رئيس الكهرباء .. في الصيف الماضي ذكر سعادتكم بأن التيار الكهربائي لن ينقطع، ولم تصمد مولداتكم كثيرا أمام تصريحكم وانقطع التيار، وفي هذا الصيف تدعون إلى أهمية الاحتياط بأجهزة لتخزين الكهرباء في حال انقطاع التيار، وهنا أتساءل ماهو دور الشركة إن كنا سنقوم بكل تلك الاحتياطات؟ وإلى ماذا تلمحون في تصريحكم، أهل هذا هو استعدادكم لموسم الصيف؟
ما يهمنا الآن هو موسم السياحة الصيفية، الموسم الذي غابت استعداداته عن شركتكم في الأعوام الماضية، وتحدثتم عن احتمالية عدم انقطاع التيار في السنوات القادمة دون أن تقفوا لتخبرونا ماذا ينتظرنا في الشهرين القادمين؟ لماذا تتناسون أن الموسم هو المتنفس الأهم والأكبر للمواطنين، ألا تعلمون أن انقطاع التيار الكهربائي ولو لساعات كفيل بأن يغتال فرحة السياح؟
إن انقطاع التيار الكهربائي لايؤثر على فرحة المواطنين فحسب، بل يؤثر حتى على الأنشطة الاستثمارية، بما فيها المتاجر التي تعتمد أرباحها بشكل رئيس على موسم الإجازة الصيفية!.
المؤشرات المالية للعام 2008م تشير أن شركتكم تعاني من خلل في الإدارة، فأرباح الشركة للعام 2008 انخفضت عن العام 2007 بالرغم من الطفرة الاقتصادية التي تعيشها المملكة وأنكم تعملون في ظل بيئة احتكارية لا أحد يشاطركم أرباحها.
الغريب أن الشركة تدعو إلى ترشيد استخدام الكهرباء! ولم أجد سوى تفسيرين لتلك الدعوة، إما زهدا في الأرباح!! أو ضعفا في قدرة الشركة على توليد الطاقة الكهربائية!!، إن كانت الثانية فعلى الشركة أن تعمل على تحسينها بدلا من أن تلتهي في محاولة إقناع المشتركين بتخفيض استهلاكهم، أما إن كانت الأولى فأنا على يقين بأن جزءا من مساهمي الشركة لم يساهموا في رأسمال الشركة زهدا في الأرباح.
كثير من المشاريع التي أطلقتها الشركة حسب التقرير السنوي تشير أنها ستنتهي في العام 2012م في مجموعة من المناطق؟ فأين نصيب البقية كالأحساء والمدينة والباحة وعسير وغيرها!!
ويوضح ذات التقرير أن من ضمن مسؤولية الشركة الاجتماعية توصيل التيار الكهربائي للقرى والهجر، وهنا أتساءل أيضا: هل تقدم الشركة خدمة الكهرباء بشكل مجاني؟
إن كانت كذلك فتعتبر خدمة اجتماعية، وإن لم، فعليها الاعتذار عن الخطأ غير المقصود في عدم التفرقة بين صميم واجبها و مسؤولية الشركة الاجتماعية!.
وماذا عن الصكوك التي أطلقتها الشركة؟
أتمنى ألا تكون كصكوك الغفران؟ صكوك لن يكون لها أثر على أرض الواقع.
إذا كان الهدف من طرح تلك الصكوك هو توفير سيولة نقدية، فالموضوع ليس بالغ التعقيد، تستطيع الشركة طرح عروض ترويجية كتخفيض التعرفة للفنادق والشقق المفروشة التي تعاني من ارتفاع تعرفتها مقارنة بالقطاعات الاقتصادية الأخرى مقابل أن تدفع متوسط قيمة الفواتير لعدة أشهر مقدما حتى تحصل الشركة على التمويل، أو كبديل آخر تأسيس شركات مساندة لتتولى عملية إدارة مشاريع التوسع وتحسين مستوى الخدمات الكهربائية.
سعادة الرئيس ..
نريد أن نسمع منكم هل استطاعت الشركة تغطية كافة محافظات وقرى وهجر المملكة بالكهرباء؟، وكم هي نسبة احتياطي الطاقة الكهربائية اليوم؟ فالتقرير السنوي يشير أنكم تستهدفون 15 في المائة في العام 2020م؟
أتمنى ألا يكون جوابكم أنكم تخططون أو تدرسون، فقد أصبحت أشعر بالدوار من تلك المصطلحات التي تعج بها صحافتنا المحلية دون أن يكون لها أثر على أرض الواقع.
بقلم عبد الله مغرم