( الحياة الاقتصادية عند عشيرة القرعان )
1. الرعي عند عشيرة القرعان .
2. صيد السمك عند عشيرة القرعان .
3. الزراعة والحيوانات والطيور عند عشيرة القرعان .
4. المياه عند عشيرة القرعان .
5. الصناعة التقليدية البسيطة عند أبناء عشيرة القرعان .
6. التجارة عند أبناء عشيرة القرعان .
7. الأعمال والوظائف المدنية والحكومية عند أبناء عشيرة القرعان .
مهنة الأنبياء والرسل فقام الأهل من القرعان برعاية الغنم لقولهم ( الغنم غنيمة ) لأن منها المأكل والمشرب ، ومنها التسلية والتجارة والنشاط والحيوية ، والتأمل في الأفق الواسع والخيال الرحب ، ومنها يتعلم الإنسان الصبر والتحمل والجلد وبعد النظر ، فهي مهنة الأنبياء عليهم السلام .
وكان أبناء العشيرة يفتخرون بعدد ماشيتهم ونوعها ، فاشتهروا برعاية الغنم والجمال والأبقار فتغنوا بها ، وعملوا مسابقات للهجن تارة وللخيل تارة أخرى ، واهتموا بالفروسية واقتناء أنواع مميزة من الخيول حيث يتباهى بها أبناء العشيرة في الحفلات والسهرات والأفراح والمناسبات ، فالخيل معقود بنواصيها الخير .
وبعض القرعان يملك ( الطروش ) عدد كبير من البقر أو الخيل أو الغنم ويفخر بها بين القبائل ، ولكل من هذه الحيوانات أكله ومرعاه ، ويتفاخرون بإنتاج حليب أبقارهم وأغنامهم وصناعة الألبان بأنواعها المختلفة .
ولموقع العشيرة ما بين البحر والنهر وكثرة الأعشاب والنباتات والمياه ، عرف القرعان المواسم الجيدة للرعي مع كيفية تحفيز الدواب في المرعى بالغناء والشبابة واليرغول .
وللماشية بأنواعها أهمية كبيرة في حراثة الأرض ودراسة المحصول وحمل المتاع والبضاعة ونقل الإنتاج من المزارع إلى أماكن التسويق في يافا والقرى المجاورة .
وهناك تربية الطيور بأنواعها في البساتين وحول البيوت ، وأهمها الدجاج الذي يؤخذ منه البيض للتفريخ والمأكل وبيع الفائض منه ، وتنتقل هنا وهناك حيوانات بريّة عمل القرعان على تدجين بعضها .
نظراً لموقع عشيرة القرعان الإستراتيجي على بحر (سيدنا علي) البحر الأبيض المتوسط ، اهتم سكان البحر من أبناء عشيرة القرعان بصيد السمك بأنواعه فسموا بعرب السمك ، واقتنوا القوارب واللنشات والهواري ، فكانوا يبيعون ما تبقى منها عن مأكلهم وتوزيع الباقي بينهم كهدايا وصدقات وعطايا ، ويتفننون في طرق الصيد ، فعندهم مهارات وحدس في عملية الصيد والطهي حيث يؤكل مقلياً ومشوياً أو مطبوخاً ، ومن أشهر صيادي السمك أبو إبراهيم الشيخه وأبو عوض الخزبك وآخرين وكان هناك فلوكا زغلول والقطاوي واتخذوا الصيد هواية وحرفة ، وعندهم معرفة في أيام وفرة وكثرة السمك في البحر فيعدوا له العدة الجيدة .
الزراعة والحيوانات والطيور عند عشيرة القرعان
اشتهرت الزراعة عند عشيرة القرعان بنوعيها : الزراعة البعلية والتي تشمل : القطاني كالحمص والفول والسمسم والعدس والقمح والشعير والترمس والذرة ، ففي ذلك يضرب المثل : ( إن شحت الضأني عليك بالقطاني ) وهناك زراعة الخيار والقثاء والبصل والثوم والفقوس ، وهناك الزراعة المروية وأهمها : الخضار كالبندورة والبامية والفاصوليا والخيار والبطيخ والشمام والباذنجان ، وهناك زراعة الأشجار كالبرتقال بأنواعه والجوافة والموز والعنب والتين والرمان والجميز والشمام واللوزيات بأنواعها .
