مهلاً.. فهكذا قالوا لنا في الأمثال الشعبية: "ثيل وثغب: جنة حمار".
والثيل هو النبات المعروف، أما الثغب فهو الماء الراكد بعد السيل. والذين يعرفون البراري من المؤكد أنهم يعرفون الثغبان..واذا توفر الثيل، والماء، والحرية للحمار فهذه جنته. فهو يأكل، ويشرب، ويمرح، كما يشاء بلا أحمال، ولا أثقال، ولا خوف. يتمرغ، ويعدو متى ما طاب له التمرغ والعدو، ويربض متى ما طاب له النوم وأخذه النعاس.. بل ربما أخذته الحدة، والقوة، والعنفوان، فيأخذ في القفز والرفس في الهواء.
والحمار إذا خرج عن طوره فقد وظيفته "الحميرية" وتحول إلى مشكلة بيئية، واقتصادية خطيرة، لأنه سوف يصرف طاقته في الإفساد، والتخريب.
سوف يتوحش، ويتمرد، على وسائل الترويض، والتطبيع، ويصبح التخلص منه أولى من الإبقاء عليه. فهو لم يعد صالحاً لشيء إلا للنهيق، والرفس، والفرار، وإثارة الغبار. والحمار إذا توحش ازداد ذعره، وخوفه، ونفاره، وفي القرآن الكريم: {كأنهم حمر مستنفرة فرت من قسورة}.
والحمر: جمع حمار. والقسورة: الأسد أو الصياد. وقد شبه الله النافرين من الحق بهذه الحمر التي أصابها الذعر عندما رأت الأسود ففرت مذعورة، وجلة، قد غطاها الغبار. ولكن هروبها في النهاية لن ينجيها من الافتراس.
ومن المؤكد ان الكثيرين رأوا تلك المشاهد في كثير من الأفلام وهي تصور فرار الحمر، أو الحمر الوحشية من الأسود، وكيف أنه يصيبها الذعر إلى درجة أن بعضها يصطدم ببعض فتسقط متكسرة، أو ميتة، قبل أن يصلها الأسد.
والحمير، أجل الله سمعكم، إذا أخذها البطر والأشر، فإنها تعبر عن ذلك بالنهيق المتواصل، والدائم. فهي تنهق بلا سبب إلا الرغبة في النهيق تعبيراً عن سعادتها وغبطتها وصحتها وعنفوانها..
في كثير من المدن شاهدت هذا الصنف من الحمير، أو قريباً منه.. فلقد رأيتها بأم عيني تأكل، وتشرب، وتمرح، وترفس في الهواء، وتمارس النهيق بشكل لا ينقطع. تنهق في الشارع، وفي المطعم، وفي المتجر، وفي الحدائق العامة. لقد كانت تضحك بلا حساب، وتأكل بلا حساب، وتشرب بلا حساب، وتصرف بلا حساب، وتنهق بلا حساب، لا لشيء إلا لتثبت أنها حمير بشرية متفوقة.. ولكنها أذل وأجبن من الحمير في مواجهة الحياة والعمل المثمر الجاد.. ودعوني أبسط الأمر لكم أكثر فأقول، انني أعني أولئك الشبان الذين لا عمل لهم، ولا هم لهم، ولا جدوى منهم، ولا فائدة فيهم إلا أن يؤذوا خلق الله دون حياء، أو أدب سلوك.. تراهم في الشوارع لا هم لهم إلا إيذاء الخلق، والاستعراض بمظاهر الأبهة والصلف واحتقار الآخرين.. تجده راكباً سيارة فارهة غريبة الشكل والصنع فيضيق عليك الطريق، وربما رماك بثقل سيارته إلى الرصيف، وإن كنت رجلاً فحدثته أو اعترضت عليه، فأنت بذلك ترتكب حماقة ومجازفة قد تؤدي بك إلى الأذى والاهانة.. وترى البعض منهم هائمين على الأرصفة، قد أسدلوا شعورهم، وفتحوا صدورهم، وارتدوا ألبسة هي أبعد ما تكون عن التناسب أو الذوق السليم. لهم لغة ذات مصطلحات خاصة، وثقافة هابطة خاصة، وسلوك أبعد ما يكون عن الإحساس بالمسؤولية وفهم رسالة الحياة، والتعامل مع الآخر بانسانية راقية، يسيرون في الأرض مرحاً وينظرون إلى غيرهم بازدراء واحتقار وكأن الآخرين ناقصو البشرية والإنسانية.
