و لرمضان ذكرياته الجميلة

المقال تم نشره العام الماضي
السبت 6 رمضان 1429هـ - 6 سبتمبر 2008م - العدد14684

[align=center]في كل عام يطل علينا هذا الضيف العزيز الكريم، يزورنا سيد الشهور، شهر الجود والقرآن، يجدد ذكرياتي معه، ذكريات رمضانية جميلة، يحلو لي أن استرجعها لأعود بذاكرتي لعهد الطفولة وأيام الشقاوة. عندما كنا نتفاخر بأننا كبرنا وبدأنا الصيام في حين كنا نغافل والدتي - رحمها الله - للشرب من الفيمتو أو تذوق اللقيمات أو اختطاف إحدى حبات السنبوسة.. كنا نبتهج بهذه الأفعال لشعورنا بأنها لا ترانا ولكن في الحقيقة أنها كانت تتعمد أن تغفل عنا كنوع من التعويد على الامتناع عن الطعام لمدة لا تتجاوز منتصف النهار لاقتناعها أنه لم يفرض علينا الصيام بعد.

كان لرمضان مأكولاته الخاصة التي نفتقدها طوال العام لذا كنا كأطفال ننتظره بفارغ الصبر أما الكبار فكانوا يشعرون بلذة هذه المأكولات في هذا الشهر لارتباطها بشهر الصوم فقط. ومن مظاهره القديمة ما كان بين الجيران من التواصل والتآلف وتبادل المأكولات الشهية، حيث كان الجميع يحرص على إرسال أطفالهم قبل الإفطار بدقائق لتبادل طبق اليوم، كنوع من تعويد الأطفال على البذل والسخاء والإحساس بالجار، وبالفعل كان لهذه اللفتات البسيطة أثر في تكوين شخصية الأبناء. ومدفع رمضان كنا نتسابق لسماعه وذلك بالصعود على سطح المنزل لإخبار والدينا بأن الإفطار قد حان على الرغم من سماعهما آذان المغرب إلا أن صوته كان من المظاهر المحببة التي لا تزورنا إلا في رمضان. أما الطقوس الاجتماعية فقد كانت مميزة بين الأهل والأصدقاء فكان ليل رمضان يطول بهذه السهرات المفعمة بالتواصل والتحابب والتآزر على الرغم من وجود التلفاز إلا أن الناس لم تكن تعطيه تلك الأهمية في رمضان. حتى إذا ما جاء مودعاً شهر الرحمة والمغفرة، فإننا كنا نشارك الوالد - حفظه الله - في تقسيم زكاة الفطر وتوزيعها لندرك بهذه المشاركة معنى الزكاة.

وتتوالى الأعوام ونكبر.. وتتسارع عجلة الزمان ليزورنا اليوم رمضان و معه أحلى الذكريات، ذكريات وذكريات وما أجمل الذكريات في كنف الوالدين.. ذكريات استرجعها وأشعر معها بجمال براءة الطفولة التي كنا نعيشها ويفتقدها أبناؤنا اليوم.. فقد تغيرت معاني رمضان الجليلة ومظاهره الروحانية، حتى مأكولاته الخاصة أصبحنا نراها في الأسواق طوال العام فلم تعد لها تلك النكهة المميزة وصرنا نبالغ في إعداد الأطباق ونتفنن في تنويع المأكولات الشهية حتى ان بعض النساء تستعين بخادمة أخرى في رمضان لإعداد الطعام فقط وكأننا لا نأكل قبل رمضان ولا بعده.. أما التواصل بين الجيران في هذا الشهر مثل بقية الأشهر يقتله البرود والواصل منهم يرسل طبق الإفطار في معية خادمته التي قد لا تكون مسلمة. ومدفع الإفطار على الرغم من عدم اندثاره الآن إلا أن ضجيج المدينة لا يساعدنا على الإنصات لسماعه ولا يعرف أطفالنا ما هو مدفع رمضان.

