الأندية الأدبية مجددا

لم يتبق سوى أقل من عام على نهاية الدورة الحالية لمجالس إدارات الأندية الأدبية التي كانت قد شهدت تغييرا شاملا قبل ثلاث سنوات، وكان التغيير عميقا بحيث شمل الوجوه والتوجهات.
وباستثناءات قليلة جدا، فإن هذه المجالس لم تستطع ان تقوم بواجباتها كما ينبغي، ولم تستطع تنفيذ برامج وخطط وتوجهات وزارة الثقافة والإعلام، فقد شاب أداءها البطء وعدم وضوح الرؤية.
واذا كان يحسب لهذه الأندية نشاطها السينمائي والمتمثل بعرضها وبشكل منتظم لمجموعة من الأفلام الإنسانية والثقافية والوثائقية في مبادرة من الواضح انها تحظى بدعم وزارة الثقافة، فإنه يعاب عليها عدم تحقيق أي اختراق آخر في أنشطتها وبرامجها.
فقد ظل الحضور النسائي في برامجها خجولا بل انه لدى بعضها معدوم تماما.
كما ان الأنشطة النسائية احتفظت بتقليديتها ولم تقدم عملا نوعيا لافتا.

وفشلت هذه الإدارات كسابقاتها في مد جسور التواصل مع الأدباء والمثقفين، ولم تنجح في إنهاء القطيعة المستمرة منذ سنوات بعيدة بينها وبينهم.

وقد بدا ذلك واضحا من الحضور الضعيف جدا للفعاليات التي تنظمها هذه الأندية، واحجام الأسماء المعروفة عن الحضور، وان كنت لا أعفي الأدباء والمثقفين من المسؤولية، فهم بطبعهم سلبيون الى حد بعيد، وليس من السهولة إقناعهم بالحضور الى ما يمكن وصفه (نواديهم) التي قاطعوها بذرائع مختلفة سقط أكثرها بعد التغيير الشامل لمجالس إداراتها.

وتتحمل وكالة وزارة الثقافة بعض المسؤولية في تعثر بعض الأندية، فقد لزمت الصمت وهي ترى العديد من هذه المجالس تتآكل من الداخل، بعد ان فقدت بعض أعضائها اما بسبب الوفاة او الانسحاب أو الانتقال للعمل في منطقة أخرى أو بسبب الخلافات حتى أصبحت بعض هذه الأندية تدار عمليا بأقل من نصف أعضاء مجلس الإدارة.


وحتى لا نترك فرصة لخيبة أمل جديدة، فبوسعنا ان نعتبر هذه الدورة مرحلة انتقالية أفرزت الكثير من الدروس التي ينبغي الاستفادة منها عند إعادة تشكيل مجالس الأندية الأدبية والوقت المتبقي من عمر المجالس الحالية كافة لمراجعة أدائها، وانتقاء العناصر المؤهلة لإعطاء روح جديدة للنشاط الأدبي والثقافي بالمملكة، وفتح آفاق جديدة للمشهد الثقافي السعودي تتناسب مع مرحلة التغيير والتحديث التي تعيشها بلادنا.

صالح الفهيد