بقلم / سعد الدوسري
منذ فترة طويلة، وحينما لم يكن لدينا جمعية للأطفال المتوحدين، كنت أساهم مع مجموعة من المهتمين بالمطالبة بوجود جمعية لهذه الفئة الغالية على قلوبنا والذين يعانون، هم وذووهم، أشد المعاناة من هذا التغير الصحي الذي لم يجد له العلم علاجاً بقدر ما أوجد له انماط تعامل وتعايش، أي أن المسؤولية الأولى والهم الأكبر سيكونان على الوالدين في تعاطيهم مع ابنهم المتوحد أو ابنتهم المتوحدة.
اليوم وبعد أن صارت لدينا جمعية تحمل اسم التوحد كشعار لعملها، ماذا استفدنا؟! بعض أولياء الأمور يقول ان الجمعية اسهمت قليلاً في خدمة الأطفال المتوحدين، لكن الغالبية العظمى من الآباء والأمهات يؤكدون أنهم لم يستفيدوا من هذه الجمعية شيئاً : هل لأنها في بداياتها؟! هل لأن العاملين فيها لم يتفهموا خصوصية دورها؟! هل لأن الأشخاص الذين تم اختيارهم لوضع أو تنفيذ خططها ليست لديهم خبرة او كفاءة؟! إن من الطبيعي أن يكون هناك خلاف على دور أي منشأة، لكن من غير الطبيعي أن نقف أمام هذا الخلاف مكتوفي الأيدي، وأن يكون من يفترض أن يستفيدوا من هذه المنشأة هم الضحية. وعموماً القضية لاتحتاج أكثر من جلسة مصارحة ومكاشفة يتم بعدها معرفة مواطن الخلل ومكامن المسؤولية.