وزير الخارجية المصري في أول زيارة للعراق منذ "غزو الكويت"
أبو الغيط أول وزير خارجية مصري يزور العراق منذ 1990
القاهرة، مصر (cnn)-- في أول زيارة من نوعها منذ أكثر من 18 عاماً، وصل وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط إلى العاصمة العراقية بغداد الأحد، يرافقه وزير البترول سامح فهمي، في زيارة مفاجأة، هي الأولى منذ حرب الخليج الأولى (غزو الجيش العراقي لدولة الكويت في عام 1990).
كما تُعد زيارة الوفد المصري هي الأولى على المستوى الوزاري منذ إغلاق مصر سفارتها في بغداد، قبل ما يزيد على ثلاث سنوات، في أعقاب اختطاف واغتيال السفير المصري إيهاب الشريف منتصف عام 2005.
وأكد المتحدث باسم الخارجية المصرية، حسام زكي، إن الوزيرين اللذين وصلا إلى بغداد على رأس وفد رفيع من وزارتي الخارجية والبترول، سيجريان محادثات مع عدد من المسؤولين العراقيين، في مقدمتهم رئيس الوزراء نوري المالكي، ونظيريهما في الحكومة العراقية.
ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط عن المتحدث باسم وزارة الخارجية قوله إن الزيارة، التي تستغرق يوماً واحداً، تهدف إلى " تكريس التواصل الرسمي بين البلدين، وإبراز الاهتمام المصري عال المستوى بالعراق الشقيق، وبالتطورات والأحداث التي يشهدها في مختلف المجالات."
ويُعتقد أن الزيارة تهدف أيضاً إلى بحث المسائل الخاصة بإعادة فتح السفارة المصرية في العاصمة العراقية، خاصة في ظل التحسن الأمني الذي بدأت تشهده بغداد، وبعد أن قامت عدة دول عربية بفتح سفاراتها هناك.
وفي بغداد، التقى وزير الخارجية هوشيار زيباري، نظيره المصري أحمد أبو الغيط، فيما أكدت مصادر عراقية أن مصر سوف تُعيد فتح سفارتها بالعراق، مشيرةً إلى أنه يجري البحث عن أفضل موقع لمقر السفارة.
روابط ذات علاقة
وذكرت المصادر أن المحادثات، التي ضمت أيضاً وزيري البترول العراقي حسين الشهرستاني والمصري سامح فهمي، أكدت على "متانة" العلاقات بين الجانبين، وأنهما يرغبان في تعزيز العلاقات الدبلوماسية بينهما من خلال تبادل السفراء.
كما كشفت المصادر العراقية عن أن الوزيرين المصريين سوف يلتقيان في وقت لاحق الأحد، رئيس الوزراء نوري المالكي، وكذلك رئيس الجمهورية جلال طالباني.
وكانت سوريا قد أعلنت في منتصف سبتمبر/ أيلول الماضي، عن تعيين محافظ "القنيطرة" السابق، نواف عبود الفارس، كأول سفير لها في بغداد، في خطوة قالت دمشق إنها "تمهد لعلاقات طبيعية" بين الجارين العربيين.
وفي يونيو/ حزيران 2008، أعلنت كل من مملكة البحرين ودولة الإمارات العربية المتحدة عن إعادة فتح سفارتيهما في العاصمة العراقية.
وكانت الأردن أول دولة عربية، بعد إغلاق السفارة المصرية، ترسل سفيراً معتمداً إلى العراق، في أغسطس/ آب 2006.
يُذكر أن الولايات المتحدة لطالما دعت الدول العربية المجاورة للعراق للارتقاء بعلاقاتها الدبلوماسية مع بغداد إلى مستوى السفراء، بدلاً من الاكتفاء ببعثات دبلوماسية يديرها موظفون أقل من مرتبة السفراء، باعتبار ذلك شكلاً من أشكال الدعم الرسمي للنظام العراقي الجديد.
غير أن الدول العربية تراجعت أمام العنف في العراق، وجراء القلق الذي ينتابها من طريقة تعامل الحكومة العراقية، ذات الأغلبية الشيعية، مع الأقلية السنية، وعلاقتها الوثيقة مع طهران.
__________________