الشبكة مسجلة لدى وزارة الثقافة و الاعلام


Google



منتـدى الــمــواضـيـع الــعــامــة خاص بالمواضيع المنوعة التي ليس لها قسم مخصص

 
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 14-09-09, 01:42 AM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
اعضاء الشرف
الرتبة:

 

البيانات
التسجيل: Mar 2008
العضوية: 4062
المشاركات: 5,172 [+]
بمعدل : 0.81 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 731
نقاط التقييم: 10
أبوسليم is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
أبوسليم غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:
اخر مواضيعي
 


المنتدى : منتـدى الــمــواضـيـع الــعــامــة
افتراضي رسالة من خريج جامعي للوطن !


رسالة من خريج جامعي للوطن !
فهد محمد الغفيلي
لجينيات
مدخل :

في طريقي للجامعة حينما كنت طالباً , أرى بطريقي لوحة رائعة , وعبارة فائقة , تتحدث عن الإرهاب في الوطن , حوت بيت متهدم ودمار , وجملة تخاطب الوطن باختصار :

( انظر ماذا فعل أبناؤك بك ؟!) فكانت نِعم الرسالة المؤثرة , فقد خاطبت العقل الباطني برسائل الأسرة والأبوة .

**

تخرجنا من الكليات و الجامعات , نحمل أنواعاً من الطموحات , إما تكميل دراسة , لنوصل رسالتنا الشريفة , أو تحصيل عمل , لنطبق ما تعلمنا بالوظيفة, نحلم أن نكون لبنةً صالحةَ بالمجتمع , ونتمنى أن نكمل نصف ديننا لنُكَوِن أسرة مسلمة .

لكننا اصطدمنا بواقع مؤلم , يحملنا بأمواجه العاتية , ليضرب بنا الصخور القاسية , ننتظر ( منفى التعيين ) سنين طويلة , حتى لو كانت على حدودٍ مخيفة , علماً أن هذه المدة التي تشبه ليالي الأسير , لا تعلم أنت حينها بين الأحياء أم الأموات , بين الشباب أم الكهول , المهم نجا فيها من نجا, و هلك فيها من هلك , في بحر الفراغ المتلاطم , بين شهوات كالانحرافات الأخلاقية والمخدرات , وبين شبهات كالتوجهات الفكرية والإرهاب .

وحينما أردنا أن نستغل هذه الفترة بالمواصلة , وجدنا الدراسات العليا كالصحراء القاحلة , جافة لا تروي الظمآن , لأنها ليست بالمجان , فإن انطبقت عليك الشروط , لم تسلم من أمرين :

الأول : دراسة بلا مقابل , لعدد محدود كالعشرة والعشرين , والمتقدمين كُثر , لتحتاج حينها لفيتامين واو ( واسطة ) وغير ذلك .

الثاني : دراسة بمقابل ( موازي ) , حينها تحتاج لأموال , و الدراسة بمجموعها بين 35_75 ألف ريال _ غير مصاريف السكن والمعيشة وغير ذلك إذا كنت من خارج المنطقة _ والمشكلة أن العدد أيضاً محدود .

ليتبادر سؤال :

من أين لشباب وفتيات في مقتبل العمر هذا المبلغ , يسرقون أم يستدينون ؟! , ومَن سَيُقرض أمثالهم ؟! وقد ينجو من هذه المشكلة , مَن كان أهله أغنياء _ فهذا شيء آخر _ , مع تنازله كشاب عن بعض الاعتبارات كالكبرياء وغير ذلك , ولكن حديثي هنا عن السواد الأعظم .

وطبيعي أن ينجو أمثال هذا , في مجتمع يسير مآله للطبقية كمجتمعات مجاورة , ضاربة ناقوس الخطر على المستوى العام .

وبين انتظار الوظيفة ومواصلة الدراسة , يأتي الخيار الثالث وهو البحث عن عمل , لنجد أنفسنا بين رواتب ( لا تسمن ولا تغني من جوع ) , هذا لشابٍ بلا جوال وأسرة , فقط يصرف على نفسه _ فكيف لمن يصرف على أسرة أو على مريض أو غير ذلك _ , وفي مهن لا توافق ميولنا ليكون الإنتاج في خبر كان , والإبداع حبر على ورق في عالم الدورات , ومع كل هذا تكون تحت رحمة المالك للعمل أو مديرك , بين ذل ومهانة , تهديد و وعيد .

أما الخيار الرابع : سلك التجارة , وهذا أعلن من البداية انتحاره ! , فلا داعي للخوضِ فيه , إلا لمن فتح الله عليه . ليبقى أمامك خيار واحد _ غالباً _ , وهو الإبتعاث للخارج , وله شروط أيضاً معينة _ بغض النظر عن رأيك وميولك وظروفك العائلية للذهاب خارج الوطن _ قد تنطبق عليك أو لا كالمعدل مثلاً .

فتتجه إذا لم توفق بذلك لمكاتب الجامعات الأمريكية والبريطانية الموزعة أرجاء الوطن , لتفاجأ أنها شهادات غير معتمدة حتى وإن كلفته فوق الخمسة والعشرين ألفَ ريال , وتحت إشراف دكتور جامعي في جامعاتنا المعتمدة , بل وأغلقوها , لتكون من ( سالف الأزمان ) .

ليطرح السؤال هنا نفسه : ماذا تريدون أن تفعلوا بنا ؟! قولوا لنا مصيرنا وجاوبونا ؟! إن كان على القهر فقد تجرعنا مرارته , وإن كان على الألم فقط تكبدنا طعناته !! , وإن كان للتعذيب النفسي أشكال و للهلوسةِ ألوان ؟! فهذه من أحدث وأنفع طُرُقِهِ !! , بل ويصبح الشاب والفتاة في هذه المرحلة الخطرة على أوج الإقدام في ميادين متعددة على مستويات مختلفة !! ( وهذه فائدة لمن يهمه الأمر ) .

