذلك جدلاً) ، ولا يعرف للشريف عبد الرحمن العطاس إلا خمسة أبناء ، وهم :صالح ومشيخ وعبد الله وعقيل وعمر وهو المشهور وفي عقبه الكثرة ، ولا يعرف ابنٌ له ولا لأبيه عبد الرحمن :اسمه علي .
ـ لم نجد في الوثائق الأتاسية بياناً واضحاً أن الأتاسية من السادة الأشراف آل العطاس ، بل لا يوجد تصريحٌ أنهم من الأشراف بني علوي.
ـ لم يذكرالمؤرخون الأُوَل الذين ترجموا لأعيان الأتاسية أنهم أشراف علويون من آل العطاس ، وخصوصاً المحبِّي (ت1111هـ)في (خلاصة الأثر) والمرادي(ت1206هـ) في (سلك الدرر) ، بل وجدنا نقيض ذلك ، مع أنهما ترجما لجماعةٍ من السادة الأشراف بني علوي ، وأشاروا إلى أنسابهم ، خصوصاً الأول .
والخلاصة: أنه لم يثبت لدى نسابي السادة الأشراف بني علوي صحة دعوى انتساب الأتاسية إلى الأشراف آل العطاس ، ولا إلى الأشراف بني علوي ، والله أعلم.
المصـــــــــدر