..... و لو كره الكارهون !

مثلما استغل الأفاقون حادثة الرافعة في الحرم المكي، عادت جوقة الإفك لتعزف من جديد، متخذة مما وقع صبيحة يوم العيد المبارك، في التدافع بمشعر منى وسقوط المئات من الشهداء في الأيام الحرام، فرصة لإظهار الوجه القبيح الذي طالما حاولوا إخفاءه طويلاً.. فينفضح ما في نفوسهم على الملأ دون حياء أو خجل.
تاريخ هذه البلاد الناصع في خدمة ورعاية ضيوف الرحمن، ليس في حاجة لشهادة حسن سير وسلوك من أحد، وما قدمته هذه البلاد قيادة وحكومة وشعباً، ابتغاء وجه الله، ليس في محل جدال أو مناقشة، ولم يحدث في تاريخ العالم الإسلامي، قديماً وحديثاً، أن سخرت بلد ما كل ما تملك لخدمة كل المسلمين ورعايتهم على الوجه الأكمل، وضمان معيشتهم وتيسير أداء نسكهم مثلما فعلت وتفعل الدولة السعودية منذ مراحل التأسيس على يد المؤسس الملك عبدالعزيز.
وإذا كان البعض قد تحدث عن «مؤامرة» مبيتة، لتشويهصورة المملكة، من قبل قوى إقليمية معروف عداؤها لهذه البلاد وحقدها الدفين على كل نجاح سعودي، فإنه كان مؤسفاً للغاية ومخجلاً ومروعاً أن نشم رائحة من قبل أقلام عفنة، وشخصيات محسوبة على العالم الإسلامي، تطالب بفرض وصاية دولية على الأماكن المقدسة.
وبمثل ما كان مثيراً للتقزز، ما بثته وكالة أنباء فارس، ونسبته للخارجية الإيرانية التي دعت إلى «تسليم إدارة شؤون الحج إلى منظمة التعاون الإسلامي وتستند إلى التدويل سنوياً» كان مشمئزاً للغاية ما بثته قناة تي آر تي التركية، لأحد الشخصيات ومطالبته «بعقد اجتماع دولي لمناقشة تأمين شؤون الحج».. لنجد أنفسنا أمام حالة من الاستعداء الصريح والعلني، والتدخل الوقح بما يقلل من جهود هذه البلاد ويعكسصورة لبعض الخبث الذي يعتمل في نفوس من يدعون «الأخوة الإسلامية» فبدلاً من مشاركتنا في الفجيعة، إذا بهم يحاولون الانتقاص لغرض أشد خبثاً ودناءة.
للأسف، تاريخ إيران في موسم الحج مليء بالخطايا التي لسنا في حاجة لتكرارها، لأنها محفوظة لمن يبحث، وللأسف الشديد فإن إيران بالذات هي آخر دولة يمكنها التحدث عن الإسلام، لأنها وهي التي أباحت لنفسها زرع الفتن والقلاقل ونشر المذهبية، هي التي ترعى كثيراً من التنظيمات الإرهابية، وما «حزب الله» أو مشاركتها في جرائم قتل وإبادة الشعب السوري، أو رعايتها ومساندتها لجماعة الحوثيين في اليمن، إلا ما ظهر على السطح من سياسات رعناء انتشرت منذ ما يُسمى الثورة الإسلامية قبل أربعة عقود تقريباً.
ولكن هيهات أن تنال مثل هذه النفوس المريضة من تقدير عالمي كبير للجهود السعودية الكبيرة والمستمرة والتي لن تزيد إلا خدمة وتفانياً للبقاع المقدسة.
ستظل الدولة السعودية هي حامية الحرمين الشريفين، وستظل هذه القيادة وهذا الشعب هو الخادم المخلص لكل ضيوف الرحمن، وستظل المملكة قيادة وشعباً هي صاحبة المسؤولية الأرفع بالأعمال والإنجازات، وليس بالشعارات وبالسياسات الخبيثة المغرضة.. ولو كره الكارهون.
ولعل رمز هذا الوطن الملك سلمان بن عبدالعزيز أعلن عن ذلك الموقف وباعتزاز أمام ضيوف بيت الله قبل أيام وكانت تلك الكلمات من المليك تبين التوجه السعودي من أجل خدمة الإسلام والمسلمين وأن خادم الحرمين الشريفين يتشرف أن يكون هذا اللقب وساماً على صدره وعلى شعبه الذي يفخر أنه يخدم الحرمين الشريفين بكل اعتزاز وشرف.
يا سادة نحن واثقون بما نفعل لخدمة الحرمين الشريفين ولن نلتفت لمثل هذا الدجل الذي يردده ضعفاء النفوس والبعيدون عن الإسلام

محمد الوعيل
جريدة الرياض