حدثني قريبي عن استيائه لحال الممشى القريب من منزله فهو كما يقول يدخن كل يوم تدخيناً سلبياً بسبب بعض الشباب ويتحمل سلوكهم العابث واللامسؤول وإلقاءهم للنظرات والكلمات يميناً ويساراً، فتحوّل الممشى من فرصة للتخفيف من ضغوط الحياة والنزهة الصافية والهدوء إلى وقت لرفع الضغط وتعريض الصحة للخطر.
ولو تأملنا الرياض مثلاً لوجدناها مدينة مغلقة في وجوه الشباب العزّاب خصوصاً، فلم يجدوا بداً من المطاعم والمقاهي وحينما افتتحت حدائق الأحياء ومسارات المشي وجد الشباب فرصتهم بالتغيير فاتجهوا إليها، فالمشكلة ليست وجود هؤلاء الشباب فقط بل في استهلاكهم لهذه الأماكن بطريقة سلبية تؤذي بقية المرتادين ولاتمنحهم الارتياح.
لو تأملنا هذه الظاهرة بصورتها هذه أو أي صورة من صور فراغ الشباب لوجدنا أن الجهات المسؤولة تتحمل جزءاً من تبعات هذه السلوكيات؛ فالبلاد تفتقد للأنشطة الاجتماعية التي تشرك الشاب وتساعده على دعم تنمية مجتمعه. فصيّرنا الشباب آلات عبث وإزعاج بدلاً من كونهم طاقة للنهوض.
نظرة أخرى من رعاية الشباب أو من وزارة الثقافة والإعلام للموضوع كافية بتحريك هذه القوة الشبابية باتجاه إجابي جداً.. حدث في إحدى الجامعات السعودية أن أجريت مسابقة (الكلية القارئة) ، وفرت اللجنة المنظمة للمسابقة الكتب وصندوقاً يضع فيه الطالب اسم الكتاب الذي قرأه والكلية التي ينتمي إليها وزمناً محدداً يتنافس فيه الطلاب على قراءة أكبر عدد ممكن من الكتب ، وبعد فرز الأوراق تقرر اللجنة العدد الأكبر ولأي كلية ينتمون ويتم تتويجهم باللقب .. مسابقة كهذه حيوية ومفيدة وترفع من مستوى وعي الشباب لماذا لا تجد مكانها في المساحات الحرة في بلادنا؟ في الحدائق والمتنزهات بدلاً من تركهم في فراغهم الكبير ثم لومهم على العبث!.
بقلم آلاء البراهيم
في الممشى .. شباب عابث و دخان
العرض المتطور
