المعروف شرعاً أن الله عز وجل حلل تعدد الزوجات وفق ضوابط شرعية لحماية الإنسان والمجتمع عموماً من نزوات الأفراد..
لن أناقش ضوابط التعدد لأن ذلك أمر له أهله.. ولكن لندخل بوابة مسميات الصرعات الزواجية غير المنطقية بدأت بالمسيار وانتهت الآن بزواج الوناسة..، وهو زواج - لمن لم يسمع به - يتم بين رجل مسن وفتاة صغيرة تعتني به مع تأكيد صريح بعدم القدرة على القيام بحقها الشرعي في المعاشرة..؟؟ بصراحة ودون التواء على الواقع من يستطيع ان يكتب عقداً لمثل هذا الزواج دون ان يشعر بتأنيب الضمير والأكيد مخافة الله في الطرفين..؟ وخاصة الفتاة..؟؟ بكل وضوح هل نحن نقبل تلك الزواجات لزيادة جرعة الوناسة للرجال أم اننا نمارس ما هو أخطر وهو جر المجتمع للرذيلة بمباركة من المجتمع وخاصة متعهدي كتابة عقود الزواج..؟
في المقابل تؤكد مصادر داخل مؤسسات الضبط الاجتماعي والأمني ان هناك بوادر مشكلة انحرافية تتمثل في تعدد الازواج..؟ باسم زواج المسيار على وجه الخصوص..؟؟ نعم انحراف لا مجال للاعتراض أو المناقشة..؟ السؤال الهدف من الزواج للرجل أو المراة ما هو..؟ إن كان فقط إشباع الغريزة فنحن نهين بعضنا ونصف انفسنا بالحيوانية..؟ وان كان تأسيس أسرة فنحن نرتقي بالإنسان لما أراده رب العزة والجلال..
بعض النساء مارست الانحراف بكل ثقة وتحت مظلة زاوج المسيار وارتبطت في وقت واحد بأكثر من رجل..؟ حقيقة لا نريد نفيها ولكن نحتاج لعلاج أسبابها من الجذور.
والآن تطور الحال في دلال الرجال وبرز زواج الوناسة لكبار السن..؟ هل نحن نجر مجتمعنا إلى حيث الرذيلة أم اننا ننكر على نسائنا أيضا مشاعرهن..؟
لا نريد - والوضع وصل إلى هذا الحد - من تسفيه أهم مؤسسة في المجتمع وهي الأسرة أن يستمر الوضع أو نكتفي بالتوعية بل لا بد من منع تلك الزواجات حماية لاخلاق المجتمع ككل..، أليس مشهداً مضحكاً حين يجتمع رجلان في مكان واحد مع زوجة المسيار لخطأ في تنظيم جدول الحصص..؟ انه قمة الانحلال ولكن تحت مظلة شرعية..؟ لا بد من العقاب لكل من يكتفي بحمل سجله وكتابة العقود دون توثيقها في المحكمة بل ولا بد من الاستعانة بالتقنية الحديثة لاكتشاف التلاعب..؟ أيضاً يعاقب كل مأذون يسجل شروطاً تحرم أي طرف من حقوقه الشرعية الثابتة..، أيضاً يعاقب ولي الأمر في حال ثبوت تواطئه باشد العقوبات..، ربط عقود الزواج بالمحاكم عبر الحاسب الآلي مباشرة أو عقاب المأذون..، لا نريد أن نتهاون في الأمر وإن كانت حالات شاذة لأن الانحراف لا يبتدئ كبيراً في المجتمعات ولكنه يتسلل أكثر كلما تراخت قوى حماية الأخلاق والقيم في المجتمعات تحت أي مبرر..، البداية كانت مسيار والنهاية حتى الآن وناسة وبينهم خرجت جريمة تعدد الأزواج من المسؤول.. من أفتى..؟ أم من كتب العقود..؟ أم من استسهل الحلول..؟ أم من اعتقد أن النساء متعة للرجال..؟ أم من سرب السم في العسل..؟؟ أم من أخل بمفهوم الزواج.. أم من اعتقد أن العنوسة جسد فقط..؟؟.
بقلم د . هيا عبد العزيز المنيع