هل المتعة هي ما تجعل بعض الأشخاص مهمومين بكشف عورات النساء بالكاميرات المتنوعة الأشكال والأحجام؟
أم أن المسألة تتجاوز مسألة المتعة لتدخل في مسميات أخرى لها من القذارة والدناءة ما تخجل منه الفطرة السليمة؟
والمصيبة ان الكاميرات الحديثة تفننت في أساليب إخفاء نفسها بابتكارات لا يكاد ينتبه لها الشخص، ومثل هذه الاختراعات إذا ما وقعت بين أيدٍ شيطانية المقاصد تصبح وسيلة لانتهاك خصوصيات الآخرين، وتفاصيل أجسادهم.. حتى لو كانوا بأمكنة عامة!
فذاك الأسترالي الشاب الذي قرأنا عنه منذ مدة كان يصوّر النساء في عربات الترام مستخدماً كاميرا مخبأة في حذائه الرياضي!.. كان يصور بها النساء من الأسفل، وفي يده كاميرا أخرى تبدو كأنها مشغل صغير للموسيقى، يلتقط بها صوراً لوجوههن، ليقوم بتوليف اللقطات فيما بعد!.. ولو لم ترتب فيه إحدى النساء لاستمر بلا منغصات!
وفي سنغافورة ذكرت الأخبار أنه تم القبض على 11شخصاً بمخالفات تصوير أخرى من بينهم مهندسون ومدرسون وطبيب!.. وأقصى عقوبة لديهم "السجن سنة مع الغرامة"!..
وقد صدر حكم هناك على رجل أعمال بالسجن ثلاثة أسابيع ضُبط وهو يصوّر ما تحت ملابس امرأة في مصعد تجاري!.. كما حُكم على آخر بالسجن أسبوعين لأنه استخدم كاميرا تليفونه المحمول في تصوير إحداهن من أسفل تنورتها وهي بالمصعد، ومن حسن حظها ان اثنين من أصدقائها حذراها بشأن ما يفعله الرجل فاستدعت الشرطة!
وهناك طريقة شيطانية أخرى حذرت منها "أوبرا" في برنامجها، فقد رصدت كاميرات المراقبة في محل للألبسة النسائية صوراً لأحد الشباب وهو يصوّر النساء من الأسفل باستخدام حيلة خبيثة، حيث يمر بجانبهن ويدعي أن شيئاً سقط منه بالقرب من أرجلهن وحين ينخفض للبحث عما ضاع منه يشغّل كاميرا جواله الصغير ويلتقط مقاطع فيديو بما تسمح به تنانيرهن القصيرة!
وللأسف إن ممارساتهم الحقيرة هذه لا تقف عند حد حيث ذكر منذ مدة العثور على كاميرا صغيرة جداً مثبتة في كرسي حمام نسائي في أحد الأسواق التجارية!
وبعد هذه الخطوات يأتي دور تقنيات الفبركة والتركيب والتشهير عبر الانترنت والبلوتوث!
كيف تستطيع المرأة في العالم أن تحمي نفسها من هذه الانتهاكات في ظل وجود أحكام غير رادعة؟
ربما - في البدء - على مصممي الأزياء في العالم أن يشجعوا النساء على لبس التنانير التي تلامس الأرض، كما هو الحال عندنا، ثم على النساء بدورهن أن يتنبهن إلى أنفسهن أينما كنّ، وخاصة الانتباه إلى ما يتواجد في حمامات الأسواق، وغرف قياس الملابس، فقد تكون المرايا اللماعة فيها مجرد زجاج عاكس خلفه أعين ترصد وكاميرات تصوّر!
ومصيبتنا التي تحز في النفس هي تلك الانتهاكات التي نسمع عنها أحياناً في مجتمعنا المحافظ - حتى وإن كانت قليلة - كأن تُمسك طالبة في مدرسة أو جامعة تصوّر زميلاتها أو أساتذاتها، أو الإمساك بامرأة تصوّر النساء في قصور الأفراح أو أماكن الترفيه، أو كوافيرة تصوّر زبوناتها بعد تزيينهن!
كلما سمعنا عن تقنية جديدة تظهر في العالم نضع أيدينا على قلوبنا، فمع علمنا أن التقنية بريئة من النوايا الشريرة، وأنها لو استخدمت بشكلها الأمثل لكانت نعمة، لكننا نعلم أيضاً أن بوسع بضع نفوس منحرفة، في الخارج أو في الداخل، أن تحولها إلى أداة شيطانية تثير الخوف في المجتمعات، وتنخر كالسوس في هرم الأخلاق الذي دعت إليه كل الأديان السماوية.. والله المستعان..
المواضيع المتشابهه
و التقنية منهم براء
العرض العادي
