قال مسؤول تنفيذي في إحدى الشركات المتأهلة لرخصة الطيران المدني: «إن شركات الطيران تفضل الراكب السعودي على غيره لسهولة التعامل معه ولغياب ثقافة مقاضاة شركات الطيران لدى المحاكم عند حدوث إشكاليات معها. وأن الركاب من جنسيات كثيرة، حول العالم يقاضون الشركات الناقلة بسبب المقعد أو تعامل المضيف أو غيرها مما ورط الكثير من شركات الطيران».
بصراحة هذا كلام مستفز وموجع، وهو حقيقة، رغم ما فيه من مدح أقرب إلى الهجاء. وهو كلام يصور سلوكا ساذجا ويصف ثقافة لا تقدرها الشركات ولا تحترمها ولا تساعد على التخلص منها بل تستغلها وتشجعها لتجني من ورائها الملايين. وربما تكون هذه الثقافة أحد الأسباب التي تدفع الكثير من الصناعات وشركات الخدمات إلى التسابق على أسواقنا، حيث تقل المساءلة ويسهل الكسب ويكثر الغش دون تحمل تبعاته وتعويض المتضررين منه..
والسؤال لماذا نحن هكذا؟ هل تكون من أسباب «طيبة» أو غفلة أو تساهل (ليس المهم اسمها) الراكب السعودي مع شركات الطيران هي نتيجة لتراكم ثقافة «الاحتكار» التي أخذ فيها الناقل الوطني «امتياز» خدمتنا بشروطه ووفق إمكاناته وكنا راضين إما جهلا وإما عجزا لعدم وجود البديل الذي يعطي حرية الاختيار؟.
ليس لدي إجابة ولهذا سأتجاوز إلى المهم وهو أن سوق النقل الجوي الداخلي يدخله اليوم متنافسون جدد، لديهم التجربة ولديهم الرغبة في تحقيق الأرباح وتحسين الخدمة لصالح المستفيد.. وفي هذه الأجواء حان الوقت لنعدل سلوكنا ونحرص على أخذ حقنا المتاح بموجب الأنظمة والقوانين .. السكوت عن الأخطاء له آثار سلبية كثيرة، من أقلها تضييع الحق والمساهمة في تردي الخدمات المقدمة للمستحقين.. فخذ حقك «بلاش عبط».
محمد المختار الفال