هذا هدهد سليمان لما غاب في جولة من جولاته فاجأه منظر منكر من أفظع المنكرات,وغواية من أضل الغوايات:أناس يسجدون للشمس من دون الله فيرجع الى سليمان منكر بقلبه ولسانه, طالباً الى ولي الامر ان يغير بيده عرض الفساد الاجتماعي فقال(وجدت امرأةً تملكهم).وحلل سبب ذلك في قوله(وأوتيت من كل شيء ولها عرش عظيم). وعرض الفساد العقائدي فقال(وجدتها وقومها يسجدون للشمس من دون الله).وحلل سبب ذالك في قوله(وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل فهم لايعتدون).ثم أردف متعجباً(ألايسجدوا لله الذي يخرج الخبء في السموات والأرض ويعلم ماتخفون وما تعلنون).سبحان الله: هذا هدهد صغير علم وجوب الدعوة وفرضية الأمر والنهي فطرة لااكتساباً وبداهة لاتعلماً وغيره من البشر يناقشك الساعات الطوال والأيام العجاف, يطلب إليك ان تبرهن له على فرضية الدعوة ووجوب التبليغ.
علم الهدهد هذا وعمل بمقتضاه فكافأه الله بأن أنقذه من الذبح وجعل إيمان أهل اليمن كلهم على يديه وجعلهم بحسناتهم في ميزانه بل وكرمه بأن نهى عن قتله,قال القرطبي(لما كان الهدهد داعياً الى الخير وعبادة الله وحده والسجود له.نهى عن قتله)). فإن النبي صلى الله عليه وسلم (نهى عن قتل الصرد والضفدع والنملة والهدهد).
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
اخوكم: ابوعمــــــر