وأخيراً.. التلفاز هذا الجهاز الذي يبث سموماً ليلاً ونهاراً للصغار قبل الكبار، أصبح من أهم سمات رمضان وعلى وجه الخصوص هذا العام فالقنوات بالغت في الدعاية للمسلسلات والتمثيليات بصورة أفقدت الشهر روحانيته، وغزت التقنية شهر الصوم، فعلى سبيل المثال تحديد المساجد التي ستقام فيها صلاة التراويح والتهجد تصلك عبر البريد الإلكتروني ومحدد فيها اسم الإمام ومميزاته وكذلك كروكي للمسجد، أما آخر تقنيات شعائرنا الروحانية في هذا الشهر هو برنامج حاسوبي تتصفح القرآن من خلاله على الكمبيوتر وكأنه بين يديك.

كل شيء في رمضان تغير إلا سهر لياليه، فنحن شعب ننظر لهذا الشهر على أن نهاره للنوم والراحة وليله للسهر وإن كنا بالأمس نقضيه في سهرات عائلية يلفها دفء المشاعر. والأحاديث الشيقة الودية فاليوم تتنوع سهرة العائلة فالأبناء في المقاهي والآباء أمام القنوات التلفازية في الاستراحات، أما النساء تتزاحم على الأسواق وكأن الأسواق مغلقة قبل رمضان وستُغلق بعده.

و تبقى أجمل ذكرى في حياتي حدثت في رمضان.. شهر الجود و الكرم حيث رزقني الله في الرابع من رمضان طفلي الوحيد الفهد... حفظه الله لي من كل سوء و جعله من عباده الصالحين و من حفظة كتابه الكريم و لا حرمني الله من بره,،، اللهم آمين


دعاء

اللهم لك الحمد أن بلغتنا رمضان.. اللهم أعنا على صيامه وقيامه واجعلنا من عتقائه واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين الأحياء منهم والأموات وكل عام وأنت بخير قارئي العزيز.


للاطلاع على المقال [/align]

http://www.alriyadh.com/2008/09/06/article372411.save

[align=center]اهلابطلتك وعودتك ياام الفهد

نتلهف لما تخطه اقلام مثقفينا[/align]

كلمات مؤثرة من الذكريات عن شهر الصيام

مشكورة ام الفهد اصلحه الله وحفظه واسعدك ببره

الأستادة الفاضلة/أم الفهـــد،
كل عام وأنتِ وأسرتك ومن تحبين بكل خير،
ومبارك علينا وعليكم شهر الرحمة والقرآن مقدماً
مقال رائع جداً يحمل بفحواه ذكريات لاتُنسى ذكريات الطفولة وذاك المكان
ذكريات استطاعت وبكل جراءة ان تتربع على عرش عقولنا لنسترجعها عند بداية مستهل هذا الشهر الكريم،اعاده الله علينا وعليكم سنين وسنين

أختِ الكريمة
رحم الله تلك الشيخة الكريمة ألتي ورد نبأها في بداية المقال وجمعك بها يوم القيامة بالفردوس الأعلى،

تحياتي

الـله!


إنها ذكريات جميلة ننفضُ الغبار عنها دائما مع قدوم الشهر الفضيل ونسترجعها وألم الحسرة يعتصرنا على رحيلها ......



ونتساءل بحيرة لماذا تبدلت أحوالنا إلى الأسوأ؟ !!!!

أم الفهد


كل عام وأنتِ وذكرياتكِ الجميلة بألف خير ..

مقال رائع محتواه ثري ..
تسلمي اختي أم الفهد لإدارجه وكل عام وأنتم بخير ..

حنايا

[align=center]ذكريات جميلة عن الشهر الفضيل
نذكر البعض ويٍُِِِحكى لنا الكثيرمنها بقدوم هذا الشهر الكريم
العزيزة ام الفهد مقال يلامس القلب
بارك الله فيك وكل عام وانت بألف خير
احترامي[/align]

الأخت الكريمة

أم الفهد
بارك الله فيك وفي اطروحاتك الراقية

الله ما اجملها من ذكريات عندما نستحضرها


ننتظر جديدك

تحيااتي

طرح راقي ومتميز

اشكرك استاذتنا الغالي

على هذا النص الراقي برقيك
والذي جعلنا نتذكر ذكرياتنا واحوالنا مع رمضان طيلة السنين الماضيه

ولاكن الحال اليوم اختلف عن السابق ولا اعلم هل هو بالفعل تغير زمني بالنمط الكامل ام أن الدهر
والتدرج العمري هو الذي افقدنا لذة هذه الذكريات الجميلة،،

