متابعة ـابراهيم الحويطي (صدى): هبطت طائرة الاخلاء الطبي الأردني يوم أمس الاثنين، بمطار الجوف الإقليمي، لتنقل مريض من مستشفى الامير عبدالرحمن السديري بسكاكا الى أحد المستشفيات المتخصصة بالعاصمة الاردنية عمّان، وذلك بناء على طلب ذوي المريض.
وبعد ان تعرض المواطن منصور معاذي الطالب لجلطة دماغية أول من أمس ولكون إجراءات التحويل للمستشفيات المتخصصة بالمملكة تأخذ الكثير من الوقت بحجة عدم توفر السرير (على حد قول ذويه) فقد جرى الأتصال بمستشفى المركز العربي بعمّان وتحديد الطبيب المختص والاتصال أيضًا بالأجنحة الملكية الاردنية لتأمين طائرة مستأجرة للاخلاء الطبي .. وجميع أجراءات المستشفى والإخلاء الطبي تمت "خلال ساعات قليلة" ابتداءً من الحادية عشرة صباح أمس الاثنين إلى ان تم وصول الطائرة في الرابعة عصرًا تقريباً من نفس اليوم، والذي بلغت كلفتها "12000" دولار مايعادل تقريباً "45" الف ريال.
وتعد هذه الطائرة الرابعة التي تهبط بمطار الجوف الإقليمي لنقل بعض المرضى المنومين بمستشفى الأمير عبدالرحمن السديري ونقلهم للشقيقة المملكة الاردنية الهاشمية لتلقي العلاج بمستشفياتهم الخاصة، حيث تعتبر الأردن من الدول المتقدمه طبياً.
ولم تكن لتصريحات وزير الصحة الدكتور عبدالله الربيعة التي أطلقها في أكتوبر2009 عندما قال بأنه سيفصل مرضى الشمال عن العلاج في الأردن فصلًا سياميًا، وسيجعل الهجرة معاكسة إلى مستشفيات المملكة، تلك التصريحات لم تكن كافية لدى المواطنين في مناطق شمال المملكة بشكل عام والجوف بشكل خاص، حيث أن الواقع لم يتغير بتلك التصريحات. ويرى المواطنين بمنطقة الجوف أن الخدمات الصحية لا زالت متدنية، ولا ترتقي لطموحاتهم ومطالبهم، ذلك لضعف إمكانيات المستشفيات، ونقص الكوادر الفنية، وإنعدام بعض التخصصات الطبية في مستشفيات الجوف كافة، وعدم قدرتها على إجراء بعض العمليات الجراحية، ناهيك عن عدم ثقة ابناء الجوف بمستشفياتها لما لمسوه من قصور وما سبق ذكره.
ويزداد الأمر سوءاً في عدم توفر أسرة بالمراكز الطبية المتقدمة في المدن الكبيرة أو عدم الرد على طلبات التحويل إليها، والذي ساهم باستمرار مرضى الشمال في هجرة للعلاج في مستشفيات الأردن التي تتمتع بكفاءات علمية وكوادر طبية عالية بالرغم من كلفتها الباهضة.
الا ان بعض المواطنين من ذوي الدخل المحدود يبقون في أسرتهم في مستشفياتنا يصارعون الموت حتى يأتي فرج الله سبحانة بنقلهم الى الرياض بعد أسابيع أو شهور أو يودعون هذه الحياة، تاركين خلفهم ألم ذويهم الذين رحلوا عنهم ولم يستطيعوا تقديم شيء لهم.