صرخة الملكة رانيا
د. هاشم عبده هاشم
@@ يمثل الاعتراف بأحقية المرأة العربية بالمشاركة الكاملة في تنمية المجتمعات وتطويرها، إشكالية كبيرة.. ومعقدة ..
@@ ولا يبدو أن التوصل إلى هذا الاعتراف ممكن في المدى القصير بالرغم من تزايد فرص نمو مشاركتها في العمل بكل مستوياته بعد أن أثبتت أنها تمتلك كل ادواته ومقومات نجاحه إن على المستوى العلمي.. أو على المستوى الشخصي والإداري ..
@@ وقد أعجبتني كلمة عقيلة ملك الأردن.. الملكة رانيا.. في الندوة السادسة للتعليم والتقنية بكلية "عفت" بجدة والتي جرت تحت رعاية الأمير خالد الفيصل في مطلع هذا الأسبوع حيث قالت:
@@ "هذا العصر ليس عصر التقنية فقط.. بل عصر الرؤية والفكرة الخلاقة.. مؤكدة أن النساء أساس التنمية".
@@ الملكة أضافت قائلة: "عندما يتحدثون عن الاختلاف بين الشرق والغرب يستشهدون في معظم الأوقات بوضع المرأة العربية، كيف أنها مقموعة، غير متعلمة، غير مشاركة، ليت كل مشكك في وضع النساء العربيات يلتقي طالبات هذه الكلية كما التقيتهن منذ قليل، ليتهم يستمعون إلى طالبات عفت، إلى منطقهن وسعة مداركهن".
@@ وقالت أيضاً: "عندما نتحدث عن تمكين المرأة يعارض البعض ذلك بشدة وكأن إعطاء المرأة حقوقها يعني أنها ستخرج عن العادات والتقاليد والأعراف وتبدأ بالتشبه بالغرب.. إن لدى المرأة العربية المقومات لإنتاج أغلى سلعة في العالم وهي الفكرة.. ويستطعن تغيير الصورة النمطية عنهن ولديهن القدرة على خط مسارهن بأيديهن ..
@@ قالت هذا الملكة رانيا.. وتؤكده الكثير من الشواهد والأرقام ومواقع المسؤولية المتقدمة التي تشغلها المرأة في كل مكان من هذا العالم..
@@ وعلينا أن نتحرر من عقدة الخوف عليها.. وعدم الثقة بها.. وخطأ النظرة إليها
@@ ذلك أن عقدة الخوف.. ولوثة عدم الثقة.. وخطأ النظرة هي جزء من ثقافة متحيزة.. ثقافة عاطفية.. وغير مستوعبة للهدف والغاية من إعمار الإنسان لهذا الكون
@@ فالإنسان رجلا كان أو امرأة.. هو مجموعة من الطاقات.. والإمكانات.. والقدرات.. وعلى الدول والمجتمعات أن تستثمرها وتسخرها لخدمتها.. بعيداً عن "التصنيفات" أو "التقسيمات" أو "التوجسات" التي تعطل نصف المجتمع البشري وتشل حركته.. بل وتعمل على إلغائه..
@@ وليس هذا فقط
@@ بل إن هذا "الفاقد" لن يكون عبئاً وحيداً على مجتمعات الدنيا بل سيكون ايضاً مصدر خلل في توازن حركتها.. إن على المستوى الاقتصادي أو الأمني أو الفكري ..
@@ إن الحاجة ملحة إلى ميثاق عمل عربي مشترك.. يقوم على رؤية علمية صحيحة وجديدة.. لاستثمار الكفاءة البشرية بأعلى طاقة ممكنة بصرف النظر عن الجنس أو الفكر أو الهواجس غير المشروعة.. وإلا فإننا سنواجه بعد مدى زمني قصير.. حالة اجتياح لمسلّماتنا خارجة عن إرادتنا.. بفعل تمدد "الطوفان" العولمي.. وسوف نجد أنفسنا عندها أمام خيار واحد.. لم نتهيأ له بدرجة كافية.. في الوقت الذي كنا نستطيع - بشيء من الإدراك الصحيح لمتغيرات هذا العصر - أن نتجنب كل هذا.. ونوائم بين ثقافتنا وبين متطلبات هذا العصر بشكل علمي.. وواقعي.. وبصورة متدرجة وسليمة.
@@@
ضمير مستتر : @@ (لاشيء يعطل مسيرة الإنسان.. أكثر من عجزه عن استخدام قدراته العقلية بشكل صحيح).