هيام المفلح
لأنني لا أحب الفشل فقد تأثرت كثيراً بفكرة "حفل التأبين" الذي أقامه صاحب أحد المطاعم في مدينة جدة في منتصف هذا الأسبوع.
كم هو مؤلم أن يقرر مستثمر إقامة حفل تأبين لإعلان فشل منشأته الصغيرة وإغلاقها.. بعد مرور عام واحد - فقط - على إقامته لحفل افتتاحها!
من يتابع الإعلانات في الشوارع والصحف سيدرك كمية المشاريع التي تغلق وتقيّد "للتقبيل" يومياً، بعد أيام أو أشهر من افتتاحها!
لماذا تفشل مشاريعنا الصغيرة؟..
ولماذا نبادر إلى اتخاذ قرار إغلاقها وإلغائها بعد زمن قصير من ولادتها؟
والأهم أن نعرف جواب سؤال مفصلي:
أيهما أصوب: أن نحارب بشتى الطرق لأجل إصلاح المنشأة وسد ثغراتها.. أم نستسلم لقرار حازم يعلن وفاتها؟
أتمنى من المتخصصين أن يجيبونا عن هذه الأسئلة، وأتمنى من كل مستثمر صغير أن يدرس إجاباتهم ويستوعبها قبل أن يقدم على افتتاح مشروعه الخاص.
وبالنسبة لصاحب المطعم المذكور لا أدري إن كان قد درس مشروعه قبل أن يفتتحه، وإن كان درس جوانب قرار إغلاقه قبل تأبينه.. كل ما أعرفه أنني، عندما تفرجت على حفل تأبين مطعمه عند بثه عبر قناة العربية صباح يوم الأربعاء، تذكرت كبير الطهاة الشهير "جوردون رامزي" نجم البرنامج التلفزيوني البريطاني "كوابيس المطبخ"، وتمنيت لو لجأ له صاحب المطعم لمحاولة إنقاذه قبل أن يقفله!
ورامزي هذا - لمن لا يعرفه - يعتمد في برنامجه على التوجه إلى المطاعم الفاشلة، ويحاول إصلاح أمورها، فتتحول خلال أسبوع واحد إلى مطاعم ناجحة.. بقدرة قادر!
وأنت كمشاهد حين تتمعن في الأمور التي يلتفت إليها رامزي ويناقشها ويصلحها ستدرك أن عالم الأعمال يحتاج منك - كمستثمر - إلى الاهتمام بأدق التفاصيل.. ومنها ما لا يخطر لك على بال.
نحتاج إلى وجود استشاريين مختصين في بلدنا - من أمثال رامزي - نلجأ إليهم عند فشل مشروعاتنا الصغيرة، وقبل الإقدام على اتخاذ قرار إغلاقها وتأبينها..
ألا ترون معي أن القيام بمثل هذه المسؤولية يقع على عاتق الغرف التجارية؟