عبدالعزيز المحمد الذكير
جريدة الرياض
لو قُدّر لنا أن نتقصى بحوث وصناعات وسائل البث والإرسال الهوائي والفضائي، والتواتر والتردد والذبذبات وعلمها، لوجدنا انّ ثمة بحوثاً تُجرى حاليا في الغرب والصين واليابان لصناعة محوّلات تستطيع التشويش على البث الفضائي التلفزيوني.
هذا المُنتج، إذا طُرح، سيجد سوقا مزدهرة ومُربحة.
هناك عملاء من حكومات ومؤسسات وأحزاب و"ميليشيات" في عالمنا الشرقي لا تعجبها الرؤية السياسية والعقائدية والمذهبية التي تبثها هذه القناة أو تلك. وهناك فئات لا تعجبها أخلاق "هذه القناة" أو "بذاءة" هذا البث. ولن يساور المصنعين لذاك المُنتج بأنهم سيجدون الزبائن المحتملين، وبالأسعار المُجزية.
قد يقول قائل باستحالة عملية التشويش تلك. واقول إن حلمنا بالبث الفضائي كان أيضا حلما وخيالا، ثم تحقق مع البحوث ووجاهة المردود.
لا تستعجلوا الأُمور، فكل شيء محتمل إذا وُضع الهدف المادي نصب العين.
تاريخ البث المسموع (الراديو) قال لنا إن الراديو بموجاته الهوائية تخطّى الرقابة. ثم مالبثنا، في الوطن العربي، أن وجدنا أجهزة صُممتء خصيصا للتشويش على الإرسال الإذاعي، وصار المُستقبل المتشوّق الى الخبر وتفاصيله لا يسمع الاّ "ماطوراً" بصوت مُزعج.
كان العراق يشوّش على إذاعات مصر، وكانت مصر تُشوّش على إذاعة بغداد، أثناء محاكمة رجال العهد الملكي بواسطة محكمة المهداوي الذي كان يفتتح جلسات المحكمة بخطب يهاجم فيها الحكم في مصر. سوريا كانت تهاجم العراق، والعراق يهاجم سوريا، هذا يشوّش على ذاك. ولا شك أن تلك المعدّات عالية التقنية لها ثمن، ولا بد من توفير ذاك الثمن والخبرة والصيانة والتشغيل..!!.
قد يأتي خبر مُفرح لمن يبحثون عن وكالات تجارية.
قبل ليال.. لمس المُشاهدون في الرياض تأثّرا واضحا للبث الفضائي في الرياض، أثناء تراكم السحب وكثرة شرر البرق فوق المنطقة. رُبّما زيّنتء تلك الظاهرة للباحثين في المشروع جدوى البدء.