)(
)()(
كــ عادتي أجد متعــة بأن أتسكع على الأرصفـــة
أقرأ وجوه البشر
يطلع ملقوف ويقول ( الله من الفضاوه )
بتنح فيــه وأقول ( الله يصلحك – أصبر الكلام بأوله ..! )
ذات مساء ربيعي من ليالي تبوك الورد
قادتني قدماي إلى كوفي شوب ( ميس الريم )
ملقوف ثاني يطلع ويقول ( سيارتك وين يوم إنك تفرفر على رجليك )
بتنح مره ثانيه وبقول ( قطعت إشارة ومحجوزة وما بوه واسطه اطلعه )
جلست بالكوفي شوب وحدثت نفسي بأن أخرب مالطـــه
بصرف ما في الجيب وما في الغيب علمــه عند ربي
وكان بذخا حاتمــي بأن طلبت كوبا من الشاي وقارورة ماء صحــة
وركنت إلى تأملاتي اتفرس بملامح البشر
العجب أن الكثير منها وكأنه غُسل بمرق
00
إثنان يدخلان وهما يضحكان
بقهقـــة عالية ومزعجـــة
أحدهم يقول نكته
( صعيدي سبح في ترعـــة طلعت البلهاريسيا تحلل )
قلت بنفسي
يا قدمها النكتـــه ناقصين حنا عج بتبوك يجي هذا يكمله بنكتته
ويستمران بالتنكيت بصوت عالي
وكأن المكان ليس به إلا هما
00
شاب في متقبل العمر
يقبل إلى مدخل الكوفي شوب من سيارته الكامري
وبمشيـــه كأنه على بيض يسير
شنب موضه كأنه صف طابور نمل
وسكسوكــه متصله بخط رفيه من الشعر بشنبه
تضمن تماسك حنوكـــه
وثوب من موضـــه ( المخصر )
جلس وبصوت أنوثي
طلب موكا
ما قهرن ليـــه مسوي بحاله كذا وليـــه الحال الذي وصل إليه بعض شبابنا
قهرني ليــه طلب موكا وأنا من شرب الشاهي وكثرته معدتي تصيح
ملقوف يطالعني ويقول ( وش رادك لا تطلب موكا )
بنص تناحــه اناظر الساعة وأرد عليه
( طفرة آخر شهر الموكا بسبعة أريل والشاي بريلين أنت وشنوحك تسألن )
00
شاب يدخل والابتسامــة تشق براطمــه
ينظر ذات اليمين وذات الشمال
فيلمح أحدهم يلوح له بيده
عرفت إنهما أصدقاء
الملفت للنظر تلك ( الشوشـــة / الكشـــه ) التي حسبتها باروكة في بداية الأمر
ولكن في مرحلة استراقي السمــع
سمعته يعتذر لصديقه عن تأخيره وأن سببه تعريجه على صالون الحلاقة
ليقوم بغسل شعره واستشواره
المضحك
أن صديقه علق على قوله بسؤال
كم قملة هذه المرة قتل الحلاق
00
ساعات الليل طويلة
وعقارب الساعة ببط تتحرك
وكل ربع ساعة تمضي يمر بي عامل الكوفي شوب
فيقول : سديق انتا ما فيه طلب ؟
أشر له على كوب الشاي وقارورة ماء الصحـــة ومن جيبي اطلع حبة بندول
صداعا يصيب الرأس بالألم
من مناظر يشاهدها المرء في مجتمعه
هل وصل الحال بنا إلى هذه الحال
..
ثياب مخصره
شعر يعود بنا إلى خمسينيات الغرب والهيلبز
إزعاج في الأماكن العامـــة
وفي النهار والبحث عن الرزق تجدهم في سبات
ليأتي الليل وتظهر خفافيش السهر
..
..
تساؤلات ؟؟ وحيرة !!
سمعنا بشارع التحليــة في جدة ومثيله في الرياض
سمعنا أو قد شاهدنا
هيئات غريبــة وألبسة عجيبة
دخيلة على مجتمعنا
في المدن الكبرى
ولكن أن يصل الحال في شباب وبمدننا الشماليــة
ذات الأصالة والعادات والتقاليد العريقـــة
الممتدة إلى جذور الأرض
فنشاهد مثل
هشومي الرياض .. سويلم تبوك

فهنا عجب العجاب