جنَ جنون الغرب حينما سمعت أن دبي سوف تصبح مدينة سياحية إكبر من لندن وإي مدينة إخرى, لذلك تعجب الغرب والعالم كيف أصبحت دبي مدينة الصحارى والجمل والبدو إكبر سياحياً من مدينة الطبيعة والمملكة العظمى وعاصمة الثقافة والادب العالمي والمعمار الرائع. وهذا والأعلام الغربي معروف بتصوير الأسلام والعرب على إنهم ما زالوا يعيشون في الخيم, ويسافرون بالجمل, ويربون الأغنام. وهذا ما تتصوره الشعوب الغربية فعلاً, فحينما إعطي كم صورة إلى الغربي لدول الخليج والأردن وسوريا والمغرب ولبنان والعراق ومصر وماليزيا وإيران, وهو يرى الطبيعة الخضراء والشلالات الرائعة والجبال العالية والصحارى الكبرى والمباني الشاهقة, يتعجب ويستغرب ويقول لي:”هل هذه دولة العرب؟”, ومعروفين عن غالبية الغرب إنهم يملكون غباء جغرافي, فيرون كل مسلم سواء فارسي, كردي, إفغاني, تركي, عربي. إنه من دولة العرب الأرهابية, مع العلم العرب ما زالوا متفرقين, وليس عندهم إي دولة تجمعهم, فقط جامعة الدول العربية وهو تجمع الحكام العرب لحماية كراسيهم.
لا أبالغ إذا قلت إن الغربيون بدئوا يحلمون في العيش والأستقرار في الأمارات العربية المتحدة, وبل يودون تعلم اللغة العربية. ولا أبالغ أيضاً إذا قلت إن من سبب دبي أصبح الغربيون يحبون الأغاني الخليجية, ويدخلون على المواقع العربية لسماع الأغاني العربية, رغم إنهم لا يفهمون اللغة العربية, إو اللهجة الخليجية.
لذلك هل لندن والغرب سيقفوا صامتين هكذا دون تكلم وحركة, وهم يرون دولة عربية إسلامية تهددهم في الأقتصاد السياحي العالمي؟ بالطبع لا, فلا يوجد إلا حل واحد, وهي الشماعة التي تأخذها أمريكا دوماً إلا وهي منظمة القاعدة. فكيف تقوم أمريكا بتشويه السياحة في دبي؟ هو إن تحذر رعاياها والسياح الأجانب جميعاً بعدم الهجرة إلى دبي إو عمان إو إسطنبول إو القاهرة إو الدار اليضاء إو بيروت بسبب تهديدات “جماعات متطرفة” بأستهدافهم.
الحقيقة أتمنى أن أعرف من أمريكا في إي يوم أستهدفت “القاعدة” السياح الأسرائليين والأجانب في الدول العربية والأسلامية؟ نعم, أستهدفت القاعدة السفارت الأجنبية حينما قتلت الحراس الأمنيين, والمواطنين, وبقى الموظفين الأجانب على قيد الحياة. نعم, أستهدفتهم حينما قتلت عمال وموظفين عرب يعملون في مدن سياحية, وبقى السياح على قيد الحياة بسبب الحماية الأمنية المشددة, والرعاية الفائقة لهم.
أوليس شماعة القاعدة التي تتخذها أمريكا هو لتشوية المسلمين والعرب؟ أوليس ”منظمة القاعدة” كذبة أمريكية لأخافة الغرب والعالم من المسلمين؟ هل أضر اسامة بن لادن يوماً الغرب مثل ما أضر المسلمين والعرب يومياً بقتلهم بالمفخخات والمتفجرات وأضافة إلى تشوية الأسلام المتسامح؟
فـأي منظمة قاعدة في دبي يا أمريكا وبريطانيا؟ فلم أسمع يوماً بتفجيرات القاعدة في دبي, فهل جاءت منظمة القاعدة الأن بالتحديد لأستهداف سياحكم؟ فهل هذا يصح يا أمريكا وانت تقومين بتشويه بلد سياحي كبير, وبلدان سياحية فقيرة أخرى تعيش على كم قلعة أثرية بناها اجدادهم منذ زمن, لمجرد انك سمعت تهديد خطير من أحد إتباع القاعدة عن طريق الأنترنت, إو غيره. ثم إنَ القاعدة لا تستهدفكم إلا عن طريق السياحة العربية والأسلامية؟, فهل القاعدة لا تستطيع أن تستهدف الشعب الأمريكي وهم في بيوتهم؟ لماذا إذن الأمارات والدول العربية والأسلامية بالتحديد؟ فهل الأمارات دولة غير أمنة للسياح الأجانب, رغم كثرة الدوريات الأمنية المتشددة لأجل حماية السياح الأجانب, علماً هذا ليس موجود حتى في الدول الغربية لأجل حماية السياح العرب والمسلمين؟!
إذن المسئلة ليست مسئلة خوف على رعاياها, بل هي مسئلة خوف على سياستها المعروفة بتشوية صورة المسلمين. وهي في ما تقوم به هو ليس إلا أن تقول للغربيين:”أن المسلمين والعرب ما زالوا أرهابيين, وسيبقون هكذا, فلا تذهبوا إليهم”.
السياحة في الوطن العربي والأرهاب
العرض العادي
