رسالة معلم التربية الخاصة
إن رسالة المعلمين – بمن فيهم معلمو التربية الخاص – لا تنفصل عن الرسالات السماوية التي تهدف إلى إخراج الناس من الظلمات إلى النور – بإذن ربهم – و هدايتهم إلى سبيل الحق و العدل والخير ، و ترجع أهمية مهنة المعلم إلى أنها تتحكم في مصير الجيل الصاعد ، و تقرر ما سيكون عليه في مستقبل إي أمه من الأمم ، فإن وجهت توجيهاً رشيداً فهناك المجد و الشرف الرفيع في الانتظار .
فطبيعة عمل المعلم تغذية عقول الناشئة بالعلم ، و صقل نفوسهم بالمعرفة ، و تهذيب طبائعهم بحسن التوجيه ، و القدوة الحسنة ، إلى جانب تقوية أجسامهم بالرياضة ، و تربية وجدانهم و ذوقهم بمزاولة مختلف الفنون و الفعاليات المدرسية ، و عمل كهذا يحتاج إلى معلم يتمتع بعلم نافع و خلق كريم ، و عمل متواصل ، وصبر دءوب ، وتحمل للمشقة في سبيل تنشئة الجيل الصاعد ، وبقدر ما تتوفر تلك الصفات في المعلم بقدر ما يكون نجاحه في أداء رسالته .
و إذا كانت منظمة اليونيسكو قد اكتشفت أخيراً في عام 1994 م أهمية دور المعلم و نادت بتكريمه و الاحتفاء به تقديراً لجهوده فإن سياسة التعليم بمملكتنا الحبيبة المعتمدة بقرار مجلس الوزراء الموقر رقم 779 و تاريخ 16/9/1389هـ ( 1969م ) قد تضمنت مبادئ عديدة تظهر أهمية دور المعلم و تقدر جهده ، حيث نصت المادة 169 على ما يلي : " يوضع للمعلمين ملاك خاص - كادر - يرفع من شأنهم و يشجع على الاضطلاع بهذه المهمة التربوية في أداء رسالة التعليم بأمانة و إخلاص و يتضمن استمرارهم في سلك التعليم " .
و لم تكتف الدولة – أعزها الله – عند هذا الحد ، بل أقرت سلماً خاصاً لشاغلي الوظائف التعليمية اعتبارا من 1/7/1402 هـ ( 1982م ) و يتميز هذا السلم بزيادة في الراتب الذي يتقاضاه المعلم عن نظرائه من موظفي الدولة الآخرين بحوالي 20 إلى 30 % و ذلك لقناعة الدولة بما للحوافز المادية و المعنوية من دور بارز في تحفيز المعلمين لتقديم المزيد من البذل و العطاء و الإخلاص في تأدية عملهم .
و في إطار اهتمام حكومتنا الرشيدة – أيدها الله – بمعلمي التربية الخاصة الذين يعملون في ميدان المعوقين فقد صدر القرار رقم 142 في 27/5/1399 هـ بشأن ، منح العاملين في ميدان المعوقين علاوة تخصص بنسبة 30 % للمتخصصين في حقل المعوقين ، و 20 % للعاملين فيه من غير المتخصصين ، و ذلك تشجيعاً للمواطن السعودي على العمل في هذا المجال ، و تقديراً لما يلاقيه المعلم من صعوبات كبيرة في التعامل مع المعوقين و إيصال المعلومة لهم ، فالتعامل مع المعوقين ليس بالأمر اليسير و إنما يتطلب مهارات خاصة ، و كثير من الجهد ، و الصبر و المثابرة .