بقلم : د. عبدالعزيز بن علي المقوشي
أطباء يدخلون المملكة بتأشيرات رعاة أغنام وسباكين!! وهيئة التخصصات الصحية تكشف عن 500شهادة صحية مشكوك فيها!! وقبلها كشفت جهات أكاديمية عن شهادات أكاديمية مزورة لعاملين وعاملات في القطاع الأكاديمي!! هذه المعلومات تشير إلى أن أهم عنصرين محوريين في حياة الناس يتم التلاعب بهما في وضح النار فبناء فكر أبنائنا وعلاج أجسادنا طالتهما يد الهدم من خلال هذه الوثائق المزورة.. والسؤال المهم كيف يتم ذلك في وطننا؟!
@ وخلال هذا الأسبوع أيضا نشرت إحدى الصحف المحلية تقريرا يشير إلى معاناة جديدة للمزارعين مع وقود الديزل الذي تتم تغذية مزارع النخيل من خلال مكائن جلب المياه التي تعمل به وألقى المزارعون باللائمة على متلاعبين وخالقين لأزمات الزراعة والمزارعين في المنطقة وقال نائب رئيس اللجنة الوطنية للتمور والنخيل في مجلس الغرف السعودية إن شركتنا الوطنية (الأم) "أرامكو السعودية" ستكون على قائمة المطالبين بالتعويض للمزارعين الذين تسببت الأزمة الحالية في تعرض مزارعهم للعطش والنقص في إمدادها بالمياه وقت ذروة الصيف وجني المحاصيل الزراعية!! مشيرا إلى أن استمرار المشكلة قد يميت مزارع النخيل وبالتالي يكبد المزارعين والوطن خسائر جمة!! وأوضح رئيس مجلس إدارة الجمعية الزراعية بحائل أن مزارعي المنطقة عازمون على رفع شكوى وطلب تعويضات ضد من اختلق أزمة محروقات الديزل وعلى رأسهم شركة أرامكو التي تسببت في نقص حاد وفتحت سوقا سوداء لبيع الديزل مما عرض مزارعي البطاطس في المنطقة لخسائر فادحة تقترب من خط "الكارثية" !!
@ وعند الفراغ من قراءة التقرير تساءلت.. هل شركتنا الوطنية الكبرى "أرامكو" بدأت العمل بالسعودية هذا العام؟ الأمر الذي يجعلها قليلة الخبرة والدراية باحتياجات الوطن ومواطنيه!! ثم تذكرت أنها قد احتفلت قبل عدة أشهر بمرور 75عاما على إنشائها الأمر الذي جعل أحد المزارعين يعتبر نقص إمدادات الديزل هدية منها لمزارعي الوطن بمناسبة ال( 75عاما)!!
@ وزارة الشئون الاجتماعية تعلن عن اختلاسات من مستحقات الضعفاء والمساكين والأيتام والأرامل ومستحقي الضمان الاجتماعي!!
@ استقبلت وزارة التربية والتعليم والجمعية الوطنية لحقوق الإنسان وهيئة حقوق الإنسان برقيات عديدة من معلمات حملة المساواة!! وفتشت بعد قراءة الخبر الذي نشرته صحفنا المحلية عن سبب عدم المساواة "من أصلها" فلم أجد له موقعا في نظام الخدمة المدنية أو غيره.. الأمر الذي يجعل الواحد منا يستعجب من حدوثه ويستعجب أكثر من عدم معالجته عاجلا دون حاجة المعلمات أو المعلمين لحملات وبرقيات وجهود مضنية للحصول على حقوقهم المشروعة والمكفولة لهم نظاما!!
@ عامل أجنبي لا يزيد راتبه الشهري عن 1000ريال على أكثر تقدير يقوم بتحويل مبالغ تزيد عن المائة ألف خلال العام الأول من وصوله للمملكة!!
@ هيئة سوق المال تحقق في 3000شكوى وأكثر من 280مخالفة للنظام.. كما تسحب ترخيص إحدى الجهات الاستثمارية الكبيرة التي ارتبط بها دون أدنى شك آلاف المواطنين والمقيمين رغبة في استثمارها لأموالهم بالطريقة المناسبة!!
@ عمالة منزلية وأخرى تتبع لمنشآت القطاع الخاص تهرب من مكفوليها لحظة وصولها الأراضي السعودية وتبقى بالوطن مددا متفاوتة قد تصل في كثير من الأحيان إلى السنوات.. تعمل بصورة غير نظامية وتقوم بتحويل أموالها ثم (عندما تحن إلى موطنها) تسلم نفسها للسلطات التي تتكفل مشكورة مأجورة بدفع تكاليف سفرها سالمة معافاة!! وبعد استمتاعها هناك تعود مرة أخرى للمملكة.. وكأن شيئا لم يكن!!
@ هذه الظواهر تحتاج في نظري إلى وقفة تأمل ومحاولة لفهم المتشابك منها وجديرة حقا ببحث آليات المعالجة، فلا نريد أن نخرج من مشكلة فنقع بالأخرى.. والرأي لكم.