الثقافة الاستهلاكية

مما لا شك فيه أن ثقافة الاستهلاك هي من منتجات العولمة.. وهذه الثقافة تشمل جميع قطاعات حياة الأفراد والجماعات لا فرق بين الغني والمتوسط الدخل سوى نوعية هذه السلع فبينما تتوفر السلع المرتفعة الثمن لشريحة الأغنياء خصوصاً ما يرتبط بالمسكن والملبس ونوع الأغذية نجد أن ما ينفق منها يكفي متوسطي الدخل.. في مجتمعاتنا العربية والخليجية على وجه الخصوص نجد أن هناك ترفاً منقطع النظير يبدأ من المسكن والأثاث والسيارات الفارهة ولا ينتهي عند المجوهرات التي قيمة قطعة منها تكفي لاعالة ربما 10.000أسرة متوسطة الدخل!!
والمذهل أن هذا الاستهلاك للسلع الكمالية يمثل استنزافاً لثروة المجتمع وليس فقط ثروة الأغنياء لأن قيمة هذه السلع تذهب إلى مواطن تصديرها لا إلى مجتمعاتنا ولا تعود بالفائدة عليها.. ولنأخذ نمط أنواع الحلوى الفاخرة جداً والتي نجد فيها ارتفاعاً في السعر يتزايد بتزايد محلات بيعها وكأن هناك سباقاً محموماً للمناظرة بين من سيشتري بالسعر الأعلى الذي قد يتجاوز الألف ريال للكيلو منها ولا بأس بتغليفها باسم الشخص طالب الحلوى!! أو حتى تغليفها ببعض الماركات المشهورة في الأزياء!!

من يتذوق الطعم لهذه القطع يجدها لا تختلف عن مثيلاتها من ذوات السعر بثلاثمائة أو مائتي ريال للكيلو!! ولكن عنصر (المفاجأة في ثقافة الاستهلاك) يغشى الأبصار ويفتح الجيوب للصرف على حلوى قد لا تؤكل!! من يقارن ما يتم صرفه في هذه السلع في مجتمعاتنا الخليجية وما يصرف عليها في الدول المصدرة لها ستذهله النتائج!! ذلك أن عقلية المستهلكين هنا غير واعية ونصف جاهلة!! حتى لو كانت هذه العقلية لرجل أو امرأة يحمل أي منهما شهادة عليا أو مركزاً وظيفياً ما في المجتمع..

@@ مصدر مناقشتي لهذه الجزئية هو مااصبحنا نعيشه في مجتمعاتنا من عمليات (تكديسية) لسلع لا تسمن ولا تغني من جوع.. بينما في المجتمع قضايا مصيرية أهم تتطلب صرف هذه الأموال إليها سواء على مستوى التنفيذ أو التدريب أو التوعية المجتمعية.. ولابد من توجيه عقلاني لبعض هذه الأموال إليها.. فالأموال في يد من لا يحسن صرفها في قنواتها الأصلية وهي وبال ليس عليه فقط، بل على المجتمع بشكل عام..

ومهم ايقاظ نزعة (الوعي الحقيقي) بماذا تعني سلبيات ومخاطر هذه الثقافة الاستهلاكية التي أصبحت كالحمى تجتاح الصغار والكبار ولا تتوقف عند الحلوى والمجوهرات أو حقائب اليد بل امتدت إلى كل جزئية من الحياة المجتمعية.. ولنتابع أنواع المعارض التي تقام في بعض الدول الخليجية خصوصاً في الجانب الرفاهي وليس الجانب الصناعي مثلاً.. سنجد ارقاماً خيالية تسحب أرصدة مالية إلى مخازن وأرصدة الشركات الأجنبية التي تتفنن في نوعية المعروض ووسيلة العرض!!

قد يقول أحدهم.. كل إنسان له حرية التصرف بماله يصرفه أين ما يريد وكيفما شاء.. قد نقبل هذا الرأي في أي نظام رأسمالي أما في التشريع الإسلامي فهناك محاسبة لكل فرد منا على كل قرش من أين اكتسبه وفيمَ أنفقه..

هذه المعادلة هي التي يفترض أن تكون ضمن ثقافتنا الشرائية وليس الاستهلاكية!! ثم إن مساحات التعليم والعلم افترشت قطاعات نسائية ورجالية بأعداد كبيرة.. فلماذا لم يؤثر هذا العلم في مناطق الوعي الخاصة بهذا الجانب؟؟..

كيف نفهم (التحديث) في قراراتنا الاجتماعية والصناعية والسياسية ونتغاضى عنه في هذا الجانب الأهم؟!!

كيف يتم انتقاد بعض العادات والتقاليد وتعتبر من معوقات التنمية وهذا الجانب المرعب لا يتحدث عنه من يقومون بعمليات الانتقاد والتقييم؟!

@@ إنها أسئلة عديدة تدق في جدار الوعي؟! ويفترض أن يكون هو الوعي الحقيقي وليس الزائف!!

د. نورة خالد السعد

اخي الفاضل الآتي الاخير

اشكرك علي هذا الموضوع الحيوي المهم

اتفق مع جميع ماذكر ,,, واردد نفس التساؤلات

لك كل التقدير والاحترام

ومهم ايقاظ نزعة (الوعي الحقيقي) بماذا تعني سلبيات ومخاطر هذه الثقافة الاستهلاكية التي أصبحت كالحمى تجتاح الصغار والكبار ولا تتوقف عند الحلوى والمجوهرات أو حقائب اليد بل امتدت إلى كل جزئية من الحياة المجتمعية.. ولنتابع أنواع المعارض التي تقام في بعض الدول الخليجية خصوصاً في الجانب الرفاهي وليس الجانب الصناعي مثلاً.. سنجد ارقاماً خيالية تسحب أرصدة مالية إلى مخازن وأرصدة الشركات الأجنبية التي تتفنن في نوعية المعروض ووسيلة العرض!!
أخي الآتي الأخير شكرا لطرح الموضوع

ريتاج