أخرجه أبو داود - عن بعض الصحابة (1/210 ، رقم 792) . وأخرجه أيضا: ابن ماجه (1/295 ، رقم 910) ، وابن حبان (3/149 ، رقم 868) ، وصححهالألباني (تخريج الكلم الطيب، رقم 103).
عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أمرهم، أمرهم من الأعمال بما يطيقون، قالوا: إنا لسنا كهيئتك يا رسول الله، إن الله قد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر، فيغضب حتى يُعْرَفَ الغضب في وجهه، ثم يقول: (إنَّ أتْقَاكُمْ وأَعْلَمُكُمْ باللهِ أَنا).
فتح الباري بشرح صحيح البخاري. قولها: (إذا أمرهم، أمرهم بما يطيقون): أي: بما يسهل عليهم دون ما يشق خشية أن يعجزوا عن الدوام عليه. قولهم: (لسنا كهيئتك): أي: ليس حالنا كحالك.
وفي هذا الحديث فوائد كثيرة: الأولى: أن الأعمال الصالحة ترقي صاحبها إلى المراتب السنية من رفع الدرجات ومحو الخطيئات. الثانية: أن العبد إذا بلغ الغاية في العبادة وثمراتها كان ذلك أدعى له إلى المواظبة عليها. الثالثة: الوقوف عند ما حد الشارع من عزيمة ورخصة , واعتقاد أن الأخذ بالأرفق الموافق للشرع أولى من الأشق المخالف له. الرابعة: أن الأولى في العبادة القصد والملازمة , لا المبالغة المفضية إلى الترك. الخامسة: التنبيه على شدة رغبة الصحابة في العبادة وطلبهم الازدياد من الخير. السادسة: مشروعية الغضب عند مخالفة الأمر الشرعي، والإنكار على الحاذق المتأهل لفهم المعنى إذا قصر في الفهم، تحريضا له على التيقظ. السابعة: جواز تحدث المرء بما فيه من فضل بحسب الحاجة لذلك عند الأمن من المباهاة والتعاظم. الثامنة: بيان أن لرسول الله صلى الله عليه وسلم رتبة الكمال الإنساني لأنه منحصر في الحكمتين العلمية والعملية.
الحديث: من صحيح البخاري. (2/كتاب الإيمان) – (11/ باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: (أنا أعلمكم بالله). وأن المعرفة فعل القلب). لقول الله تعالى: {وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ محبتكم مسلمة