لم تخبرنا إدارة المرور عن مخططاتها القادمة!
فهي حريصة على السرية التامة في تنفيذ خططها الاستراتيجية لرفع رسوم مخالفاتها، ولا تفشي سرا عن تلك المخططات قبل تنفيذها على أرض الواقع.
ويبدو أنها تؤمن بسحر خلق الدهشة، وتلوين وجوهنا بكل ألوان الطيف من غير أن تجيبنا على استفساراتنا الملحة، فبعد (تدبيل) المخالفات والمضي فيها (واثقة الخطة)، كونها حصلت على الإجازة الشرعية لذلك التدبيل، ولم تعد تتحسس من صراخنا وصياحنا المتوالي: حرام والله.
كما لم تلتفت إلى المتعثرين في سداد المخالفات (المدبلة)، وأصرت على تزيين آذانها بحلق من طين وطين.
ولهذا، لم تسمع كل الأنين والصراخ الذي خرج من الأفواه والصدور، فلم ترد بكلمة واحدة..
فهي معنية بتزويد رجال الميدان بدفتر المخالفات، ومواصلة عملها بمثابرة عجيبة، من غير أن ترد على ما يقال بأنها تكلف كل (بيدق) بتحرير خمسين مخالفة يوميا، والويل لأي (نفر) لا ينجز المهمة الموكلة اليه!
مما جعل رجال الميدان ينشطون لتسجيل المخالفات الطائرة والزاحفة، وليس مهما أن يكون السائق رجلا أو امرأة.. أعمى أو صحيح العينين، المهم عند رجل المرور إنجاز خمسين مخالفة يوميا حسب التوجيه.
ولأن جمع المال محبب لكل نفس، ظهرت إدارة المرور بنظام (ساهر) الذي سيكون أكثر جباية من الأفراد، ونحن لا نعترض على طرق إدارة المرور في جمع كل هذه الأموال، بل ندعو الله أن يكثر الغنائم..
ولكن اعتراضنا قائم؛ لأننا تعبنا من الصراخ، ونحن نطالب هذه الإدارة بالشفافية وكشف سر هذه الجزاءات والمخالفات المتعاقبة تعاقب الليل والنهار.
وإذا كان لديها مسوغ لكل هذه الجزاءات والمخالفات سنقول: سمعا وطاعة (وعلى العمياني)، لكن هناك جانب آخر يتمثل في سؤالنا لإدارتنا المبجلة: ماذا فعلت لنا، أو ماذا قدمت إدارة المرور للمواطنين غير تسجيل المخالفات واقتطاع رسوم الاستمارات ورخص السير وسحب السيارات ورميها في الأحواش الخاصة، وكل هذه العمليات تقول لك: ادفع.
فما الذي فعلته لنا إدارة المرور مقابل كل هذه الاستقطاعات، وهو سؤال منطقي يبحث عن إجابة.
فالشوارع مزدحمة، وخطط السير شبه معدومة، وطلب رجل المرور في الحوادث يحتاج لواسطة ووووو.
وعلى طريقة الأغنية الساذجة (خلي حبة علي وحبة عليك)، أو أن هذا أيضا غير ممكن.
بقلم الاستاذ / عبده خال