دراسة صادرة عن كرسي الأمير مشعل بن ماجد لدراسات وأبحاث قضايا التستر التجاري في جامعة الملك عبدالعزيز وتناقلتها الصحف ووسائل الإعلام منذ فترة مرت مرور الكرام مع أن النتائج التي خرجت بها الدراسة بالغة الأهمية ولها تأثير كبير على سوق العمل السعودي، تقول هذه الدراسة ان ٨٠٪ وهي نسبة عالية جدا بل مفجعة من العمالة المخالفة والسائبة وغير النظامية تعمل في الخفاء تحت ساتر مؤسسات وهمية أيضاً!، بمعنى ان العامل والكفيل كليهما خارج نطاق النظام والسيطرة وهذا مؤشر خطير جدا، فاذا كنا ننادي ونطالب بقوة بتصحيح أوضاع العاملين وتنظيف سوق العمل من هذه العمالة المهدرة لحقوق الوطن ومسيطرين على بعض الوظائف والعمل الشريف لأبنائنا وبناتنا المواطنين ، فاذا بمؤسسات غير نظامية ايضا توظفهم! ولا اظن هذا موجوداً بأي اقتصاد في العالم غير اقتصادنا، ولا يعني اننا بلد خير ومحبة واحتواء للاجانب يشاركوننا العيش الكريم ان نكون بهذه السماجة التي تصل لحد السخرية والاستغلال لمكتسبات ومقدرات الوطن، نحن بلد نرحب بالجميع وأبواب اقتصادنا مفتوحة للجميع ولكن هناك خط أحمر يجب عدم المساس به وهو مخالفة النظام والاستهتار الذي ينعكس على سلب حقوق مواطنينا ووطننا، نتائج مفزعة أوردتها هذه الدراسة منها ان بعض قطاعتنا مثل المقاولات والبناء مختطف بنسبة ٥٧٪!، والتجاري والاستهلاكي والخدمي وبعض المهن والقطاعات الاخرى بنسب مرتفعة جدا تهدر على اقتصادنا اكثر من ٤٥ مليار ريال نحن أحوج إليه ، وللأسف ان ما فاقم هذا الضرر هو ضعف المواطنة والمسؤولية من بعض المتسترين السعوديين الذين للأسف باعوا الوطن وباعوا ضمائرهم بحفنة من الريالات التي يجنونها بهذا التواطؤ المخجل، نتمنى أن تحيا ضمائرهم وتحيا معهم ضمائر تلك الجهات المسؤولة لكي تعيد للوطن حقه المسلوب.
عالية الشلهوب
جريدة الرياض