وبعض المزروعات يؤكل طازجاً من فواكه وخضار ، وبعضها يجفف وينشف للادخار لأوقات أخرى ، وما زاد يكون غذاء للحيوانات التي يربيها الناس في بساتينهم وبجانب بيوتهم ( في حظائر خاصة ) .
وكان القمح عندهم يسمى طعام الأغنياء حيث يقدم كخبز لذيذ للضيوف والشخصيات عدا عن صناعة الفريكة والبرغل والجريشه والمفتول ، أما الشعير فهو طعام العامة وخبز الفقراء ، وهناك خبز الذرة والدخن أما العدس فيسمى لحمة الفقير .
وهناك النعنع والبابونج ورجل الأسد ورجل الحمامة والخبيزة والرجلة والبقوليات والشومر والحبق واليانسون والكراث ، وهذه أشهر النباتات العطرية التي تنبت في مناطق القرعان .
والبعض يزرع الفستق والقرنبيط ( الزهرة ) والملفوف والملوخية والبطاطا بنوعيها الأحمر ( الحلو ) والبطاطا للطبيخ والسلق والقلي والشي ، وكذلك الجزر واللوبيا والفاصوليا ، فالأراضي في منطقة القرعان من أخصب الأراضي في فلسطين ونظراً للجو المعتدل وتوفر السماد الطبيعي والمياه فقد راجت الزراعة البعلية والمروية ، وكان الإنتاج خصب ووفير ، ولخبرة الأجداد وعملهم المتواصل في الأرض بقوة وصلابة وصدق وإيمان زاد المحصول ، وهناك من النباتات الحلفا والقصيب والعقول والفخافور والحبلق والسبيلة والزوان والغبيره ، فأبناء عشيرة القرعان عرفوا الأعشاب والنباتات بأنواعها وأسمائها الحقيقية ، فمنطقة عشيرة القرعان حباها الله بهذه النباتات العطرية والطبية ، لذا أصبحت جزء من موروثنا الشعب الفلسطيني ، لأنه يشكل جزء من المأكل والمشرب والدواء كعلاج وجزء منها لإطعام الماشية والحيوانات الأليفة التي يربوها في حظائرهم : كالحرمل والخرفيش والقصيب للدواب وبندورة الحيايا وعصاة الراعي وحنون الغزال ( قرن الغزال ) وشقائق النعمان ( الحنون الأحمر ) والغار والطيون والزعمطوط والمرار للأغنام والمواشي والنرجس والعكوب البصلي والسيسعة والجلبانة والقريص والحميض والفطر ورجل الحمامة والقنديل والخلة والزعتمانة والكبار والنعنع البري والسنام والشومر واللوف والخبيزة واللسان وغيرها من النباتات البرية .
ومن أشهر المناطق الزراعية التي تسمى بالقصبة ، الفالج ، السبخه ، الصفحه ، الفروخيه ، البصه ، البلوطه – حيث كانت مزرعة ومقبرة – ومن المناطق الظهرة ، العوجه ، التله ، الجرف ، الحمره ، وابصة .
فمن أرض بلادي أطعم أولادي ، والأرض عالعرض ، فهي تحب من يحبها ويحرثها ويزرعها .
وبارك الله في اليد السمراء الخشنة العاملة .
وهناك حيوانات برية تزخر بها منطقة القرعان : كالغزلان والأرانب البرية والنيصة والقنافذ والكلاب البرية والأفاعي المختلقة والثعالب ( الواويات ) والذئاب وغيرها ، والقرعان يتعاملون معها حسب الفائدة منها والمصلحة ، فمنها المفيد ومنها المخرب والمفترس .
أما الطيور البرية في منطقة عشيرة القرعان والتي تحلق في سماء المنطقة منها : الحجل ، الشنار ، السمن ، الحمام البري ، القبر ، العصافير ، الحساسين ، الزرزور ، الدويري ، الزريقي ، البط البري ، الوز البري ، الشحرور وغيرها ، فكان بعض الناس يصيدونها بطرق مختلفة ، بغرض الأكل أو التسلية أو لبيعها في أسواق يافا .
