يقال ان القليل من الخمر يحيي قلب الانسان، ويعتقد الاطباء ان تعاطي الكحول بكميات معينة، ككأس نبيذ يوميا يمكن ان ينشط ذاكرة الانسان ويحسن مقاومة الشرايين لظاهرة التكلس ويقلل جلطات القلب لكن اتضح الان عدم صحة كل ذلك.
ويبدو ان الباحثين في الارجنتين بصدد اثبات ان نظرية سلامة تناول الكحول بكميات قليلة ليست سوى خرافة، بعد ان توصل زملاء لهم في مركز ابحاث الادمان في بيونوس ايريس الى ان الاطباء قللوا كثيرا من مخاطر الكميات الضئيلة من الكحول.
ولقد اشارت دراسة صدرت عن هذا المركز الى ان تعاطي الكحول بكميات قليلة ولفترة طويلة ومنتظمة يسبب العديد من الامراض الجسدية والنفسية والاجتماعية، وذكر الدكتور كارلوس مانو من المعهد ان النساء اكثر تاثرا من الرجال بالكميات القليلة من الكحول.
كما انتقد ما يسمى بالشرب المعتدل، بالقول انه تعبير فضفاض لا يحذر الفرد بشكل حاسم من مخاطر الكحول، وكشفت الدراسات الاخيرة التي وضعها المعهد ان تناول كميات معتدلة يوميا ةلفترة طويلة تكفي لمضاعفة مخاطر اصابة الانسان باورام الحنجرة والبلعوم والغدة الدرقية، وتكفي 10 مليغرام يوميا من الكحول الصافي الى زيادة مخاطر هذه الاورام السرطانية بنسبة 30 بالمئة. ويبدأ كبد المرأة بالتأثر من كميات لا تتجاوز ال12 ميلغرام يوميا من الكحول الصافي، وتبدأ مخاطر التعرض للالتهاب البنكرياس المزمن عند ا لنساء بدءا من تناول 20 مليغرام من الكحول الصافي يوميا. ويترافق ذلك مع ارتفاع مضطرد وتدريجي في ضغط الدم ومخاطر سرطان الغدة الدرقية.
وعبر الدكتور الارجنيتيني عن قناعته بعدم وجود استهلاك معتدل او غير ضار وان ضرر الكحول، كمادة قد تسبب السرطان يبدأ مع اول ميلغرام يشرب.
ومن وجهة نظره ان وسيلة الاقلاع ا لنوعي التي تركز عليها مؤسسات المساعدة على الاقلاع عن تناول الكحول كانت نتائجها افضل بكثير من طريق معالجة المدمنين بالطرق الكلاسيكية، ونجحت الطريقة الاولى حتى الان في شفاء 40 بالمئة من المدمنين في بيونس ايريس.
والاقلاع النوعي طريقة لا تتطلب حبس المدمن في مشفى خاص لفترة طويلة بل تقتصر على وضعه تحت الرقابة الاجتماعية الدقيقة من اسبوعين وحتى الشهر، مع وجوب تواجده بين اناس عاديين.
القليل من الخمر يسبب امراضًا
العرض العادي