تحياتي

شكرا لكل من قرأ كلماتي و قدرها..
جزى الله خيرا كل من دعا لوالدتي رحمها الله ، و جمعني و اياكم في الفردوس الأعلى ..
و جزى الله خيرا كل من دعا لحبيبي الفهد جعله الله قرة عين لي و لوالده ..
دمتم بود

اختنا الفاضلة ام الفهد

اللهم امين يارب وبصراحة نحن افتقدنا الكثير من روحانيت رمضان با السابق كن نجتمع ونحن با المرحلة المتوسطة مع زملانا لا نبحث عن افلام اوغيرها علما انه كان متوفرة ولاكن تجد اننا نضع مسابقات ونكتب روايات ويكون معنا احدى مدرسيين متطوع لذالك كما كنا نذهب لممارسة العبنا الرياضيية فى مركز الخدمة فى شارع الاعشى ولاكن اليوم اختلف دكتورتنا
كما تفظلتى بمقالتك نبحث فى الاسواق عن كل ملذا وطاب من الاكل علما وانا متاكد انه موجود ذالك فى كل منزل
اشكرك اختنا الفاضلة واعاننا واياكم على صيامه وقيامه
وتقبلى مرورى

شكرا لك يا خالتي الحبيبه على هذه الكلمات الأكثر من راائعه ...

وصدقتي في كل كلمه كتبتيها ...

أشكرك مره أخرى ...

تحيتي لك

أموره

أشكرك يا أم فهد على هذا الكلام الرائع وكما قالت عزتي كلام يلامس القلب وحفظ الله لكي فهد

[align=center]كلا منا يمر بذكريات جميلة ولكن ذكريات رمضان تعتبر من الذكريات ذات الطابع الفريد
فلن نمل أبدا من إسترجاعها قليلا فهي ليس ذكريات والسلام
عذراً في أسترسالي بالحديث فأنت من فتح لي المجال .
أم الفهد جميل ما خطه قلمك عن هذا الشهر الفضيل وذكرياته
لا تبخلي علينا بما لديك من ثقافه نحن بإنتظارها
أختك : حاضر فتاة [/align]

أخوتي الأفاضل
شكرا على المرور
و كل عام و انتم بخير

يطيب لي أن اجدد المرور على هذا المقال مع بداية الشهر الكريم
و كل عام و أنتم بخير

ذكريات الطفولة في رمضان .. ذكريات تذوب عذوبة .. بين فرح ومرح .. وطاعة وعبادة.. وأجواء جميلة مليئة بالتعاون والتكاتف والحب والرضا .. رمضان لما كانا اصغار كانت ايام جميلة بمعنى الكلمه ا بسط الاشياء كانت حب الجار للجار والاحساس به من اهم المعالم التى اتذكرها كانت امى الله يعطيها العافيه كانت ترسلنى لجارتنا بلفطور قبل ان تجهز فطورنا وتقول لنا جارتنا مريضه ماسوت ا ليوم فطور حتى لاتجرح احساسها مااحلاها ايام كان كل شئ له طعم حتى الصدقه لها طعم .. الاخت الغالية ام الفهد بارك الله فيك وكل عام وانتى بخير

شكرا لكِ اختي بارك الله فيكِ وحفظ لك فهدا .

وتبقى ذكرياااااااااااات وكل عام وانتم بخير.

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زرقاء اليمامة

ذكريات الطفولة في رمضان .. ذكريات تذوب عذوبة .. بين فرح ومرح .. وطاعة وعبادة.. وأجواء جميلة مليئة بالتعاون والتكاتف والحب والرضا .. رمضان لما كانا اصغار كانت ايام جميلة بمعنى الكلمه ا بسط الاشياء كانت حب الجار للجار والاحساس به من اهم المعالم التى اتذكرها كانت امى الله يعطيها العافيه كانت ترسلنى لجارتنا بلفطور قبل ان تجهز فطورنا وتقول لنا جارتنا مريضه ماسوت ا ليوم فطور حتى لاتجرح احساسها مااحلاها ايام كان كل شئ له طعم حتى الصدقه لها طعم .. الاخت الغالية ام الفهد بارك الله فيك وكل عام وانتى بخير

اسعدني مرورك يا غالية
و كل عام و انت بخير