رأيت مجموعة من الشبان وقد أوقفوا سيارتهم "الهمر" امام احد مطاعم الوجبات السريعة وبعضهم قد أسدل جسده رافعاً رجليه فوق "طبلون" السيارة، فتساوت رؤوسهم مع أرجلهم وقد سدوا الطريق وهم يأكلون ويشربون فلما انتهوا قذفوا بعلب الشراب وبقايا الأكل في الطريق وعلى سيارات المارة، وانطلقوا وهم يرقصون ويغنون على ايقاع موسيقى غريبة وقد تساوت رؤوسهم بأحذيتهم، هؤلاء بسلوكهم الهمجي وغير المسؤول يؤذون مشاعر الناس ويكرسون كراهية وحساسية بين الشباب الآخرين الذين يصارعون ويكافحون من أجل لقمة العيش بل ربما سببوا نقمة وكراهية لدى الآخرين، فهؤلاء ليس لديهم إحساس بالآخر، ولا إحساس بالزمن بل ولا إحساس بالحياة، فهم أشبه بالحمير التي تشرب وتأكل، وتنهق، وترمح بلا ضابط، ولا رابط، ولا قانون اخلاقي.
أتصور أن مثل هذه الظواهر والمظاهر البشعة تحتاج إلى كبح وشكم وترويض، وتهذيب، وأن تعطى دروساً في احترام الحياة، والأحياء، وأن تشعر بأن الحياة أسمى من أن تكون مجرد أكل وشرب، ونهيق ورفس، واحتقار لمشاعر عباد الله.. وأن في الأرض بشراً لهم حرمتهم، وكرامتهم، وحقهم الإنساني في العيش بكرامة واحترام..
أتصور أن مثل هذه الظواهر والمظاهر البشعة تحتاج إلى كبح وشكم وترويض، وتهذيب، وأن تعطى دروساً في احترام الحياة، والأحياء، وأن تشعر بأن الحياة أسمى من أن تكون مجرد أكل وشرب، ونهيق ورفس، واحتقار لمشاعر عباد الله.. وأن في الأرض بشراً لهم حرمتهم، وكرامتهم، وحقهم الإنساني في العيش بكرامة واحترام..
شكرا اخي الاتي لنقل الموووووضوع
والله أكثر من رائع
وهذا حال بعض الشباب في الدول العربيه
وانا اقول ان التعلين في الصغر كالنقش في الحجر
والتعليم في الكبر كالنقش علي الماء
نتمني ان يعلم شبابنا القيمه الحقيقه للمال
انه مجرد وسيله للعيش وانه لم يكن و سيله للتفاخر
وللتعالي علي الناس فكلنا متساويين عند الله
قرأت حكمه لفيلسوف فرنسي لا أتذكر أسمه
لاكنه قال لاتجعل ملابسك أغلي ما فيك
لان كل ما زادت قيمتها رخصت انت بداخلها
واكيد يقصد انه عندما يشعر الأنسان بقيمته ما يمتلكه ويتفاخر به علي الناس
تقل قيمته الحقيقيه فنحن نري الشباب يغيرون العربيات في أقل من سنه
والموبيلات كل شهر او اقل او اكثر حسب عقل كل منهم
ونري شباب لا تجد عمل ولا مال ولا شئ
يجب علينا انا نحمد الله علي كل شئ ولا ننسي حق الفقير في أموالنا
وفي ما نمتلكه
ولا ننسي من تواضع لله رفعه
السيد الاتي الاخير
تحية طيبة
الاختيارللموضوع ينم عن حرصك الاكيد على جيل الشباب
اللذين هم الاستثمار الحقيقي للامة
وأن مانشاهده الان من تصرفات غير مسؤولة من بعض الشباب
لهو دخيل علينا وعلى مجتمعنا
نسأل الله لناولهم الهداية
ولكم جزيل الشكر ,,,,,,,,,,,,