زيادة استهلاك البقول والحليب واللحوم والرز. هذه وصفة الباحثين في مؤسسة خيرية بريطانية تدعى فوود فور براين. ان هذه المواد الغذائية قادرة على إعادة مستويات السيروتونين ومرسلات عصبية أخرى، ترتبط بالشعور باللذة، الى مستوياتها الطبيعية. ان النقص في كمية هذه الهرمونات توقظ الرغبة في تعاطي المخدرات لدى أولئك الممتنعين عنها. يذكر أن المخدرات تنجح ببراعة في تقليد وظائف المرسلات العصبية بالدماغ. مع الوقت، يتعود الجسم على تلقي محفزات تأتيه من الخارج مما يبطئ عملية الإنتاج الطبيعية لهذه المرسلات العصبية. هكذا، لا يتمكن المدمنون على المخدرات من الخروج بسهولة من هذه الدوامة التي تجعلهم يشعرون باللذة لإشباع رغباتهم واحتياجاتهم.
يشعر الممتنع عن تعاطي الكوكايين، مثلاً، بالتعب والإجهاد. ويعود السبب في ذلك الى الغلوتامين، الحمض الأميني المرتبط بمرسلات عصبية تساعد في الاسترخاء(تسمى جابا)، والسيروتونين اللتين لا ينتجهما الجسم بالكمية الكافية. لزيادة كميتهما، يقترح الباحثون البريطانيون تغيير نوع الحمية من دون اللجوء الى أي دواء. فلائحة المواد الغذائية المذكورة في أعلى المقال تحتوي على (N-acetylcysteine) أي "ناك" وهي مؤشرات سابقة للغلوتامين وهي تخفض الرغبة في تعاطي الكوكايين بصورة لافتة كونها تحفز إنتاج الكمية الطبيعية الناقصة من مرسلات "جابا" العصبية.
أما النقص المسجل في إنتاج السيروتونين بالجسم، الذي يسبب الإجهاد، فان علاجه يكمن في زيادة استهلاك اللحم والسمك والرز والحليب كون هذه المواد الغذائية تحتوي على حمض تريبتوفان. يتحول هذا الحمض الأميني، بعد أن يمتصه الجسم، إلى مادة تسمى (5 -HTP) ثم إلى السيروتونين بفضل الفيتامين "بي 6" وهو الناقل العصبي للمزاج. كلما يرتفع مستوى هذا الحمض الأميني بالحمية كلما تراجعت حدة أعراض الكآبة.