مررت من هنا مرارا ،،، وأعياني طعم مرارة فقد الأحبة
أن أعبر ولو بكلمة ،،، تواسيكِ وتثبتكِ على الصبر الذي تحليتِ به
وأنى لي الصبر على تذكر أحباب فقدتهم عبر السنين ،،
فأجدني بحاجة أن أتعزى بجميل ما فاح به ريح المسك
من مداد سطرت به هذا الكلمات ،،،
فأخجل أن أكون معزيا ومواسيا ،، لمن أهدى إلي ما يواسيني ويصبرني ،،،
واليوم عادت بي الذكرى ،،، وتجددت الأحزان بفقد حبيب ،، وأي حبيب ،،
صديق لي ،،، منذ عشرين عاما ،، رافقته منذ انتقلت للعمل في مكة المكرمة
وجدت فيه الصدق والوفاء ،، والإيثار ،،، شاركني أفراحي وأحزاني ،،،
وتجاوزت علاقتي به الزمالة في العمل ، حتى أصبح الأخ الذي أطمئن إليه في
استشارته في كثير من شئون الحياة ، فأجد عنده ما يشفي فؤادي ويلبي حاجتي ،،
وقبل أيام دق ناقوس الرحيل ،، وأصيب الحبيب بمرض لم يمهله طويلا ،،،
وفي أيام قليلة منع من الزيارة إلا من أقرب الأهل إليه ،،
وكان آخر اتصال لي به قبل أيام ، بل هو الذي اتصل بي هاتفيا (ردا على رسالة
أرسلتها إليه مشفوعة بدعاء) ،، ليطمئنني عن حاله ،، وأنه سيغادر المستشفى
في ذلك اليوم ،، وأنه عائد إلى مكة قريبا بإذن الله ،،، مرت أيام قليلة بعد ذلك ،،
والبارحة فقط وصلتني رسالة بالجوال ،، من رقم جوال الحبيب ،، فاستبشرت خيرا ،،
فأسرعت بفتح الرسالة ،،، فإذا محتواها يقول ( انتقل المهندس فهد بسيوني إلى
الرفيق الأعلى ،، ادعوا له بالرحمة وسامحوه ) ،، واليوم ظهرا صلينا عليه في
المسجد الحرام ودفناه بقابر المعلاة ،،،، لينضم إلى سلسلة طويلة من الأحباب
الذين فقدناهم ،،،
وهذا ما أعادني اليوم إلى كلماتك يا (أم محمد) ،،
لأتعزى بها وأتلمس المواساة بين سطورها ،،،
فاعذريني ،،، وسامحيني على هذا التطفل ،، ومثلك من يسامح ويعذر ،،
تحياتي
أبو ياسر