المياه في منطقة عشيرة القرعان
للمياه عند عشيرة القرعان عدة مصادر منها :
مياه الأمطار : فهي غزيرة لكون المنطقة تقع على الساحل الفلسطيني ، وخاصة أيام الأربعينية والخماسينية حيث السعودات ( سعد ذابح وسعد بلع وسعد سعود وسعد الخبايا ) ، ويبقى المطر غزيراً من شهر 11 إلى شهر 4 من كل عام ، حيث زراعة البقول والقطاني ، وبعد الشتاء يكون موسم الرعي خصيباً وفيراً ، وعطاء المواشي مميزاً ، ويقوم الناس بملء أبارهم وبركهم ، وكان الناس يغنون للغيث وإطعام مواشيهم عند رعايتها .
الآبار الارتوازية : حيث حفرها الأجداد منذ سنة 1935م ، وبدأ العمل بها وضخ الماء بواسطتها في سنة 1938م ، وزرعوا قربها البرتقال والحمضيات بأنواعها ، وزرعوا الموز والعنب والتين والخضار والقطاني والقرنيات وأشجار الفواكه بأنواعها وخاصة الحمضيات .
البرك : عملها الأهالي بعد حفر برك في الأراضي الزراعية لتوفير وتجميع الماء لأوقات الحاجة ويستعملونها في الشرب والري وسقي الحيوانات وأغراض حياتية مختلفة ، إلا أن البرك مرتع خصب للبعوض والحشرات الضارة .
نهر العوجا : القريب من العويصات والقرعان الشرقيين ، ويسمى نهر اليرقون ويستعمله القرعان للشرب والري وسقي الدواب والسباحة .
وهناك الأودية : التي تمتلئ بالماء في فصل الشتاء ، وتصب في البحر الأبيض المتوسط .
وهناك الينابيع والنزازات المائية : التي تبقى لمدة بسيطة وتجف بعدها .
الصناعة التقليدية البسيطة عند أبناء عشيرة القرعان
نظراً لوضع الناس الصعب في الحصول على النقود ، فقد عمل بعض الناس من أبناء العشيرة في تصنيع بعض الأدوات البسيطة ، لسد حاجتهم أو مقايضتها بمحاصيل زراعية لازمة ، أو بيعها بنقود قليلة تسد حاجتهم وأغراضهم ، أو ينتفعوا بها إلا أن هذه الصناعات البسيطة و الخفيفة والضعيفة والبدائية قابلة للتطوير والتجديد ، وتسد الحاجة والغرض وملائمة للمرحلة التي صنعت لأجلها ، ومن هذه الصناعات التي اشتهرت بها العشيرة : الفؤوس والطواري والقزمات والمعاول والدقارين التي تشبه الكريك والشرخات والبلطات والخناجر والسكاكين والمفكات والشباري والمفحار والسنجات والسيوف والمخارز والإبر والملاقط والمحاريث الخشبية والمعدنية ، ويتم صناعتها من المعادن المختلفة بعد حرقها وتعريضها للنار القوية الشديدة وتطويعها وطرقها بقوة وتشكيلها ، وهناك عملية حذو الخيل ، وعندهم صناعة المنشفات والمجففات ، والمخللات من الفواكه والخضار ، وهناك صناعة أدوات الحصاد والزراعة والحراثة من الخشب ، فكانوا يصنعون الدبسات والعكازات والمحاجن والمفراك والمغازل ، وعملية حرق الخشب من الشجر وطمره في حفر تسمى الكبارات أو المطامر لصناعة الفحم الذي يستعمل للتدفئة ، وأحيانا يتم بيعه في سوق مدينة يافا ، ومن الجلود كانوا يصنعون الغربال والنعل والطبل والقفاف والدف والخيام ، والجاعد للجلوس عليه أو لبسه في الشتاء أيام البرد ، أو للصلاة عليه في فصل الشتاء ، أو لف المولود الجديد وتغطيته من الإنسان أو الحيوان طلباً للدفء ، ومن القش ( عيدان القمح والشعير والذرة ) يصنعون المكانس والحلس والبردعة وللتطريز وصناعة المهفات كالمراوح والمناخل والزنابيل والأكياس والخيام ، وهناك صناعة رب البندورة ( العصير أوالصلصة ) ورب الخروب المربى والخبيصة ورب التمر والعنب ، ومن التمر الدبس والمربيات والحلويات وتجفيف العنب لأخذ الزبيب والقطين من التين والجميز ، وتصنيع السلاح الخفيف كالبلطات والسنجات والشباري والسكاكين والفؤوس والخراطيش والجفت ، ومن أشهر الصناع من القرعان : فارس أبو سلمان القرعاني حيث كان يعمل نجاراً في فترة الثلاثينيات والأربعينيات من القرن العشرين ، فكان يصنع الخزاين والطاولات والكراسي والأسرة وغيرها ، ونظراً لاهتمام القرعان بالأغنام والأبقار ، لذا اشتهروا بصناعة الألبان ومشتقاتها التي كانوا يبيعونها في مدينة يافا ، ومن هذه الصناعة اللبن والزبادي والقشطة والكشك والجبن والجميد المجفف الذي يستعمل في المناسف والأكلات الشعبية ، والزبدة والسمنة والشنينة ( المخيض ) واللبنة والإلبا .
