(( سبحان الله العظيم سبحان الله وبحمده ))
الروح تُطرد من الجسد مرتين: طرد نهائي، وطرد مؤقت.
والطرد الموقت لراحة الجسد من التعب وعند نوم الانسان عدد من الساعات يسأل
هل أنت تعبان؟ قال: لا. الحمد لله، اللهم لك الحمد ذهب التعب، ارتاح الجسم في النوم وعادت له
حيويته ونشاطه عن طريق ذهاب الروح، فاقتضت حكمة الله عز وجل أن ينام الإنسان حتى يعيش
الجسد، ويعود مرةً ثانية لمقاومة أتعاب هذه الحياة، ولكن الروح تخرج خروجاً حقيقياً، فلا تبقى
الروح في الجسد، والله يقول: اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ [الزمر:42] يعني: لم
تمت موتاً حقيقياً، فيتوفاها الله أين؟
فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ [الزمر:42]
أي: لا يردها وَيُرْسِلُ [الزمر:42] فمعنى الإرسال أنها قد خرجت، ولهذا يقول الرسول صلى الله
عليه وسلم في الحديث -وهو متفق مع الآية
- : (إن أمسكت نفسي فارحمها، وإن أرسلتها فاحفظها)
هذه الروح خرجت من الجسد وذهبت إلى مكانٍ يعلمه الله لا ندري أين هو الآن، أين تذهب الروح
إذا نام الإنسان؟ وردت أدلة أن روح المؤمن تسجد تحت العرش، وأن روح الفاجر -والعياذ بالله-
تجتذبها الشياطين وتجول بها ولا تترك بها آفة إلا عذبتها فيها،
النوم آية من آيات الله، أخذ الله روحك وكان في الإمكان ألا تعود إليك مرة أخرى، ولكن مدد الله
خدماتك وأعطاك فرصة ثانية، وأعطاك إمكانية أخرى لتصحيح وضعك، فرد الله عليك روحك، لماذا
من أجل أن تستيقظ فتستغفره وتشكره وتعمل عملاً صالحاً ينفعك بعد موتك لا أن تقوم فتحاربه،
وتقول لربك من حقك عليَّ ومن واجبي أن أطيعك، لأنك رددت إليَّ روحي
. قال الحسن البصري
وقد مر على جنازةٍ ومعه غلام من رواده ومن مريديه، قال لغلامه هذا:
[يا بني! ما ظنك بهذا الميت لو ردت له الروح ماذا سيعمل؟ قال: يطيع الله فلا يعصه أبداً] طبعاً أي
شخص مات ثم رد الله عليه روحه هل سوف يعصي الله؟ أبداً لا يمكن، قال: [فكن أنت هو] يقول:
اجعل نفسك أنت الذي قد حُملت على الخشب وأنك ذاهب إلى المقبرة، وقد تكون أنت أصغر في
السن من هذا الميت، وهل يأتي الموت على حسب الأعمار؟ لا. ولكن الله عز وجل أماته وأحياك
أنت، فخذ من موته عبرة واجعل نفسك أنت المحمول على الأعناق، والآن ردت لك الروح فأطع الله
ولا تعصه أبداً. فالله رد لك الروح من أجل أن تطيعه ولا تعصيه أبداً.
وفقك الله وبارك فيك اخي صقر للنقل الطيب والمفيد وربنا يرحمنا احياء وبعد الموت انه سميع مجيب
ودمت بحفظ الرحمن ورعايته