أصبح المرء منا يبدأ ارسال التهنئة في أوطاننا العربية بيوم الجمعة بتمنياته بأن لا يكون يوما ناسفا، ولأن هذا اليوم غدا موحشا ــ بسبب الدواعش ــ أصبح الانسان في صلاته يشك بأي حركة تصدر ممن يجاوره هل هي طبيعية أم هي حركة للضغط على زر القنبلة الناسفة.!!
ولأن الجمع الماضية سجلت من الجرائم الداعشية ما طاف بالقارات العجوز (آسيا وأفريقيا وأوروبا) فسوف تكون الجمع المقبلات العزوف من الوصول للجوامع خشية من حزام ناسف يحمله أحد المغرر بهم.
وكانت الجمعة الماضية الحدث الملفت في مدينة الطائف، حيث تم القبض على ثلاثة مشتبهين على خلفية عملية أمنية استشهد خلالها أحد رجال الأمن، وطارت وسائل التواصل الاجتماعي بأن أحد الفارين فر وهو لا يزال مرتديا حزامه الناسف مما تسبب في الهرج والمرج..
والملفت أن بعض المشاركين في وسائل التواصل لا يقدر الضرر الذي يحدثه من خلال متابعته للحدث، ففي حادث الطائف تبرع كثير من المغردين ببث صور مباشرة للجنود والمواقع، وهي صور قد تكون مضرة تماما لرجال الأمن المباشرين للحدث كون الصورة معلومة، والمعلومية تفيد الارهابيين المتابعين لكل عملية ارهابية، ومن الاشياء التي تم بثها أيضا المكالمات، وهذا فعل يستوجب المساءلة والتعقيب والعقاب لمن سرب تلك المكالمات ــ أثناء الحدث مباشرة ــ كون تلك المكالمات تعد سرية والاطلاع عليها يفقد رجال الامن مباغتة الارهابيين وربما كانت تلك المكالمات المبثوثة سببا في هروب أحد الارهابيين، وأعتقد أن مثل هذا الفعل يعد من جرائم افشاء أسرار الدولة أو الاستسهال في كشف أمر في غاية السرية.
وإذا التفتنا للمنفذين في عمليات الأحزمة الناسفة نلحظ أن المستخدمين لهذه العمليات ــ في الاغلب الاعم ــ هم في المستوى التعليمي المتدني والذي لا يمكنهم من فرز وكشف زيف ما تعلموه، يضاف إلى ذلك اجتراحهم لسلوك أخلاقي يتم تضخيمه في نفسية المقترف حتى يكون في حالة لوم متواصل تضغط على الفرد منهم وتدفعه للتطهر من آثامه، وهنا يتم تأهيله من قبل المحرضين بإقناعه أن الوصول الى الجنة لن يكون إلا من خلال الحرب على المجتمع الكافر.
عبده خال
عكاظ