وكان البعض يبيع روث دوابهم وحيواناتهم ( الزبل \ السماد الطبيعي ) للفلاحين الآخرين من أصحاب البيارات والبساتين أو المستعمرات المجاورة ، التي أخذت بالتمركز بالقرب من مناطق القرعان شرقاً وغرباً ، وكانوا يتقاضون بدل الروث بعض المحاصيل الزراعية من خضار وفواكه أو قطاني وبعد الستينيات ، والتطور السريع الحاصل في العالم ، ترك القرعان هذه الصناعات البسيطة وخاصة بعد النكبة ومالوا إلى العمل بالزراعة والتجارة والوظائف المختلفة ، وكانوا يقولون : " الحرفة أمان من الفقر " و" الصنعة قلعة " .
التجارة عند أبناء عشيرة القرعان
من الأعمال التي زاولها القرعان التجارة ولو بشكل بسيط ، لكن كغيرهم من الفلسطينيين فقد كانوا يبيعون الفائض من محاصيلهم الزراعية البعلية والمروية ، فكانوا يبيعون الخضار المختلفة وتسويقها في مدينة يافا أو لسكان القرى المجاورة .
ففي يافا يتم بيع الحمضيات والخضار والفواكه والألبان ومحاصيل القمح والشعير والذرة والسمسم (القطاني) عن طريق الحسبة ( سوق رئيسي ) .
فالعويصات مثلا يسوقون بضاعتهم إلى حسبة أبو كشك ، أما القرعان الغربيين فيسوقون بضاعتهم إلى حسبة هارون ، كما يكثر عند القرعان البيع بنظام المقايضة ( المبادلة ) وهو بيع سلعة بسلعة كبيع القمح والشعير والقطاني بخضار أو فواكه أو بدابة ( حيوان ) ، وكانوا أيضا يسوقون البيض بعد تجميعه وبيعه في مدينة يافا أو سكان القرى المجاورة .
فمنذ بداية الأربعينات أخذوا يسوقون الحمضيات بكمية جيدة لأسواق يافا غالباً أو اللد أو الرملة أحياناً ، وكانوا يشترون زيت الزيتون ومخلل الزيتون من الفلاحين والبائعين من القرى المجاورة ، ومن التجار البسطاء من القرى ، أما بضائعهم وحاجاتهم فكانوا يشترون غالبيتها من مدينة يافا ، فعميلة البيع والشراء غالباً ما تكون في مدينة يافا لقوله صلى الله عليه وسلم : " التمسوا الرزق عند تزاحم الأقدام " .
ففي يافا يتواجد التجار والأغنياء والإقطاعيين ، أما القرى فوضعهم المالي بسيط ( على قد حالهم ) فأحياناً يبيعون بعض المواشي : الغنم ، البقر ، الخيل ، أما صناعتهم البسيطة فهي للاستهلاك المحلي غالباً ، لأنها يدوية ضعيفة التصنيع والخامة بسيطة .
لكن محاصيلهم الزراعية الشتوية والصيفية ، فيبيعون الفائض عن حاجتهم ، فكانت قليلة قبل الأربعينيات ، ولكن بعد سنة 1940م زادت المبيعات أضعافاً كثيرة .
