بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد
كتب المؤرخ والصحفي دان كورزمان في مؤلفه الشهير "البعث 1948" ونشره عام 1970 ، (750 صفحة) من اسرار الوثائق الصهيونية ، يكتب في 26-11-1947 كان اجتماع الجمعية العمومية للامم المتحدة من اجل التصويت على قرار التقسيم مستمرا، وكان الجو في الاجتماع مشحون للغاية ، وخطاب ضد التقسيم يتبعه خطاب اخر، فخرج مندوبوا الحركة الصهيونية من القاعة الى الكردور للتشاور ، قال احدهم يجب ان نؤجل التصويت والا انتهينا ، قال اخر يا ريت سيكون لدينا يومان كاملان للعمل مع الوفود والدول ، فغدا عيد الشكر .
واتفقوا وتمت وشوشة الاصدقاء من مختلف الدول في الداخل ، فبدأت خطابات اصدقاء الصهيونية تطول وتطول ، الى ان قال رئيس الجلسة صديق الحركة الصهيونية ، تأخر الوقت مع الاسف وعلينا تأجيل التصويت يومين ، مباشرة توجه الوفد الصهيوني الى مكاتب الوكالة اليهودية وبدأ عمل الطواريء واخراج النشطاء من غرف نومهم والتلفونات لا تسكت ووضعت الخطط ، الان مصير الصهيونية يعتمد على تصويت الفلبين واثيوبيا وهاييتي وليبيريا ، تم الاتصال بالمالك الصهيوني لشركة تأجير السيارات للوفود ، فقام بوضع اجهزة تنصت في سيارات الوفد البريطاني ، وتم الاتصال بالصهيوني المسؤول عن الامن في فندق ماك البين وقيل له ينزل لديكم ضيف مهم جدا فارس بيه الخوري ، فقال تقصد مندوب سوريا في مجلس الامن. في ذلك اليوم وضعت اجهزة التنصت في غرفته ، وبسرعة فهم الصهاينة لماذا صوتت مندوبة احدى الدول الصغيرة مع العرب لقد كسب ذلك العربي صوتها و .....، رغم ان النظام في تلك الدولة كان بلغهم بانه سيصوت معهم ، فتم الاتصال فورا بوزير خارجية تلك الدولة الذي قام فورا بتغييرها بمندوب ذكر ، وفي نفس الوقت كان العمل يجري على ليبيريا حيث اتصلوا برئيس شركة الاطارات والمطاط فايرستون ، الذي اتصل بمندوب شركته في ليبيريا ، وبذلك حلت مشكلة ليبيريا، اما هاييتي التي كانت طلبت من امريكا قرض بمبلغ 5 مليون دولار ، فقد استطاع احد المحققين السريين معرفة انها اعلنت انها ستصوت مع العرب لكي تضغط من اجل الحصول على القرض ، فكان لها ذلك . واما الفلبين حصلت زيارة ليلية لمنزل السفير الفلبيني من قبل قاضي في المحكمة العليا الامريكية وشخص اخر ، على اثرها قام السفير بالاتصال برئيسه في مانيلا ، وقال له اعتقد ان الفلبين تغامر بسبع قرارات على جدول اعمال الكونغرس لبلدنا مصلحة كبيرة فيها ، فقال الرئيس سافكر ، لا وقت للتفكير وصلته برقية خلال ساعات عليها توقيع 25 سيناتور من مجلس الشيوخ ، فقرر .
كل ذلك حصل في يومين !!! فما بالك بستين سنة مجرد سؤال ؟؟!