ليأتي سؤال آخر : لماذا المسئولون هنا بالوطن : يريدون الشاب والفتاة ( قص و لصق ) في أمورهم المستقبلية , فلكي تعيش هنا يجب أن تكون ( مرقع ) التخصصات بحياتك الدراسية , مثلاً خريج لغة عربية تدخل بالابتعاث هناك قسم آخر لا يمس الأول بصلة , حتى على مستوى الخريج الجامعي هنا داخل الوطن , ومدة انتظاره القاتلة , أو حتى يحيى عزيزاً , يجب أن يعمل , فيعمل أي وظيفة كانت _ سواء بمجاله أم لا _ , بل حتى لو اضطر أن يدخل نطاق العسكرية بعد الجامعة , و مجاله عالم التربية والتعليم , أو عامل في بنشر وهو يحمل بكالوريوس شريعة , فيتنازل عن ميوله وطموحه في سبيل العيش كريماً , لا يحتاج أن يمد يده للغير .

لينتج لنا شباب منزوعين الإبداع في عملهم , مسلوبين الحرية في ممارسة طموحهم , فيكون العمل بين ملل وكسل , إهمال و ثبات , بعد أن كان من المفترض أن يكون في هذا العمل من يحبه ليطوره للأفضل , من السكون للحركة , وللأسف أصبح الشرطي معلم , والدكتور مهندس , والمعلم عامل , وهكذا .

قد يقول قائل : المهنة (.... ) شريفة . فنجيبه نعم ونحن لا نشك بذلك , لكن لماذا نتعب طوال عمرنا التعليمي بتخصص معين , وأحمل الشهادة الجامعية , وبالأخير أحصل على عملٍ لا يتوافق مع مستواي التعليمي ؟ لكن لماذا أنت يا هذا القائل لا تقول : أين المسئولين عن وظائفكم المفروضة , ومجالاتكم المفتوحة , واحتياجاتنا دائما من سالب إلى سالب ؟!

بل والمضحك المبكي يخرج لنا , مَن مِن المفترض أن يكون هو عَوننا بعد الله , ليقترح علينا أن نكون : ( حلاقين في صالونات شعر ) !! , فتصورت نفسي وأنا أعلق بروازاً في المحل : يحمل وثيقة التخرج !! وبجانبها رقم سنين عمري لنيلها , ولا أعلم ما الرابط بين شهادتي وصالون الحلاقة , ليقول أخي الفاضل هذا الكلام !! .

قد يقول صاحبنا : ( هذه مشكلتكم ) , حينها نقول : ما دامت مشكلتنا ولم تستطع حلها , لماذا أنت على هذا الكرسي ؟! ما دُمت لا تستطيع حل مشاكلنا لترمي اللائمة علينا , أليس هناك رجل بالوطن رشيد يملأ هذا المنصب , حنكةً وعملاً ؟! , لينتشلنا من عالم بَطالتنا الأسود , الذي هو بالحقيقة كقطعة حديدٍ سوداء تكتم أنفاسنا , يجعلنا نلفظ سكرات الموت بشكلٍ بطيء وبطيء جداً ! , فإن صبرَ منا أقوياء الإيمان وأصحاب الفكر الإيجابي _ وكم نسبتهم بيننا؟! _ , لن يصبر غيرهم ممن هم أقل منهم , وهم الأغلبية من الواقع الحسي , بل وتصدقون أننا بالإحصائيات لسنا محسوبين من عِداد البطالة !! .

مشكلة كلماتي الماضية أنها تصف واقعاً يعيشه كثير من الخريجين , لذلك لن تروق للبعض لأنها لم تتكلم بمثالية , بنظريات حَالمة , وبقراراتٍ ظالمة , تتبخر نتائجها على أرض الواقع , لأنها بالنسبة للخريجين والخريجات سراب في سراب , جعلت حياتهم خراب في خراب . فيا مَن تستظلون أنتم وأبناءكم تحت سقف المناصب البارقة , نحن _ المنسيين والمنسيات _ أنضجتنا شمس البطالة الحارقة , ومن شدة حرارتها , أشعلت نار الانتظار بحطب ضلوعنا , فجعلت المشاعر تغلي بين الحب والكره , والفكر بين الوسطية والتطرف , والسلوك بين الاستقامة والانحراف .

فلغم البطالة لو انفجر , وقد تفجر بعضه على مستوى الأمن العام , و ستكون الخسارة فادحة على عدة مستويات كالمستوى النفسي والاجتماعي والثقافي والوطني والمجتمعي و غير ذلك .

فعذراً يا وطن :

هل تناسيت أبناءك ؟!, هل تشاغلت عنهم ؟!, أوَ ينسى الأب ثلث شعبه وهو العاقل الرزين ؟!! أوَ تنسى الأم مَن تربوا بأحضانها وهي العطوف الحنون ؟!! أو تنسى يا وطن ما علمتنا بدستورك : ( كلم راع , وكل راع مسئول عن رعيته )

أواه .. تذكرت تلك اللوحة السابقة التي ذكرتها في مدخل المقال , فتخيلت البيت المهدم هو الشباب المُحطم , والعبارة رسالة من الشباب للوطن انظر ماذا فعلت بأبنائك ؟! )















عرض البوم صور أبوسليم   رد مع اقتباس
 

الكلمات الدلالية (Tags)
للوطن , جامعي , يريد , رسالة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:16 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

إنطلقت الشبكة في 2006/10/17 م - المملكة العربية السعودية - المؤسس / تيسير بن ابراهيم بن محمد ابو طقيقة - الموقع حاصل على شهادة SSL