تشير معظم الدراسات العربية والأجنبية في هذا المجال إلى أهمية توافر العناصر الآتية في البيئة الأسرية الميسرة للإبداع أحد الأبعاد الأساسية للموهبة :
- ممارسة الأساليب الأسرية السوية في تنشئة الأبناء
أي البعد عن التسلط أو القسوة ، والتذبذب في المعاملة ، والمفاضلة بين الأبناء، والتدل الزائد، والحماية المفرطة ، وغيرها من الأساليب غير السوية 0
- تشجيع الاختلاف البناء.
- تقبل أوجه القصور.
- وجود هوايات لدى الأبناء.
- توافر جو من القبول والأمان وعدم الإكراه .
- إتاحة الفرصة للاستقلالية والاعتماد على النفس .
- الاتجاه الديمقراطي والإيجابي نحو الأبناء .
- الانفتاح على الخبرات .
- التنوع في الخبرات .
- تعويد الطفل على التعامل مع الفشل والإحباط .
*وبالنسبة لدور كل من الأم والأب تبين معظم الدراسات في هذا المجال أن الأمتلعب دورا مؤثرا في تنمية موهبة طفلها، وخصوصا في السنوات الأولي من عمره ، والتراثالسيكولوجي يزخر بالعديد من الدراسات التي تبين هذا الدور. ومعظم الدراسات يؤكد أنهناك ارتباطا وثيقا بين ذكاء الأم وطفلها، ويؤكد أن مستوى تعليم الأم بصورة خاصةومشاركتها ومتابعتها لأمور الطفل وهو صغير لها أثار إيجابية بعيدة المدى على تربيةالموهبة لدى الطفل مستقبلاً.
*كما أورد( لوي ولويز ) عدداً من الدراسات التي بينتأن هناك ارتباطاً قوياً بين توقعات الأم وذكاء طفلها . ومن الصعب التحقق في هذاالصدد من اتجاه العلاقة بين توقعات الأم وقدرات طفلها، وتحديد العلاقة السببية بينهما، وأي متغير يسبب الآخر، وما إذا كانت توقعات الأم هي التي تؤثر على ذكاءالطفل، أم أن العكس صحيح . ولكن من الثابت علميا أن نوعية التفاعل بين الأم وطفلهابغض النظر عن السبب الحقيقي في إحداث هذا التفاعل يلعب دورا كبيرا في تربية الموهبة لدى الطفل ، وأن الأم تمتلك توقعات عالية لطفلها تكون أقدر على توفير بيئة غنيةميسرة لتنمية موهبته .
*والتفاعل اللفظي بين الأم وطفلها يلعب دورا كبيرا فيتنمية القدرات العقلية لدى الطفل منذ أشهره الأولى، وتشير الدراسات إلى أن التفاعل اللفظي لأمهات الأطفال الموهوبين يتسم بالتعزيز اللفظي، وإعطاء إرشادات لفظية ،وإلقاء أسئلة مفتوحة ، وعدم إعطائه إجابات جاهزة بل تشجيع الطفل على أن يبحث عنهابنفسه ، وكذلك حب الاستطلاع لديه
*أما بالنسبة لدور الأب فإنه لا يقلعن دور الأم في تربية الموهبة والإبداع لدى الطفل ، على الرغم من أن معظم الدراساتالسابقة قد ركز على دور الأم فقط . وفي إحدى الدراسات التي أجراها ( كارنز وشويل ) على عدد من أباء الأطفال الموهوبين في مرحلة رياض الأطفال تبين نتائج هذه الدراسةأن هناك تبايناً كبيراً بين تفاعل أباء الأطفال الموهوبين وبين أباء الأطفال غيرالموهوبين .
**ولقد تجلى هذا التباين في أربعة أمور وهى:•
*كان آباء الأطفال الموهوبين أكثر مشاركة لأطفالهم من آباء الأطفال العاديين ، ومن حيث كم ونوعيةالوقت الذي يقضيه الأب مع طفله . وتشير هذه الدراسة إلى أن أب الطفل الموهوب يقضيوقتا في القراءة لطفله الموهوب قدره ثلاثة أضعاف الوقت الذي يقضيه أب الطفل العاديمع طفله، وكذلك يقضي أوقاتاً مع طفله تزيد بنسبة 20% عن الأوقات التي يقضيها أبالطفل العادي مع طفله حيث يشارك في هذه الأوقات طفله في الذهاب إلى السينما، أوممارسة الرياضة ، أو الذهاب في رحلات إلى حديقة الحيوانات مثلاً.
•وبالنسبة لنشاط القراءة ، فلقد حرص أباء الأطفال الموهوبين على تنويع نشاطات القراءة ،واهتمامهم لم يقتصر على مجرد القراءة لأطفالهم ، بل التركيز على مساعدة الطفل على التمييز بين بعض الكلمات والأصوات .
• اهتم أباء الأطفال الموهوبين بالتواصل اللفظي أكثر من أباء الأطفال العاديين ، ولقد تضمن التواصل الشفوي الجانب المعرفيوالوجداني، كأن يشرح الأب لطفله بعض المفردات الجديدة المتعلقة بمحيطه ، ومشاعرالآخرين .
•كان أباء الأطفال الموهوبين أكثر اهتمام بالنشاطات الذهنية التيتتطلب استخدام العضلات ، الدقيقة ، وتتطلب نشاطاً ذهنياً كلعبة الليجو (Lego)، أكثرمن اهتمامهم بالنشاطات الحركية التي تتطلب استخدام العضلات الكبيرة ، كركوب الدراجة أو الركض .
• ركز آباء الموهوبين على بث الثقة في نفس الطفل ، وتجنب استخدام الألفاظ النابية ، وإظهار القبول غير المشروط لذات الطفل ، وكانوا أكثر اهتمامابالأسئلة غير المألوفة ، وتشجيع الميل للفضول .
*تؤكد معظم الدراسات الآنفة الذكرأهمية توافر البيئة الغنية ثقافياً، الآمنة سيكولوجيا لتنمية الموهبة والإبداع لدى الطفل في الأسرة ، ومن أهم عناصرها توافر الكتب والألعاب المثيرة ذهنياً، وتشجيعالرحلات العلمية والثقافية ، وتشجيع الهوايات ، والإجابة عن أسئلة الطفل ، وتشجيع القراءة ، والتواصل اللفظي بين الآباء والأبناء.
كما تشير إلى أن أساليب التنشئة الأسرية التي تناسب الطفل الموهوب بصورة خاصة هي تلك التي تستخدم الإقناع معه ،وتعمل على احترام عقله ، لأن أسلوب الضرب واستخدام القسوة في المعاملة مع الطفل الموهوب بالذات معناه قتل موهبته وهي مازالت في المهد، وأساليب التنشئة الأسرية التي تساهم في تنمية موهبة الطفل هي تلك التي تتجه نحو التسامح والقبول والانفتاح
موضوع مهم أتمنى الفائدة للجميع
مسلمة