قصتي ،، مع ،، ( الشهاب )،،،

[align=center]
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،

إخواني ،، وأحبابي ،، وربعي الذين أعتز بهم ،،

إسمحوا لي بمقدمة ،، قبل أن أطلعكم على هذه الخاطرة ،،،
حياني أخي الحبيب (الشهاب) ،،
بكلمات علق بها على القصيدة ،، التي عبرت فيها عن إعتزازي بكم،،
ولم تكن مشاعره ،، تختلف عن جميع من سبقه بالتعليقات ،،
وأخي (الشهاب) ،، كان بالنسبة لي هو الباب الذي ولجت منه ،،
في أول مشاركة لي في هذه المجالس ،،
فأحببت أن أعبر له عن إعتزازي بذلك ،،
ولكن ،، هل يكفي أن يكون مجرد تعليق على تشجييعه ؟؟
فأخذت قلمي (مجازاً ، فلم نعد نستخدم الأقلام ) ،،وسطرت كلاما ،،،
والحقيقة ،، أنني احترت،،
أي الأبواب ،، يناسب كلماتي التي سطرتها هذا الصباح ،
أيكون باب (الترحيب والتهاني )؟
أم باب ( القصة والرواية )؟؟
ولكن ،، بما أنها خاطرة ،، فلتكن ،، في باب الخواطر ،،
(فاجبروا ،، بخاطري ،، وسامحون على إختياري ،،،[/align]
[align=center]
[frame="7 60"]

قصتي مع الشهاب ،،

قبل أيام ،، فقط ،،
(واليوم ،، أكملت في عدها شهرا)
عابر سبيل ،، أضناه السفر ،،
يقطع الصحراء ،، طولا وعرضاً ،،
يقصد البحث عن شيء ما ،،
طال به السفر ،، ولم يجد ما يروي ظمأه ،،
في تلك الليلة ،،
آنس في جانب من البيداء نارا ،،
(والنار في البيداء ،، عنوان الكرم ) ،،
قصد ذلك الجانب ،،
لعله يجد خبرا عن مقصده ،،
أو يأخذ من تلك النار (شهابا) يستنير به الطريق،،

وفي طريقه إلى المضارب ،،
مر بمورد الماء ،، فاستقى ،،
شرب ،، فلما استطاب الطعم ، ملأ قربته ،،

راودته نفسه ،، فأدار معها حوارا :

-ألا تواصل السفر ؟ ،، فمعك من الماء ما يكفي ،،

- ولكن ،، كيف أمر بقوم ؟ ،، ولا ألقي التحية !! ،،

- قد تكون ضيفا ثقيلا ؟؟

- العرب ،، لا يستثقلون الضيف ،،

- من سيعرف أنك مررت من هنا ؟؟

- ويحك ِ ،، يا نفس ،، إن لم يعلموا بمروري ،،
فأنا أعلم ،، أن لهم علي حق التحية والشكر ،،

- أنت وما تريد ،، ولكن تذكر ، أن وراءك سفر طويل ،،

- سأكتفي بإلقاء التحية ،، وأبذل جهدي في الاعتذار بمشاغلي ،،

إنتهى ،، حديث النفس ،،

قصد المضارب ،، وتوجه نحو النار ،،
الوقت متأخر ،، والقوم نيام ،، أيقلق راحتهم؟؟ ،،

فكر بما حدثته به النفس ،،
ورد ت بخاطره ،، فكرة ،، ربما لم يسبقه بها أحد ،،

ليقف أمام النار ،، ويلقي التحية ،على القوم وإن لم يسمعوها ،
فتقتنع نفسه ،، أنه قد أدى شيئا من الواجب ،،
وليكتفي من كرمهم ،، بما ملأ قربته من مائهم ،،
ويستزيد ،، من عطاياهم بـ ( شهاب ) من نارهم ،،
يستضيء به في دربه ،، ويخفف عنه برد الليل ،،
التقط الـ (شهاب) ،، وأدار ظهره للنار ،،

فلم يمشِ خطوة واحدة ،،
حتى صرخ الـ (شهاب) في يده ،،
حيا الله الضيف ،،، إلى أين ،،
المضافة من هنا ،،
وصل الصوت ،، إلى المضارب ،،
تعالت الأصوات ،، من كل جانب ،،
يا هلا بالضيف ،، يا هلا بالضيف ،،
صغرت نفسه في عينه ،،
ولامها على ما حدثته به ،، وما أوقعته فيه من الحرج ،،
كان بيت الـ (شهاب) ،، أقرب البيوت ،،
نزل عليه ضيفا ،،
وفي نيته ،، أن يأخذ ، واجب الضيافة ويواصل المشوار ،

ولكن الشهامة تأبى ،، وطبع القوم الشهامة ،،
لن ترحل يا ضيف ،، قبل أن يستضيفك الجميع ،،
لم يسأله أحد ،، من أين أتيت ؟؟ ،، ولماذا ؟؟

أحبوه ،، وأحبهم ،،
أخبرهم ،، عن مقصده ،،
وما عناه في أسفاره ،، بحثا عن ذلك المقصد ،،

قالوا ،، وصلت ،، وعندنا ما يروي ظمأك ،،
أنتم منا ،، ونحن منكم ،، يسري في عروقنا دم واحد ،،

قال ،، غمرتموني بكرمكم ،،
أرويتم مني الظمأ ،، بعذب مائكم ،،
وأنرتم لي الدرب بنور (شهابكم)،،
وليس عندي ،، ما أكافئكم به ،،
قالوا ،، لا نريد منكم جزاءاً ،، ولا شكورا ،،
يكفي اعتزازكم بنا ،، واعتزازنا بكم ،،

قال ،، مضى من العمر نصف قرن ،،
وما قضيت منه إلا شهرا في مضاربكم ،،
أحببتها ،، حتى شعرت أني ولدت فيها ،،
وأن عمري كله قضيته بينكم ،،

قالوا ،، على الرحب والسعة ،،
أنت بين أهلك وربعك ،،

قال :

فَأَلقْتَ ْعصَاَها وَاستقَـرَّ بهَا النوى
****************** كما قر عيناً بالإيابِ المسافرُ


[/frame][/align]

[align=center]
*****************************
أحببتكم ،، يا ربعي ،، فسامحوني ،،
فهذا ،، حديث النفس بين جوانحي ،، لم أتعود ،، البوح به ،،
فإن أثقلت مسامعكم بكلماتي ،، وأزعج آذانكم نشاز موسيقاها ،،
فأرجو أن تصل إلى قلوبكم ،، معانيها ،، وهذا يكفيني ،،،

*****************************

[/align]