وكان القرعان يمتلكون أربع سيارات شحن ، لنقل الناس والبضاعة من وإلى القرى المجاورة ، وبعض الناس كان يعمل في مدينة يافا بالعتالة ( عمال في الميناء أو البقالات والدكاكين أو في الحسبة أو في صيد السمك ) أو تجارة الحلال .
أما بعد سنة 1948م ( النكبة ) ، فكان القرعان يعملون بالزراعة ، حيث اشترى البعض قطعاً زراعية في غور الأردن وفي مدينة قلقيلية وقراها بفلسطين ، والبعض اشتغل بنقل السماد الطبيعي للمزارع والبساتين والبيارات ، والبعض عمل في البنيان – المعامل – المحاجر – الأسواق .
وفي الخمسينيات والستينيات ، كان البعض يعمل في البنيان والعمران ، وفي بناء السلاسل في المزارع الجبلية ، والبعض يعمل في تجوير الشجر في البيارات والبساتين ، أو في الباطون ( البناء ) .
وبعد عام 1967 ( النكسة ) ، توسع القرعان في الأعمال وخاصة في الزراعة بأنواعها في قلقيلية وقراها ، فأخذوا يبيعون ويشترون المحاصيل خضاراً وفواكه ، وأصبحوا من الملّاكين .
والبعض أخذ يعمل داخل الخط الأخضر في فلسطين المحتلة سنة 1948مبكل الأعمال : كالزراعة ، الفنادق ، البناء والعمران وأعمال أخرى .
وفي الثمانينيات اشتهر القرعان بالعمل بتجارة المستعمل حيث يشترون البضاعة والأغراض المستعملة من داخل فلسطين المحتلة سنة 1948م ، ويبيعونها إلى المواطنين أو التجار في كل فلسطين ، والبعض يجددها ليحصل على أثمان أفضل .
الأعمال والوظائف المدنية والحكومية عند أبناء عشيرة القرعان
أخذ البعض من أبناء عشيرة القرعان يميل إلى التعليم ، للحصول على الوظائف الحكومية فتخرج من أبناء القرعان : الأطباء والمهندسين والمحامين والأساتذة و الممرضين وكل التخصصات ، وأخذوا يفخرون بشهاداتهم من الجنسين ذكوراً وإناثاً ، وبعضهم عمل داخل فلسطين في الضفة الغربية ، وبعضهم ذهب للعمل في الخليج العربي لتحسين أوضاعهم وتعويض أهاليهم ، ورغم كل هذا أو ذاك ما زال أهلنا وأبناء عشيرتنا ينظرون إلى الوطن الأم فلسطين – يافا سواء عرب البحر أو النهر وكلنا أمل وشوق لموئل الآباء والأجداد "ولن يضيع حق وراءه مطالب" وهكذا يقول المثل .
وهناك عدد من أبناء عشيرة القرعان عمل في صفوف السلطة الوطنية الفلسطينية ، في سلك العسكرية والأمن لخدمة الوطن والمواطن ، وبناء الدولة الفلسطينية والمؤسسات وهناك من عمل في الجيش الأردني .
وكان نظرة جميع أبناء القرعان للعيش الحلال وللقمة الحلال وللكسب الحلال ، فكانوا يأكلون من عرق جبينهم فوصل الأبناء إلى كل دول العالم تقريباً ، طلبا للمعيشة الطيبة وطلباً للرزق ، فحملوا معهم دينهم وأخلاقهم ومؤهلاتهم العلمية وصفاتهم وميزاتهم الحميدة التي تغنوا بها ، ورجعوا من الغربة والشتات مرفوعي الرأس ، وأثبتوا بذلك أنهم أبناء حسب ونسب وأدب ودين وخلق ، أخذوها من أبائهم ونقلوها إلى أبنائهم ، فنعم الخلف أبناء السلف ، فبارك الله بمن يأكل من عرق جبينه .
ربما أفقد - ما شئت - معاشي
ربما أعرض للبيع ثيابي وفراشي
ربما أعمل حجاراً ، وعتالاً ، وكناس شوارع
ربما أبحث ، عن حبوب ، في روث المواشي
يا عدو الشمس لكن لن أساوم
وإلى آخر نبض في عروقي سأقاوم
ربما تسلبني آخر شبر من ترابي
ربما تبقى على قريتنا كابوس رعب
يا عدو الشمس لكن لن أساوم
وإلى آخر نبض في عروقي سأقاوم